أسامة السعيد
أسامة السعيد


خارج النص

نائب الشعب أم «ابن الدايرة»؟!

د. أسامة السعيد

الإثنين، 05 أكتوبر 2020 - 07:18 م

 هناك حكاية شائعة هذه الأيام على وسائل التواصل الاجتماعى، تحكى أن مرشحا - من إياهم - التقى أحد أبناء دائرته فى جولة انتخابية. كان الناخب تبدو عليه كل علامات الفقر والحاجة، فانتهز المرشح الفرصة وحاول منحه ٢٠٠ جنيه، طالبا منه أن يمنحه هو وأسرته أصواتهم، لكن «الفلاح الفصيح» طلب بدلا من النقود أن يشترى له حمارا يعينه على العمل ويسترزق من خلاله، إلا أن المرشح وجد أن أقل «حمار» سعره يتجاوز ما كان ينوى منحه للناخب الفقير، فعاد إلى الرجل، وألح على منحه المائتى جنيه، وهنا نظر إليه الرجل مبتسما ابتسامة ذات مغزى، وقال للمرشح: يعنى أصواتى أنا وعيالى لا تساوى عندك «حمار»؟!
هذه الحكاية قد تكون خيالية، لكنها تكشف واقعا نعانيه مع اقتراب كل انتخابات، وهو ظاهرة المرشحين القادمين على صهوة أموالهم، والحالمين بـ»شراء»  الحصانة، دون أن تكون لديهم أية كفاءة حقيقية لتمثيل الشعب، أو مساندة الوطن فى مواجهة التحديات. هذه العينة من المرشحين - وهم كُثر - آن لها أن تختفى من حياتنا السياسية والانتخابية، لكن هؤلاء لن يتواروا إلا إذا أحس كل منا بقيمة صوته، وأدرك أهمية التدقيق فى اختياره.
لا تختر من يعطيك اليوم، لأنه سيأخذ منك ومن كل أفراد الشعب لسنوات طويلة قادمة.. لا تمنح صوتك لمن يساعدك كى تجد وظيفة لأحد أبنائك، ولكن ساند من لديه رؤية تساعد الوطن كله، كى يحصل كل شاب على حقه فى العمل بعدالة وكرامة.. لا تدعم من يبتزك برابطة القرابة وحق الدم، لكن ادعم من يحدثك عن رابطة الوطن، وحقك كمواطن.
وجوه جديدة كثيرة تطرح نفسها فى الانتخابات النيابية المقبلة، ومن الأخبار المبهجة أن عددا كبيرا منهم نساء وشباب.. امنحوهم فرصة.. جددوا دماء النخبة السياسية فى بلادنا، اختاروا شخصيات تمتلك من الكفاءة والجدارة ما يؤهلها لأن تمثل مصر وتستحق أن تحمل لقب «نائب الشعب»، بعيدا عن «نواب الكيف»، و»نواب النقوط»، و»نواب المتاجرة فى أراضى الدولة».
اختاروا من يؤيدون بفهم، أو يعارضون بوطنية.. ابتعدوا عن المتلونين والأفاقين وتجار الدين والشعارات البالية.. انحازوا لوطنكم قبل أن تنحازوا لـ «ابن الدايرة».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة