صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


ماذا فعلت الجماعة «الإرهابية» في حرب أكتوبر؟.. «الإرشاد» رفضت إصدار بيانات تأييد الحرب

خيري عاطف

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 - 07:49 ص

 

إخوان صهيون

مكتب الإرشاد رفض إصدار أي بيان يؤيد الحرب أو يباركها.. بل وصف شهداء الجيش بالقتلى

محمد بديع يعتبر نكسة يونيو انتقاماً لاعتقالات 65.. والجماعة أدارت خطة كسر الروح المعنوية لصالح إسرائيل
 

ليس كل الصهاينة يهوداً، ولا كل اليهود صهاينة.. والدليل أن هناك يهوداً كثر يعارضون الفكر الصهيوني، حتى في إسرائيل نفسها، وسجون الدولة العبرية تشهد على ذلك، خلافاً عن المظاهرات الحاشدة التي تندلع كل فترة من يهود في أمريكا وأوربا تطالب بالإنسحاب الإسرائيلي من فلسطين ومن الجولان.

كما أن اليهود المعروفين لا يجدون أزمة في التصريح بشكل مباشر لإعلان عدائهم لإسرائيل مثل جورج سميث، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2018.

وعلى التوازى، هناك جنسيات وعقائد أخرى من غير الحاملين للعقيدة اليهودية، لا يجدون أي حرج في حمل لواء الصهونية، تماماً كما فعل الإخوان في نكسة 1967 مروراً بنصر 1973، وحتى وقتنا الحالي، ليثبتون أنهم أكثر انحطاطاً من الصهاينة أنفسهم، وأنهم ليسوا سوى أداة لتحقيق أطماع إسرائيل في المنطقة، وهو ما نكشفه عبر هذا التقرير:

نظرة خاطفة على خريطة الشرق الأوسط، كفيلة بأن تفك شفرات اندماج الإخوان مع الحركة الصهوينة، فمنذ نشأة إسرائيل وهى محاطة من الشمال والجنوب والشرق بأمم معادية لها، لذا اعتمدت الدولة العبرية على معرفة أنشطة خصومها، أكثر من اعتمادها على المدافع والطائرات والصواريخ والمراكب البحرية المتطورة، ولم يجد الصهاينة أفضل من الإخوان الذين ولدوا من الرحم البريطاني.

الحقيقة أن المولود البريطانى داخل الأراضى المصرية كان مدهشاً جداً للصهاينة، بعدما وجدوه يستطيع التلون ويغير سياساته بسرعة البرق، وبمهارة يحول ورقته الدينية من النقيض الى النقيض كما يشاء كساحر محترف، فالتنظيم الوليد بعد أن كان سنداً للنظام الملكي انقلب عليه، وبدى أنه مع ثورة الضباط الأحرار ليغير وجهته مره أخرى إلى الإنجليز الذين صنعوه. ولذا كان الاختيار.

فرحة النكسة

لم يشعر الإخوان بالفرحة في مصر، كما فرحوا في نكسة 1967، ففي الوقت الذي عانى فيه الشعب من النكبة التي حلت به، بإنسحاب الجيش من سيناء، وإحتلال اسرائيل أرض الفيروز، سجد الإخوان شكراً لهزيمة الجيش، وانطلقت تصريحاتهم العلانية تفتخر بكسر الإرادة المصرية أمام العدو الصهيوني المتغطرس الذي رفض الإنسحاب، وبدأ في عملية شرعنة الإحتلال لتصير سيناء جزءًا من الأراضي العبرية.

ولم يجد التنظيم الإرهابي حرجاً في ترديد التصريحات التي تثبت خياناتهم، ففي يونيو 2011، كانت رسالة المرشد الأخير لجماعة الإخوان محمد بديع، تعتبر نكسة 1967 انتقاماً الهياً سريعاً، بسبب إعتقالات الإخوان في عام 1965، وهي الاعتقالات التي طالت قيادات التنظيم لمحاولتهم إحياء الجماعة من جديد ووضعهم خطة نسف القناطر الخيرية، بأموال ومتفجرات استطاع سعيد رمضان، أحد رعيل الجيل الأول للإخوان، وزوج ابنة حسن البنا، ورجل الإنجليز في مصر، بتهريب المتفجرات الى داخل البلاد.

واستمرت الجماعة في سياستها على نفس المنوال، لتؤكد أنها في تصطف مع الجانب الصهيوني ضد الجانب المصري حتى بعد انتصار السادس من أكتوبر، حيث رفض مكتب الإرشاد إصدار بيان يؤيد الحرب أو يباركها، بل إنهم هللوا فرحاً عند اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات أثناء الاحتفال بنصر أكتوبر في 1981.

الأكثر تأكيداً، أن احتفال الإخوان الاستثنائي الوحيد في ذكرى أكتوبر، عندما تولى مكتب الإرشاد حكم البلاد، وقام المعزول مرسي بدعوة طارق الزمر- قاتل السادات- ضمن المدعوين في الاحتفال الكارثي.

وما يزيد من تأكيد التأكيد، هو تصريح الإرهابي صبحي صالح على أحد الفضائيات بإنه كان يستعد لتناول وجبة الغذاء خلال قيام قواتنا الجوية بالانطلاق نحو الأهداف الصهيونية في سيناء لتدميرها استعداداً للهجمات المصرية المدفعية والصاروخية التي مهدت لقواتنا التوغل في سيناء وتدمير خط بارليف المنيع، وقهر الجيش الذي لا يقهر، وهو التصريح الذي استقبله المصريون بالسخرية من الإخوان، فكيف كانت أعصاب المصرين مشدودة وقت الحرب لمعرفة المستجدات والاطمئنان على قواتنا، واستقبال النصر الذي استرد الكرامة المصرية، وفي نفس الوقت لا يجد الإخواني حرجاً في الافتخار بإنه كان يتناول وجبة الغذاء هنيئاً، وقت الحرب وفى نهار رمضان؟

تناقض وتطابق

البحث عن تحركات الإخوان منذ نكسة 67 وحتى يومنا الحالي، يتسم بالتناقض ضد الوطنية المصرية، فيما يتطابق تماماً مع أهداف العدو الصهيوني، ويتكشف هذا في تصريحات الإخوان المستمرة التي تبدو أنها تناضل من أجل القضية الفلسطينية، وهي في الحقيقة تصب في صالح اسرائيل، وتعادي الإرادة المصرية، ومنها شعارهم الدائم "ع القدس رايحين شهداء بالملايين"، وفور وصولهم إلى الحكم، انذوى الهتاف تماماً، وتظهر تصريحات جديدة من الإخوان بأن هناك أحقية لليهود في الأراضى المصرية، كما فعل القيادي الإخواني عصام العريان صراحة بدعوة يهود مصر بالرجوع، بزعم أن بلدهم أولى بهم من إسرائيل، متسائلاً: جمال عبدالناصر طردهم ليه؟.

ولم يكن تصريح عصام العريان أقل دهشة مما فعله مرسي الذي طالما هدد بسحق إسرائيل في الندوات والمؤتمرات قبل صعوده إلى الحكم ليخاطب شيمون بريز واصفاً إياه بالعزيز والصديق العظيم ويوقع على الخطاب واصفاً نفسه بالمخلص محمد مرسي.

ولم يكن صبيان الجماعة بعيدين عن فكر القيادات، فطالما وصف شباب التنظيم عبر صفحات "السوشيال ميديا" انتصار اكتوبر بالهزيمة المصرية، رغم أن الجيش المصري تمكن خلال الحرب من استرداد الأراضي المصرية المحتلة باستثناء طابا التي خاض الرئيس مبارك معركة سياسية وقانونية دولية لاستردادها.

ولا تزال الجماعة الإرهابية مجتمعة حول هزيمة الجيش المصري في حرب الكرامة، رغم اعتراف إسرائيل نفسها بالهزيمة وفقدانها أرض الفيروز بالحرب والسلام، وهو ما ظهر في التحقيقات مع قيادات الجيش الإسرائيلى التي طالت 109 عناصر على قائمتهم جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل، وتسفي زامير، رئيس الموساد الخاصة، وموشي ديان وزير الدفاع، وايلي زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، واريئيل شارون قائد الفرقة 143 في شعبة الاستخبارات العسكرية، ومناحم ديجلي رئيس قسم جمع المعلومات، خلافاً عن الجنود الإسرائيلين الذين خضعوا للإستجواب عن طريق لجنة اجرانات، ليثبت الإخوان أنهم ليسوا فقط صهاينة، وإنما أكثر انحطاطاً وسفالة من العدو الذى طالما حلم بإسقاط مصر.

وبعيداً عن حرب أكتوبر، إذا كان الإخوان ضد إسرائيل، لماذا يقفون بجانبها ومع تركيا وأذربيجان ضد أرمينيا؟!
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة