الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 - 05:09 م

عمر عبد السلام عبد التواب، شاب صعيدي مكافح، عاش طيلة عمره في الكفاح والعمل، محبوب من الجميع هنا في فرشوط، يعول أسرته، ويعمل في النقاشة، ومن الشباب المعروف عنه حسن السير والسلوك والالتزام، كان ضحية لخلافات بين نقيب المحامين السابق والحالي، مات على إثرها على باب المسجد، والسبب لافتة ترحيبية.

لم يعلم الشاب، الذي أفنى عمره في العمل والكفاح، أن يلقى مصيره بهذه الطريقة، التي كان بسببها تفاقم الخلافات الثأرية بمدينة فرشوط، وولادة خصومة ثأرية جديدة، بين عائلتي "عبدالتواب" التي ينتمي لها الشاب وعائلة "الغرابلي" الذي ينتمي لها الجناة.

اقرأ أيضا|«الداخلية» تكشف ملابسات قتل طفلة بكفر الشيخ

لافتة ترحيب كانت السبب في نشوب المشاجرة بين العائلتين، اللتين يعرف عنهما في فرشوط، أنهما "مش بتوع مشاكل"، ولكن في ساعة شيطان، بينهما، وفي قلب المدينة الأشهر تجارة في فرشوط، والتي حولها الثأر من قبل إلى خرابة، بسبب الخصومة الأشهر في قنا بين عائلتي " السحالوة والمخالفة"، والتي راح ضحيتها 12 قتيلًا، وبعد أن انتهت بـ "كلمة شرف"، فرح الجميع هنا، على أمل أن لا يطرق الثأر باب المدينة، وسط مطالبات أيضًا بإنهاء الخصومات التي ما زالت قائمة، بالرغم من أنها لا تشكل خطرًا كبيرًا على المواطنين، حتى تعود المدينة إلى طبيعتها وطيبة وترابط أهلها.

الجريمة في هذه المرة كانت صعبة، فالرصاص هز أرجاء المدينة في ساعات مبكرة من الصباح، بعد أن اعتاد قاطنو المدينة على الهدوء، خشي الجميع هنا، وهرول ليعلم ماذا حدث، وكانت الفاجعة في مقتل شاب وإصابة 3 آخرين منهم مصاب " اتقلعت عينه".

الخلافات بين العائلتين كانت وليدة اللحظة، بسبب خلافات بين نقيب المحامين السابق والحالي بفرشوط، على لافتة ترحيب بمقر النقابة لم يذكر فيها اسم النقيب السابق، لتبدأ بينهم مشادات كلامية في الهاتف، وهما في قاهرة المعز، المشادات كانت صعبة، وتبادل الطرفان الشتائم والمعايرات، فيما بينهما.

المحاميان لم ينته الكلام بينهما إلى هذا الحد، بل وصل إلى قيام كل منهما، بالإتصال بذويه في مدينة فرشوط، ليخبرهم بما حدث بينهما، وأن هذا سب عائلتهم والعكس، مما أثار حفيظة شباب وشيوخ العائلتين، لتنتقل المكالمات الهاتفية والمشادات بين المحاميين، إلى ذويهم، الذين سرعان ما تبادلوا الاتصالات والشتائم، وهدد كل منهما الآخر للذهاب إليهم في عقر دارهم لتأديبهم.

انطلق المتخاصمون من هنا وهنا، يحملون رسائل غضب، حتى تقابلوا وسط المدينة، لتبدأ المشادات والمشاحنات بينهم، التي سرعان ما تحولت إلى مشاجرات ومعركة دامية، راح ضحيتها عمر عبدالسلام عبدالتواب، اثر إصابته بسبعة طلقات نارية، ومات على باب المسجد، وأصيب محمود عبد الرجال محمد، 20 عامًا، بجرح ردي بفروة الراس، وعبد المتعال خالد رشدي، 20 عامًا، بطلق ناري بالحوض والفخذ، وخالد حسن محمود عبد التواب 59 سنة، بانفجار بمقلة العين، في مشاجرة  بين عائلتي الغرابلية وعبدالتواب بمدينة فرشوط.

انتقلت قوة أمنية برئاسة المقدم أحمد عبد الحق، وكيل فرع البحث الجنائي في أبوتشت،  إلى مقر الواقعة،  وفرضت كردونا أمنيا، للحد من تجدد الاشتباكات بين العائلتين، وتم ضبط 3 متهمين، للتحقيق معهم في هذه الواقعة.