الأحد، 04 أكتوبر 2020 - 07:44 م

طبيعى أن يستأثر الجانب السياسى فى واقعة إصابة الرئيس ترامب بفيروس كورونا بمعظم الاهتمام داخل أمريكا وخارجها.. خاصة مع اقتراب الانتخابات الحاسمة ومع ترقب مصير موقع الرئاسة فى الدولة الأكبر سياسيا واقتصاديا وعسكريا فى العالم كله.
ومع ذلك.. يبقى أمراً ضرورياً أن يتعامل الجميع بجدية مع الحادث الخطير من زاوية ارتباطه بالحرب ضد الفيروس، وبوصفه تحذيراً جديداً من ثقافة اللامبالاة فى هذه الحرب وما يمكن ان تؤدى إليه من كوارث البيت الأبيض كان يتخذ بالطبع كل الاحتياطات الصحية بما فيها توقيع الفحص الطبى يوميا على العاملين واخضاع كل الزائرين له، ومع ذلك كانت ثقافة اللامبالاة حاضرة ربما عن ثقة زائدة فى الاجراءات الاحتياطىة، مشاهد الأسبوع الأخير قبل الاعلان عن إصابة الرئيس وزوجته حاملة بالشواهد.. تهكمه فى المناظرة مع «بايدن» على الكمامة التى يخفى بها معظم وجهه!! ثم وجوده فى لقاء انتخابى بلا احتياطات وقائية لكن الاخطر كان فى الاحتفال الشهير فى حديقة البيت الابيض لتقديم المرشحة الجديدة لعضوية المحكمة العليا، حيث احتشد المئات من قيادات الحزب الجمهورى وكبار العاملين فى إدارة ترامب فى مشهد يشبه «سوق الجمعة».. زحام وعدم احترام لقواعد الوقاية وغياب شبه كامل للكمامة، وكأن الكل يراهن على أن «كورونا» لن تجرؤ على اقتحام البيت الابيض!!
والنتيجة كما يرى معظم المراقبين أن الاحتفال تحول الى ثورة لنشر بؤرة لم تكتف بالرئيس وزوجته، وإنما أخذت معها عدداً من أعضاء الشيوخ وكبار العاملين فى البيت الابيض وقيادات الجمهوريين الذين حضروا الاحتفال.
يحدث ذلك بينما العالم كله يعيش حالة ترقب فى انتظار الموجة الثانية للوباء، ويشهد أيضا بدرجات متفاوتة حالة من التراخى فى اتباع تعليمات الوقاية لأسباب عديدة منها الملل أو الثقة الزائدة خاصة من الشباب.
آخر التحذيرات تقول إن الوباء فى الموجة الثانية أشد شراسة، وأنه لم يعد يفرق بين كبار السن والشباب حتى فى البيت الأبيض لن يسمح بعد الآن بغياب الكمامة بعد ان استوعبوا الدرس.
من فضلكم.. بعد التشدد فى استخدام الكمامة والالتزام بالتعليمات، وبعض الجهد فى استعادة مناخ الانتباه لثقافة الوقاية التى أنقذتنا من الموجة الاولى والتى لابد من تفعيلها حتى ينتهى الوباء ونتجاوز الخطر.