كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الاغتيالات الناعمة !

كرم جبر

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 - 06:10 م

لم تعد الأسلحة الفعالة هى الصواريخ والطائرات والدبابات، ولكن الإذاعات والفضائيات وسوشيال ميديا والإنترنت، لاختراق المنظومة الحياتية للدولة المستهدفة، وخلق منظومة جديدة من الوعى الزائف.
أسلحة الحروب الخبيثة هى القوة الفكرية والتأثير بالوعي، وبدلاً من أن يذهب الجنود والضباط إلى ميادين القتال، يتم استبدالهم بكتابات وأفكار أشد تأثيراً من الغزو، فلا يكون هناك وعى بمن هو العدو، فالعدو فى القتال يكون واضحاً، أما فى الحروب الخبيثة فلا يكون ظاهراً.
وتعددت صور الحروب الخبيثة:
● الإرهاب أقدم صورها، فعندما تسلح جزءاً من الشباب بالأفكار الإرهابية التى تفوق خطورتها المتفجرات، فهم فى النهاية مشروع كبير للقتل وتدمير بلدانهم، وتم تمريرها تحت عنوان «الربيع العربي» الأشد خطورة من نار جهنم.
● الشائعات التى تستهدف التشويه والتشكيك وهدم الثقة بين الدول وأبنائها من صور الحروب الخبيثة، وكم اشتعلت فتن وصراعات بفعل شائعات كاذبة لم تجد من يتصدى لها ويوقف الحروب التى أشعلتها.
● إضعاف الروح المعنوية للمواطنين خصوصاً الشباب، والمضى بهم إلى محطات الإحباط واليأس وفقدان الأمل فى المستقبل، وتفاقمها يخلق جيلاً غير منتم ومليئا بالحقد والكراهية، وشاهدنا صوراً من ذلك فى حرق الممتلكات العامة والخاصة فى أحداث 25 يناير.
● تغريب التعليم وغياب المقررات التى تنمى الولاء والانتماء وحب الوطن والحروب والانتصارات، فينشأ جيل تائه ويعيش فوق أرض لا يعرف قيمتها ولا التضحيات التى بذلت من أجلها، ويفرح الآباء والأمهات أن أولادهم لا يجيدون نطق اللغة العربية، وانفصلوا تماماً عن واقع بلادهم التاريخى والثقافى والحضارى.
الحروب الخبيثة تعددت صورها وأشكالها، وهى فى النهاية تستبدل الرصاص بالأفكار.
حروب الجيل الرابع تستخدم وسائل تشبه الرصاصة التى تحيى وتميت شعوب بأكملها، بهدف اغتيال العقول الشابة والأجيال القادمة والسيطرة عليهم، وتمرير المشروعات المشبوهة، دون أن تجد معارضة توقف تنفيذها.
الوعى أهم أسلحة المواجهة ويشمل كافة جوانب الحياة، لدى المرأة والطفل والشباب والمجتمع، لبناء الفهم والإدراك السليم، والمسئولية تقع على جميع المؤسسات، الدينية والتعليمية والثقافية والشباب والرياضة والإعلام، لتعمل فى إطار منظومة استراتيجية، وتتولى كل مؤسسة تنفيذ الجانب الذى يتعلق بها.
>>>
ما أحلى الهروب من زحمة الحياة ومشاغلها وهمومها، لبعض الوقت، إلى هذا العالم الفسيح فى فضاء المتعة الروحية، التى تخلص الإنسان من شوائب الحياة، وما أجمل أن تهرب من زحمة الطرق، إلى كتابات ملوك العشق الإلهي، جلال الدين الرومى «مولانا» وابن الفارض «سلطان العاشقين»، وشمس الدين التبريزى «العاشق الضحية»، الذى قيل إنه قتل على يد أحد تلاميذ الرومى غيرة عليه، مع أن الرومى نفسه كان عاشقاً لأستاذه التبريزى وتربى على يديه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة