المجموعة «39قتال»
المجموعة «39قتال»


حوار| القبطان وسام حافظ: «فسحة السبت» أخافت العدو وأفقدته توازنه

رضوى حسني

الإثنين، 05 أكتوبر 2020 - 10:29 م

◄ القبطان وسام حافظ: «فسحة السبت» أخافت العدو وأفقدته توازنه بـ16 عملية استنزافية 

◄ بطل المجموعة «39 قتال»: بعد سنوات طويلة رأيت الهزيمة في عين العدو
 
عندما يكون لك من اسمك حظ ونصيب، فأنت تستحق ذلك الاسم عن جدارة طوال حياتك، إذ يكون هو أغلى وأعلى تكريم لك، لأنه يرافقك في كل مكان تجول به، لأنك أنجزت ما كلفت به على أرض الواقع بكل تفانٍ وحب فداء للوطن، إنه القبطان وسام حافظ كبير مرشدي قناة السويس وأحد أبطال حرب السادس من أكتوبر المجيدة بسلاح البحرية المصرية.

بطولات تروي لنا قصة حب الوطن، وتعلمنا كيف نحافظ على وطننا الغالي مصر، في السطور التالية سنحاول إلقاء الضوء على البطل وسام حافظ، بن العميد عباس حافظ الضابط المصري، الذي هرب من السجون الإسرائيلية خلال حرب تحرير فلسطين عام 1948، وأحد أبطال المجموعة "39 قتال" التي تمكنت من الثأر للشهيد الراحل عبد المنعم رياض، بموقعة "لسان التمساح" الشهيرة.

- في البداية.. ما هو الغرض من تشكيل المجموعة "39 قتال".. وكيف التحقت بها؟

انضممت للمجموعة "39 قتال" بقيادة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعي، وذلك عقب عودتي من اليمن في 12 يونيو 1967، وهي فرقة عمليات خاصة على أعلى مستوى يتم تدريبها في بحيرة قارون بالفيوم، لتدمير كافة مخازن الأسلحة التي تركها الجيش المصري أثناء الانسحاب من سيناء، حتى لا يستخدمها العدو الإسرائيلي وهو ما أفقده توازنه، وبث في نفوسهم الخوف والرعب.

- حدثنا عن تفاصيل "فسحة السبت"؟

كنا نقوم بالإغارة على كمائن العدو لتدميرها كل سبت لأنه يوم إجازة بالنسبة لهم وكنا نسميها فيما بيننا بـ"فسحة السبت"، فتمكنت مع النقيب إسلام توفيق والرقيب أول عبدالمنعم غلوش، من العودة سالمين بعد تدمير عدد من  كمائن للعدو بطول ساحل القناة، وبصحبتنا صاروخين حديثين ومطورين، حملناها معنا للضفة الغربية للقناة، من أجل دراستها ومعرفة مداها، وقمنا بـ16عملية طوال فترة الاستنزاف وكان على رأسها معركة "لسان التمساح".

- ما قصة دعوة إفطار الرئيس عبد الناصر لكم؟

جاءت عملية الثأر للشهيد البطل عبد المنعم رياض الذي استشهد في 9 مارس 1969، خلال تفقده لبعض المواقع المصرية غرب القناة، وما هي إلا دقائق معدودة وشعر الإسرائيليون بوجود شخصية هامة من الجيش المصري تتفقد بعض المواقع، فألقت قذيفة هاون في صدره ولفظ أنفاسه الأخيرة على الفور واستشهد.

في تلك اللحظة تغيرت نبرة القبطان وسام حافظ، وبصوت يملؤه الحزن، قال أصابتنا حالة من الحزن والغضب ورغبة في الانتقام في تلك اللحظة لفقدنا قائدنا، وما هي إلا ساعات معدودة حتى جاءنا بعد ذلك أمر من الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا، بضرورة الأخذ بالثأر للشهيد عبد المنعم رياض، وبالفعل حدثت موقعة "لسان التمساح" في ذكرى الأربعين للبطل الشهيد، وتمكنّا من الهدف بتدمير دشم العدو وقتل 44 إسرائيليًا، وفوجئنا بدعوتنا على الإفطار مع الرئيس جمال عبد الناصر في حديقة منزله، وكان عددنا وقتها 66 ضابطًا مدعوًا بعد إتمام العملية التي استغرقت ساعتين.

سكت القبطان لحظة تخللتها ضحكة، وقال بعدها: "بينما كنا ملتفين حول المائدة جميعنا نجهز لتناول الإفطار قال لنا الفريق محمد فوزي: "أوعوا تفتكروا إنكم عملتوا حاجة إلا الواجب اللى عليكم يا رجالة".
 
- وما هي تفاصيل موقعة "لسان التمساح"؟
أخذ نفسا عميقا مسترجعًا مشاعر الحماس الممزوجة برغبة الثأر، مدعومة بتمتمات كانت تتلى على شفاههم وهي "توكلنا على الله.. النصر لنا"، وقال: في ظلمة ليل يوم 19 أبريل 1969 القاحلة حملنا أرواحنا على أكتافنا وبدأنا بكل حماس وعزم في نفخ 6 قوارب مطاطية تحمل كل واحدة منهم 9 مقاتلين، كنا مدججين بالقنابل والمدافع الخفيفة، وبدأت تسبح القوارب في المياه بكل هدوء حتى الوصول إلى لسان التمساح، بينما كان سلاح المدفعية المصرية يشاغل العدو من جانب آخر كنوع من الخداع الحربي.

وتم تدمير 4 دشم إسرائيلية محصنة ومخازن للذخيرة وطرق للمواصلات، وذلك بقذف القنابل داخل الدشم، إلا أنها كانت غاية في التحصين فتسللنا حتى وصلنا إلى مداخل الهويات لكل دشمة وألقينا بها القنابل اليدوية مع بعض أنابيب البوتجاز، وهو ما أحدث انفجارات هائل ودمرت كل الدشم والمخازن وأصبحت كالصريم تراب على الأرض، ثم تلاها قتال الجنود بالرشاشات والبنادق قتلنا خلالها 44 جنديًا إسرائيليًا، ومع بزوغ أولى نسمات الفجر كنا على البر المصري.
 
- ما هي ذكرياتك التي لا تنساها في الحرب؟

سأروي مفارقة حدثت معي بعد الحرب فأثناء فترة عملي كمرشد بقناة السويس عام 1996 قابلت قبطان سفينة أمريكية يدعى "كوهين ألبر"، بدأ في التعرف عليّ وما إن علم بأني كنت مشاركا في حرب أكتوبر 1973 حتى بدأت عينيه تلمعان تخللتها لحظة التقط فيها أنفاسه المهزومة، عندما سأله القبطان حافظ عن يوم 11 أكتوبر 1973، فقال "كوهين": في ذلك اليوم تعرضت لهجوم ضاري من قبل 4 لانشات مصرية عند "أوفيرا" شرم الشيخ، بالرغم من محاولاتنا للقضاء على أحدهم من خلال القذائف المتوالية إلا أنه لم يرد علينا وظل ثابتا  لفترة دون أي إجابة، وفجأة تسبب في مقتل 2 من الجنود وإصابة 3 آخرين من العدو الإسرائيلي، ونشر ستارة من الدخان الكثيف جعلتنا نعجز عن القضاء عليه واختفى من أمام أعيننا، فرد عليه القبطان وسام: أنا كنت قائد ذلك اللانش، ليباغته الآخر ويسأله عن سبب توقفه لفترة طويلة دون اشتباك في بداية الأمر، ليسقط عليه الرد كالصاعقة من شفاه البطل المصري بأن "اللانش كان عطلان".

ويستكمل حديثه بموقف آخر، أثناء تواجده بأحد المؤتمرات الخاصة بدراسة علوم البحار بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1992، عندما قابله لواء بحري سابق بالجيش الإسرائيلي، وسأله عن عباس حافظ كان أسيرًا لديهم خلال حرب تحرير فلسطين عام 1948، ليرد البطل المصري بان الأسير هو والده العميد عباس حافظ الذي تمكن من الهرب، ليباغته الآخر بالسؤال عن كيفية الهروب التي لا تزال غير مفهومه لديهم؟! فكان الرد بكل ثقه بمفتاح الزنزالة الذي لا يزال يحتفظ به والده، ليرد عليه: "أنتم أيها المصريون مخيفون ولا أحد يتمكن من توقع ردود أفعالكم".

- ما هو دور الصاعقة البحرية  خلال حرب الاستنزاف؟

سلاح الصاعقة البحرية عمل على رفع الروح المعنوية للجيش والشعب المصري وبث الأمل من جديد في استرداد الأرض المسلوبة من العدو، منها على سبيل المثال وأشهرها والتي كان لها صدى عالميا، قيام " الضفادع البشرية" بإغراق المدمرة "إيلات" عام 1970 وتدمير الناقلتين البحريتين "بيت شيفع "و"بات يام"، وذلك ردا على الغارة الإسرائيلية على منطقتي أبو الدرج والزعفرانة المصرية، كما قامت بتدمير الحفار الجديد الذي اشترته إسرائيل من كندا لتستخدمه في عمليات حفر لاستخراج البترول من منطقة خليج السويس، وتم نقل معدات التفجير والألغام مخفية وسط معدات تصوير سينمائية  لفيلم "عماشة في الأدغال".
 

اقرأ أيضا| 

اللواء محمد الألفى: عبور خط بارليف لحظة حاسمة فى حياة كل المصريين

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة