لم تواجه أي حكومة في تاريخ مصر برفض شعبي، مثلما تعاني الحكومة الحالية. وكم أتمني أن تقوم بحوث استطلاع الرأي العام باستقصاء ميداني او حتي تليفوني سريع لتأكيد كلامي أو نفيه. أجزم أن النتائج ستطابق ما ألمسه شخصيا من المواطنين في الأماكن العامة. ويبقي الأمر الفصل في أيدي أعضاء مجلس النواب، سواء بمنح الثقة أو سحبها للحكومة. ولو كنت شخصيا نائبا بالبرلمان لصوت ضد منح الثقة للحكومة، ولن يؤدي الأمر إلي أزمة دستورية كما يروج البعض لانه في حالة سحب الثقة من الحكومة، يصبح الأمر متاحا للرئيس لتكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة بعد التشاور مع الأحزاب والائتلافات داخل البرلمان.
«الجواب يبان من عنوانه».. هكذا علمتنا حكمة الاجداد. وأظن ان أحدا لايكاد يري أي عنوان يعطي بصيص أمل في جواب الحكومة أو بيانها. الأمر لايتعلق بافتقاد رئيس الحكومة للكاريزما- كما يري كاتبنا الكبير مكرم محمد أحمد- وانما لافتقاد الحكومة كلها للرؤية الاستراتيجية القابلة للتطبيق بالموارد المتاحة. فالمعلومات المتسربة حول البيان من اجتماعات رئيس الحكومة مع نواب العديد من المحافظات لم تحمل جديدا. مجرد عبارات انشائية نسمعها منذ أيام مبارك لم يتم ترجمة أي منها إلي واقع عملي. تطوير التعليم، نظام شامل للتأمين الصحي، تنمية المشروعات الصغيرة، تطبيق ضريبة القيمة المضافة، مكافحة الفساد..... الخ الخ.
كلام معاد ومكرر، مثلما تم إعادة بعض رجال مبارك «اللي جاب مصر الأرض» إلي الحياة السياسية. ولعل إسناد حقيبة المالية لـ «انتيم جمال مبارك» خير دليل. يانواب الشعب.. اليوم يومكم.إما أن يصفق لكم الشعب او يسحب الثقة منكم ولو بعد حين.