قد يري البعض أنه من المبكر الحديث عن ترامب سيداً للبيت الأبيض، لكن لماذا لا نجرب اعتبار وقوع الكابوس أمراً واقعاً؟
ترامب المرشح الجمهوري الأكثر احتمالا أن يكون فرس رهان حزبه، يثير مخاوف داخل الولايات المتحدة ذاتها، إلا أن السياسة في النهاية هي فن الممكن، وليس أمام أهلها اختيار سوي التعامل مع مفردات الواقع، خاصة إذا كان خارجاً عن السيطرة.
ترامب نموذج مثالي للكاوبوي الأمريكي، متطرف في عدائه - الذي يفاخر به - للمسلمين، من غير المستبعد أن يلجأ في إطار استعراضه للقوة الأمريكية المتغطرسة إلي صب عقابه علي المنطقة العربية، لاسيما أن الإدارة الديمقراطية الحالية بقيادة أوباما تحرث الأرض - أو بدقة تحرقها تحت أقدام العرب - لتقدم مشهدا شرق أوسطيا يعتمد علي إسرائيل وإيران وتركيا، بعد «عمليات تعقيم» متوالية، ومتصاعدة لأي أدوار عربية.
وكأن أوباما يمنح كابوس ترامب قوة مبكرة يمكن البناء عليها، وهو الذي يسعي لتأكيد الدور الأمريكي الدولي القائم علي شن الحرب، النزَّاع للانتقام، في ظل ميل واضح إلي تغليف السلطة بالشخصنة!
سوف يحاول البعض أن يستخدم منطق: لماذا نتوقع البلاء قبل وقوعه؟
ولهؤلاء أقول: ولماذا لا نستعد بسيناريوهات لأسوأ الاحتمالات؟ ولماذا نظل نراهن علي أن مناؤات الجمهوريين لإدارة أوباما التي تصب تكتيكيا في خانة العرب، يمكن أن تشكل ملامح سياسة رئيسهم لو كان ترامب؟!
ليتنا نفيق قبل أن نستيقظ علي كابوس ترامب وكأنه مفاجأة غير متوقعة!