صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


حكايات الحوادث| الشيطان.. وجريمة في الفجر‎

علاء عبدالعظيم

الأحد، 04 أكتوبر 2020 - 06:59 م

انطلق صوت المؤذن يدوي في حنو تبعثه ميكروفونات المساجد، معلنا عن بدء فجر يوم جديد، بينما ترقد المرأة العجوز فوق سريرها، في ذبول واسترخاء شديد، يهتز جسدها النحيل كلما داهمته نوبة السعال، ولم تكن تعلم ماذا يخبئ لها القدر، وأنها ستصبح ضحية شيطان، تجرد من كل معاني الإنسانية والرحمة، أنهى حياتها بعدما بعث في داخلها الرعب والهلع، وأحكم قبضتا يديه حول عنقها، ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة، وأذاقها طعم الموت مرا، وعلقما.

وفر هاربا، تسابق قدماه الرياح، معتقدا الهرب من عدالة السماء، بعدما استولى على ماخف وزنه وغلا ثمنه.

 

سقوط تاجري عملة بحوزتهما 3 مليون جنيه بالشروق

اعتادت الابنة الاطمئنان على والدتها العجوز، من خلال الاتصال بها، وفي هذه المرة، لم تستجب الأم حيث هاتفها مغلق، وغير متاح، تسلل الشك داخل الابنة، وتملكته حالة من القلق، والريبة، خشية أن تكون والدتها قد أصابها مكروه، وبسرعة فائقة، توجهت إلى منزلها، تطرق باب شقتها بضربات يشوبها هلع، وخوف، يسبقها صرخات مدوية شقت الصمت الذي يعم على المنزل، وتجمع على إثرها الجيران، وبكلمات مواساة لطمأنة الابنة، وما إن تمكنوا من فتح باب الشقة، علت وجوههم علامات الذعر والهلع، من هول المشهد، حيث الأم العجوز ممدد جسدها النحيل، لايحرك ساكنا، وانطلقت الصرخات المدوية ترج أرجاء الشقة، وسط مشهد يدمي القلوب، وتقشعر له الأبدان.

وجاءت تعليمات اللواء، نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بسرعة القبض على الجاني، وتم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء، محمد عبدالله نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وتمكن المقدم أحمد قدري رئيس مباحث الخليفة، ومعاونيه من كشف لغز مقتل عجوز الخليفة، والقبض على المتهم الشيطان، الذي اعترف بجريمته أمام العميد هاني سامي مأمور قسم شرطة الخليفة، وعلل ارتكابه جريمته، بأنه كان يعلم بأن العجوز التي كانت تحسن إليه، وتعطف عليه، كابن لها، بعدما حاول مساعدتها، وحمل متطلباتها، وقام بتوصيلها إلى منزلها، حيث سال لعابه عندما وقعت عيناه على بعض المشغولات الذهبية، ومبلغ من النقود، فبدلا من أن يحسن إليها، ويقدم لها يد العون مرة أخرى، إلا أن هداه شيطانه، للاستيلاء على مشغولاتها الذهبية، والنقود، وتسلل كالثعلب، إلى شقتها فجرا، معتقدا استغراقها في النوم، لكنه فوجئ بها تعاتبه، على فعلته، وقبل أن تطلق صرخاتها، انقض عليها، وكتم أنفاسها، مستغلا ضعفها، ونحالة جسدها، ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة. غير مبال بأنينها، وجحوظ عينيها.

وتم تحرير المحضر اللازم، وأرشد عن تصرفه ببيع المشغولات الذهبية لاثنين من أصحاب محلات الممصوغات الذهبية بالقليوبية، واللذان نفيا علمهما بكون المضبوطات من متحصلات واقعة سرقة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة