الأحد، 04 أكتوبر 2020 - 08:23 م

‫حكمة قديمة تثبت يوما بعد يوم صحتها.. فلن تستطيع إرضاء كل من حولك وإن نجحت فى فعل ذلك مع بعض الناس فلن تستطيع إرضاء كل الناس وخير دليل على ذلك ما أراه من بعض الانتقادات لاختيارات القائمة الوطنية من أجل مصر المقرر لها خوض انتخابات مجلس النواب القادمة.‬
‫فلو اختار القائمون على التحالف الانتخابى 284 نبيا فى القائمة سيسألون عن الرسل.. فلن ترضى الاختيارات الجميع.. وأقول للمعترضين: الا يكفيكم أن تشمل القائمة وجوها جديدة واستبعاد العديد من النواب الحاليين لنعطى الفرصة لضخ دماء جديدة على الساحة السياسية؟ فالقائمة التى تم الاعلان عنها قبل اللحظات الاخيرة خضعت لدراسات مستفيضة ودقيقة لضمان عدم وجود شبهات على اى من مرشحيها.. وأتحدى أن تجد من بين عناصرها واحدا تدور حوله أى شبهات بل أجزم أن عناصرها تمتلك المقومات الحقيقية للعمل البرلمانى بشقيه التشريعى والرقابى.. ومن أبقت القائمة عليهم من البرلمانيين الحاليين هم كوادر تكنوقراط تجد أنه من الصعوبة غيابهم عن الدورة البرلمانية القادمة.‬
‫وضمت القائمة أسماء مقبولة من الشارع ومنحت فرصة حقيقية لمشاركة الشباب حيث ضمت 82 شابا بينهم 26 عضوا من تنسيقية الأحزاب والسياسيين، هذا الكيان الذى حظى بتقدير واحترام الملايين بعد أن خاضوا على مدار العامين الماضيين الكثير من التجارب اثبتوا من خلالها وجود نواة حقيقية وبذور أمل فى باطن الحياة السياسية الجوفاء.‬
‫ ‬‫إلا أنه تبقى آفة تطاردنا ما بقينا من عمر وهى الاعتراض لمجرد الاعتراض والتشكيك فى كل شىء طالما لم نستفد منه بشكل مباشر وهذه النوعية خطرها على الوطن لا يقل خطورة عن الارهاب لأنهم يحاولون تصدير صورة للداخل والخارج عن وجود تلاعب ومؤامرة فى كل شىء ما يساهم فى عرقلة الاستقرار والاستتباب السياسى.‬
‫ ‬‫خلال حوارى الأخير مع د. على عبدالعال رئيس مجلس النواب قال لى حرفيا: لم يعد هناك ما نقدمه للنواب.. اذا تاملنا هذا التصريح نعلم ان الأمور غير العقود السابقة فلا تعيينات ولا مجاملات للنواب.. حتى رسوم عبور الطرق يدفعها النواب فلا تسرى عليهم الاستثناءات.. فالأمر لم يعد مغنما بل قضية وطنية فى المقام الأول ولا يشترط أن تكون مستفيدا من البرلمان حتى نأمن من سمومك.. الوطن فى حاجة إلى التكاتف حتى لا نعطى الفرصة للمتربصين لاستغلال هذه الاعتراضات والطعن بها فى جسد وطن يرنو للتعافى.‬
‫ ‬‫من رؤيتى للمشهد السياسى اعتقد ان من افضل الفوائد التى ستحققها القائمة الوطنية من اجل مصر لو حققت الفوز فى القطاعات الأربعة انها ستضمن تواجد 12 حزبا فى البرلمان وهذا يعطى بارقة امل لضمان استمرار هذه الاحزاب على الساحة فعدد من هذه الأحزاب كان لا يستطيع التمثيل تحت القبة دون الدخول فى هذا التحالف الانتخابى وهنا يجب الانتباه إلى ضرورة قيام هذه الأحزاب بتدعيم صفوفها والعمل على التقرب إلى الشارع بالاضافة إلى البحث جيدا فى الدعوات التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى اكثر من مرة للاحزاب بالاندماج لتكوين عدة كيانات حزبية تكون قادرة على تحقيق أهدافها فدمج الأحزاب خطوة محمودة لأن هناك أحزاباً مجرد لافتة فقط، وبالتالى دمجها يعطيها قوة لتكون هناك أحزاب بمبادئ جديدة وأفكار جديدة.‬