الكاتب محمد قناوي
الكاتب محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: 47 عاما علي حرب أكتوبر.. السينما لم تكن على قدر الحدث

محمد قناوي

الإثنين، 05 أكتوبر 2020 - 05:51 م

عندما انتصر الجيش المصري العظيم في حرب أكتوبر المجيدة واسترد الارض وصان العرض كان عمري وقتها اربعة اعوام؛ أي انني كنت من الجيل الذي لم يكن يعي معني هذا الانتصار الكبير الذي قدم خلاله ابناء القوات المسلحة المصرية ملحمة من العطاء والتضحية والشهادة ليسترد المصريين كرامتهم وارضهم .

 

 ومع مرور الايام والسنوات لم نكن نعرف شيئا عن هذه الحرب وايضا كل ابناء جيلي والاجيال التالية سوي ما قرأناه عنها في الكتب المدرسية أوكتابات بعض الكتاب الذين عاصروا الحرب والاعداد لها؛اوتصريحات لبعض القادة العسكريين الذي نالو شرف المشاركة في هذا الانتصار العظيم.

 

 في الوقت نفسه كنا نشاهد افلاما امريكية تتحدث عن انتصار القوات الامريكية في معارك اقل ما توصف انها لا ترقي لقصة بطولة واحدة من مئات البطولات لجنود وضباط في القوات المسلحة المصرية .

 

وقدمت السينما الامريكية أفلاما عن الحربين الأولى والثانية وأيضاً عن الحروب الفرعية التى دارت فى أماكن متعددة من العالم لتوثق انتصارات قواتها وبعضها بطريقة زائفة واصباغ بطولات وهمية علي صورة جنودها وقدموا الجندي الأمريكي في صورة المقاتل الخارق .

 

 في الوقت الذي لم تكن السينما المصرية علي قدر هذا الحدث العظيم  الذي يتم تدريسه  في الكليات العسكرية على مستوى العالم من حيث التخطيط والخداع وطريقة التنفيذ التي أثبتت أن المفاجأة كانت في المقاتل المصري.

 

الذي صنع بعزمه ودمه أروع الملاحم فى أشرف المعارك؛ ولكن يظل فيلم"أغنية علي الممر"الذي قدمه المخرج علي عبد الخالق قبل نصر اكتوبر بعام نموذجا للفيلم الذي يخلد بطولات المقاتل المصري؛ وبعد الانتصار بشهورقليلة بدأ تحمس المنتجون والسينمائيون لتقديم أفلام حول الحدث الجلل حيث شهد عام 1974 انتاج اربعة أفلام هي:"أبناء الصمت"و"الرصاصة لا تزال في جيبى"و"الوفاء العظيم" و"بدور"وعام 1975 تم انتاج "حتى آخر العمر" و1978 فيلم "العمر لحظة" .

 

بعدها توقف انتاج اي اعمال سينمائية تناول حرب اكتوبر اوحرب الاستنزاف التي هي جزء اصيل من الانتصار العظيم حتي عام 1993 عندما تصدي قطاع الانتاج بماسبيرو لانتاج فيلم"الطريق الي ايلات"، الذي تناول العمليات التي نفذتها مجموعة من الضفادع البشرية التابعة للقوات البحرية المصرية، حين هاجموا الميناء الحربي الاسرائيلي " إيلات"وتمكنوا من تدمير سفنتين حربيتين هما "بيت شيفع وبيت يم" لتعود السينما من جديد لتقدم بطولة من بطولات القوات البحرية في فيلم "يوم الكرامة" الذي عرض عام 2004، إنتاج قطاع الإنتاج ايضا .

 

وكان من المفترض أن تكون الافلام التي تم انتاجها بعد الحرب مباشرة على مستوى الحدث أو قريبا منه؛ لكن هذه الأعمال، باسثناء "أغنية علي الممر"و" الطريق الي ايلات"جاءت في معظمها أقل بكثير مما كان منشودا، فقد كان اغلبها أفلاما تجارية فيها رومانسية زائدة، يضع عليها المخرج مشاهد حربية لتدل على أنها تأريخ للحرب، وفى النهاية يظهر البطل الذى أنصفته الحرب.


وفي نهاية 2019 فدم المخرج شريف عرفة فيلمه"الممر"الذي تناول إحدى العمليات العسكرية الكبرى خلف خطوط العدو التي قامت بها "المجموعة 39 قتال"، خلال حرب الاستنزاف، ولم يتطرق الفيلم لحرب أكتوبر بشكل مباشر، لكنه تناول فكرة استعادة الروح والتصميم على تحقيق النصر مهما كانت التضحيات، وقد كان الفيلم بمثابة بعث جديد للروح المصرية، ورسالة للأجيال الجديدة أن العدو مازال رابضا على حدودنا، وأن أكتوبر لن تكون آخر الحروب، وأن الصراع كما تعلمنا في الصغر، صراع وجود لا حدود .

 

وعندما شاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فيلم "الممر"واثناء تكريم ابطاله قال أن الفيلم "كان رسالة جميلة جدًا للمصريين، والأداء فيه يعكس روح مصرية بتتكلم، كل المجموعة كان أداءها أكتر من رائع... احنا محتاجين فيلم زي ده كل 6 شهور" .

 

كلام الرئيس يعني أن رئيس الدولة والقائد  الاعلي القوات المسلحة يتمني أن يشاهد فيلما يتناول بطولات قواتنا المسلحة  كل ستة اشهر؛ ولما لا والعسكرية المصرية ملئية بقصص البطولات التي تستحق افلاما عديدة ؛ فلماذا لا نري فيلما عن معركة "رأس العش" واخر عن تدمير خط بارليف ذلك الخط المنيع الذي وصف بأنه أقوى خط دفاعي في التاريخ ولا يمكن تدميره فدمره الجيش المصري بخراطيم المياه؛ لماذا لا نري فيلما عن عبد العاطي صائد الدبابات ؛ او الشهيد عبد المنعم رياض ؛ لماذا لا نري فيلما عن معركة المنصورة الجوية التي وقعت في 14 أكتوبر، واستمرت 53 دقيقة وخسرت إسرائيل في تلك الحرب 44 طائرة منها طائرتا هيلكوبتر، وربحت مصر تلك المعركة ؛ وبطولات "مجموعة 39 قتال"و"قصة حصار منطقة كبريت "وغيرها عن البطولات التي تستحق ان نخلدها ؛ وينفتخر بها ويعرفها ابناؤنا ليفتخروا بقواتهم المسلحة .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة