وقوع الأرض والمريخ في أقرب مسافة بينهما
وقوع الأرض والمريخ في أقرب مسافة بينهما


غدًا.. وقوع الأرض والمريخ في أقرب مسافة بينهما

ناريمان محمد

الإثنين، 05 أكتوبر 2020 - 11:09 م

يستعد الراصدون للسماء في الوطن العربي والعالم لـوقوع الأرض والمريخ في أقرب مسافة بينهما، يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 2020، والتي تعتبر واحدة من أفضل المسافات منذ عام 2003، حيث سيكون المريخ على بُعد 62 مليون كيلومترًا فقط من الأرض، ساطعًا في سماء منتصف الليل وسيكون أكثر سطوعًا بثلاث مرات تقريبًا من نجم الشعرى. 


وبشكل عام، ستمنح الفترة من 6 أكتوبر إلى 28 أكتوبر الفرصة لرؤية معالم مختلفة لسطح المريخ أثناء دوران الكوكب حول محوره، وعلى عكس أغلب الأحداث الفلكية التي تستمر لفترة قصيرة أو لليلة واحدة، ستوفر فترة هذا الحدث عدة أسابيع العديد من الفرص للرصد المتكرر وتحسين مهارات المراقبة.   

وكان المريخ في اقترابه التاريخي عام 2003 في أقرب مسافة منذ حوالي 60 ألف عام، وهو الآن أبعد قليلاً عن الأرض مما كان عليه في ذلك الوقت، ففي 27 أغسطس 2003، كان المريخ على مسافة 55.76 مليون كيلومتر، وسوف يتكرر بشكل أفضل في 28 أغسطس 2287، عندما سيكون الكوكب الأحمر على مسافة 55.69 مليون كيلومتر.

ويمكن ملاحظة أن وصول المريخ إلى أقرب مسافة والتقابل لا يحدثان في نفس التوقيت، ويرجع السبب إلى أن الكوكبين يدوران حول الشمس في مدارات اهليجية وليست تامة الاستدارة وليسا على نفس المستوى بالضبط، حيث يكون الفاصل الزمني بين تقابل المريخ وأقل مسافة مع الأرض 8,5 يومًا (عام 1969)، أو أقل من 10 دقائق (عامي 2208 و 2232).

ويستغرق كوكب المريخ 687 يومًا للدوران حول الشمس والمرور بتغيراته الموسمية، حيث يمر باعتدالين وانقلابين. يحدث اعتدال المريخ عندما تبدو الشمس تعبر خط الاستواء السماوي للمريخ، بينما الانقلابات تمثل اللحظة التي تكون فيها الشمس في أقصى موقع لها في أقصى الشمال أو الجنوب في سماء المريخ.

ويُعد المريخ الكوكب الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه من الأرض، أما عطارد فهو صغير جداً، في حين أن الكواكب الأخرى مغطاة بالغيوم، لذلك فهو حدث مثالي للجميع حيث سيكون المريخ مرئياً بشكل واضح ومميز طوال الليل ويسهل تحديده في قبة السماء. 

ويمكن رصد المريخ مساء الثلاثاء بسهولة بالعين المجردة حيث سيبدو كنقطة ضوئية مشتعلة بلون برتقالي باتجاه الأفق الشرقي بداية الليل، وفي الافق الغربي الغرب قبل الفجر وعند استخدام المنظار الثنائي سوف يظهر كنقطة ضوئية بدون معالم واضحة تماماً وكأنك تنظر اليه بالعين المجردة، لذلك فان المناظير لا تصلح لرصد المريخ.

لرؤية قرص المريخ يحتاج الراصد لاستخدام تلسكوب مقاس 8 بوصة وأكبر ويفضل استخدام مرشحات لونية لتحسين الرصد، فهناك مجموعة كبيرة من الفلاتر اللونية المناسبة، حيث سيعزز الفلتر الأخضر أو الأزرق القبعات القطبية، ويعمل الفلتر الأحمر أو البرتقالي على تحسين التفاصيل الداكنة، إلى جانب استخدام عدسة تكبير (بارلو) التي تربط بالعدسة العينية للتلسكوب لتحسين الرؤية.

يمكن رؤية النصف الجنوبي للمريخ يميل نحو الأرض، وتشاهد مناطق مظلمة ومناطق فاتحة على قرص الكوكب بسبب الاختلافات في عكس الضوء، حيث تمثل المناطق الفاتحة الصحاري في حين أن المناطق الأكثر قتامة الصخور، بالإضافة إلى ذلك، تتألق القبة القطبية الجنوبية للكوكب بشكل لامع، ولكن نظرًا لأنها في فصل الصيف الجنوبي، فإن هذه القبة سوف تتقلص إلى جزء صغير من حجمها الكامل. 

أقرأ أيضا:«هل به حياة».. الكوكب الأحمر يحمل الجدل مجددًا

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة