عم رفعت ماسح أحذيه النواب
عم رفعت ماسح أحذيه النواب


يروي مواقف وطرائف تحت القبة..

ماسح أحذية النواب: «عبد الناصر» حضر للبرلمان متنكرا.. و«صدقي» دخل الجلسة بدون حذاء

حسام صدقة

الأحد، 04 أكتوبر 2020 - 10:15 م


علي مدار ٥٤ عاما، يحرص رفعت محمد أحمد الشهير بعم "رفعت" ماسح الأحذية داخل مجلسي الشعب والشورى، على التواجد يوميا بمجلسي النواب والشيوخ، بصندوقه الخشبي بأروقة المجلسين، حاملاً معه طرائف على حقبه من الزمن.

يعد عم "رفعت" أشهر ماسح أحذية فى البرلمان ولا يوجد غيره، حيث بدأ العمل داخله عام 1964، وكان يسمى حينها مجلس الأمة ويرأسه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ظل من وقتها يجمع قصصه وحكاويه، التي يسردها في حوار مع «بوابة أخبار اليوم» 

أقرا أيضا: طلب إحاطة بشأن تعيين رئيس اتحاد رفع الأثقال السابق للجنة تسيير الأعمال ‎

نص الحوار:

متى بدأت العمل بمجلس الأمة؟

- أنا موجود بالمجلس منذ عام ١٩٦٤، منذ أن كان اسمه مجلس الأمة في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وكان يرأسه حينها الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

كم عدد رؤساء البرلمان الذين عاصرتهم؟

- عاصرت منذ ذلك عام ١٩٦٤ إلى ذلك الوقت ٧ رؤساء جمهورية، و9 رؤساء لمجلس النواب منهم السادات، وصوفي أبوطالب، ورفعت المحجوب، والدكتور أحمد فتحي سرور، إلى الدكتور علي عبد العال.

هل رؤساء البرلمان كانوا يعرفونك؟

- الحمد لله كلهم يعرفوني بالاسم ومعظمهم كانوا نواب إلى أن يتم انتخابهم ليكونوا رؤساء للبرلمان وتقريبا أتعامل معهم يوميا، بسبب طبيعة عملي 

أغرب موقف حدث لك خلال عملك في البرلمان؟

- أيام رفعت المحجوب "وهو حاد الطباع جدا" وأثناء دخوله لمكتبه بالحرس، وكنت وقتها ألمع حذاء أحد النواب، وطولت شوية في حذائه، ونادى عليا النائب: "يارفعت فين الجزمة بتاعتي"، أثناء دخول رئيس مجلس الشعب رفعت المحجوب في ذلك الوقت، قام رئيس المجلس واقف مكانه والتف حوله وقال لهم: "طلعوا الراجل دا بره وما يدخلش المجلس تاني"، طلعت بره المجلس بالفعل وتم إرجاعي مرة أخرى إليه، وأصبح يعرفني جيدا وكانت علاقته بي طيبه جدا بعد ذلك".

 - وفي أحد المرات كان من المفترض أن يلتقي رئيس البرلمان رفعت المحجوب، وفداً مغربياً، إلا أن حذاءه كان معي أيضاً، وقال للوفد: "لا أستطيع أن أبدأ المقابلة إلا بعد أن يأتي رفعت".

 

هل هناك مواقف أخرى طريفة داخل أروقة المجلس؟

- آه.. هناك الكثير والكثير منها: مع الرئيس جمال عبدالناصر بنفسه، عندما حضر إلى مجلس الأمة متنكرا بزي فلاح، أثناء مناقشة قانون الإصلاح الزراعي، ومنعه أحد رجال الأمن الموجودين أمام المجلس من الدخول،وحينما قولت له دا رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر، أغمى عليه، وجلس رئيس الجمهورية في شرفات المجلس، يتابع الجلسة، وإذ به يقاطع رئيس مجلس الأمه الراحل أنور السادات، في ذلك الوقت،  وطالبه أن يعطي فرصة للنواب أكثر للتعبير عن رأيهم بقانون الإصلاح الزراعي، وبمجرد سماع النواب صوت الرئيس عبدالناصر فزعوا وظلوا يصفقون 15 دقيقة كاملة ترحيباً بالرئيس جمال عبد الناصر.

وماذا عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات؟

- «السادات» كان السبب فى دخولي مجلس الأمة الذي كان رئيساً له، بعد أن توسط لي مدير مكتبه، الذي كان يربطني به علاقة طفيفة، فالسادات كان يتعامل مع كافة نواب المجلس باعتبارهم أبناءه، وكان يتعامل بود شديد مع موظفي المجلس ويحرص على الذهاب لمكاتبهم أثناء المناسبات لتهنئتهم بنفسه.

وماذا عن مبارك؟

- دائما لما بمشي في ساحة المجلس أتذكر الرئيس الراحل مبارك وهو نازل من العربية ١٢٨ فيات، وكانت مواقفي مع "مبارك" قليلة جداً، واقتصرت فقط على فترة توليه منصب نائب رئيس الجمهورية، ولكنه كان مؤدب جدا، وكان يحرص على مصافحتي أثناء ركوبه سيارته الخاصة، وأثناء فترة تولية الحكم كانت علاقتي بزكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية في عهد مبارك جيدة، لدرجة أني في أحد المرات أخبرته اعتراضى على قانون رفع الرسوم القضائية، فكان رده: «الله يخرب بيتك يا رفعت»، وبالفعل لم يُقر القانون لأنني منصت جدا لما يتم مناقشته في البرلمان. 

وهل عاصرت "محمد مرسي" كنائب برلماني بمجلس الشعب؟

- نعم بالطبع.

وما انطباعك عنه كنائب برلماني؟

- كان نائب غشيم داخل البرلمان، وفوضوي وبيتكلم فى مواضيع تافهة طول الوقت، بعيدة عن هموم المواطن، ومنها مثلا: عمل بيان عاجل علشان يحضر وزير الداخلية حبيب العادلي علشان ابنه اتمسك ورفض الدكتور فتحي سرور مناقشة البيان، وقام يتنطط ويزعق والدكتور سرور كان حليم معاه لدرجة أنه حاول إثارة الفوضى داخل القاعة فطلب الدكتور سرور أن يخرج النائب من القاعة حتى يستكمل الجلسة.

وما رأيك فى الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- السيسى هدية ربنا للشعب المصري، خصوصاً أنه خلص الشعب من حالة الفوضى التي كانت موجودة منذ ثورة 25 يناير «ولازم نستحمل شوية علشان نساعده في برنامج الإصلاح علشان مصر تبقى جنة».

وماذا عن مواقفك الطريفة مع رؤساء الحكومة بسبب «الجزم»؟

- وفي أحد المرات أخذت حذاء الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء لتلميعه وتأخرت، وجاء دوره لإلقاء الكلمة، فاضطر عاطف صدقي لدخول الجلسة العامة حافي القدمين، وألقى بيان الحكومة بدون حذاء، لكنه كان «طيب القلب» وتقبل الموقف بصدر رحب وكان بيحبني جدا.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة