أرشيفية
أرشيفية


«رحلة إلى جهنم».. كواليس عملية بطولية نفذها رجال الصاعقة ضد العدو الإسرائيلي

سارة أحمد- رضوى حسني

الإثنين، 05 أكتوبر 2020 - 10:34 م

أبوالنجا: اتمنى تحويلها لفيلم سينمائي لتعليم الوطنية للأجيال القادمة

تحت شعار "لا تراجع ولا استسلام"، تمكن مؤسس المجموعة "999" صاعقة من تحقيق المهمة المستحيلة في حرب أكتوبر والتي سميت باسم "رحلة إلى جهنم"، ووصفها حلف الناتو بأنها أعقد عملية خاصة  يمكن أن تتم خلال الحرب، إذ كان الهدف منها الوصول خلف خطوط العدو مسافة 80 كيلومترا جنوب بئر أبو جراد برأس سدر وضربهم ضربات مفجعة، حتى لا يتمكن العدو من الاحتفاظ بممرات العبور والوصول إلى منطقة بورفؤاد بعد التغلب على المشاة المصريين.

وقال اللواء نبيل أبو النجا أحد أبطال حرب أكتوبر ومن رجال مدرسة الصاعقة "الكتيبة 143": "تعلمنا الاصرار وعدم الاستسلام من هذه المهمة التي حاولنا تنفيذها 5 مرات متتالية لتأمين رجال الجيش المصري خلال عمليات العبور وذلك خلف خطوط العدو، وبالرغم من المصاعب التي واجهتنا وما فقدناه من رجال إلا انها تحققت".

وأكمل: "فشلت المحاولة الأولى بانفجار طائرتين خلال عملية الاقلاع، وكان السبب في ذلك تقدم جيش العدو تكنولوجيًا، ثم المحاولة الثانية حيث جاء الأمر بالتنفيذ في السادسة صباحًا بالطيران من جبل عتاقة وحتى جبل الجلالة بطائرتين تحمل كل منهما 20 فدائيًا من رجال الصاعقة، ولكن رصدنا العدو فانفجرت الطائرتان فى الهواء واستخدمنا المظلات وانقذنا حرس السواحل المصري".

وأضاف: "أما المحاولة الثالثة فكانت في يوم آخر الساعة 4 فجرًا، حيث انطلقنا من شمال ميناء الأدبية والسير في بطن الجبل لمسافة 80 كيلومترًا، إلا أن لانشات العدو فجرت المرفأ عند وصولنا وهو ما تسبب في خسائر فادحة لنا، وقررنا بعدها تنفيذ العملية من خلال كوبري الشط باستخدام عربات برمائية وننطلق من شمال السويس في 8 صباحا، وما شعر بنا العدو حتى انهال علينا بوابل من القذائف والقنابل".

واستطرد: "حاولنا للمرة الرابعة من خلال استخدام طائرات مروحية يتبعها الطائرات الشراعية محملة بالمؤن والقنابل، ولكن للقدر حكمة في ذلك إذا يقابلنا سرب من طائرات الفانتوم الإسرائيلية التي تنقض وتفجر الطائرات".

وأشار إلى أن ذلك لم يحبط عزيمة الجيش المصري لتنفيذ العملية، وخلال اجتماع تم بالمخابرات العامة بالسويس وجدنا الفريق نبيل شكري قائد الصاعقة ومدير المخابرات فتحي عباس، وقائد مجموعة الصاعقة الشرقاوي يخبرونا بأن العملية ستتم باستخدام 50 جملا، موضحًا أنه أصيب وقتها بالدهشة كيف تتم العملية من خلال الجمال؟".

وتابع: "تم دعمنا بدليل من أبناء سيناء الشرفاء كان عمره وقتها يتجاوز الـ85 عامًا، و3 رجال من حرس الحدود المصري هم: أحمد صالح عريف متطوع 27 عامًا، وأحمد فراج عريف متطوع 25 عامًا والسنوسى أمين عقيد أول 54 عامًا وهو من أبناء النوبة المصرية، برفقتي ورفقة قائد المجموعة سيد الشرقاوي".

وأكمل: "خلال مهمة (رحلة إلى جهنم) كنا 5 رجال برفقة 4 جمال، والبقية تعرضت للاستشهاد من خلال قنابل العدو التي كان يلقيها علينا  كالمطر، فكنا نستخدم جسم الجمل للاختباء فيه هربا من شدة الضغط الناتج عن الانفجار، حتى وصلنا إلى منطقة عيون موسى وتمكنا من إسقاط الجبل على اللواء المدرع إبراهيم ملدرن قائد الجيش الإسرائيلي وجنوده بالمتفجرات والقذائف، ثم عدنا من طريق آخر سيرًا على الأقدام لمسافة وصلت 180 كيلومترًا أصيب خلالها العقيد السنوسي بضربة شمس والعريف أحمد صالح بلدغة من ثعبان "الطريشة".

وأشار اللواء نبيل أبو النجا إلى أن كل ما قدمه رجال الصاعقة من أرواح ما هي إلا شيء بسيط فداءًا لتراب الوطن، مطالبًا الشعب بالوقوف بجوار قواتنا المسلحة وأن يحافظ على مصر قلب العروبة النابض وسلاحها.

وتمنى أن تتحول تلك الملحمة الوطنية إلى فيلم تتجسد أحداثه من خلال مشاهد سينمائية نتمكن من خلالها تعليم الأجيال القادمة الانتماء والوطنية لمصر الغالية.
 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة