بيرات ألبيراق
بيرات ألبيراق


«أكاذيب وأوهام».. انتقادات واسعة لبرنامج صهر أردوغان الاقتصادي

أحمد نزيه

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 - 09:19 م

في وقتٍ يعيش الاقتصاد التركي أوضاعًا عصيبةٍ، في ظل تهاوي العملة المحلية "الليرة" إلى مستويات قياسية غير مسبوقة أمام الدولار الأمريكي، خرج وزير الخزانة والمالية بيرات ألبيراق، صهر الرئيس رجب طيب أردوغان ببرنامج اقتصادي جديد، في محاولةٍ لانتشال الوضع الاقتصادي التركي من عثرته.

لكن أكثر ما تم انتقاده في تصريحات الوزير التركي، حول برنامجه الاقتصادي الجديد، حينما قال إنه لا يهتم بارتفاع مؤشر العملات الأجنبية أمام الليرة، معتبرًا أن ذلك لا يمثل أي قيمة بالنسبة له، حسب قوله.

سيل من الانتقادات الواسعة انهالت على بيرات ألبيراق بسبب هذا التصريح، الذي اعتُبر قيام البرنامج الاقتصادي عليه، سيؤدي إلى مزيدٍ من السقوط للاقتصاد التركي.

زعيم الشعب الجمهوري

وشن كمال كيليجدار أوغلو، زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري، هجومًا على البرنامج الاقتصادي الجديد، الذي أعلن عنه وزير الخزانة والمالية بيرات ألبيراق، صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، قبل عدة أيام.

يأتي هذا بالتزامن مع تسجيل البلاد معدل تضخم بلغ 11.75 بالمائة، وذلك حسبما ذكرت هيئة الإحصاء التركية.

وأكد كيليجدار أوغلو، أن البرنامج الاقتصادي الجديد يشكل المزيد من الأعباء على الشعب التركي وليس كما يتم الترويج له، وذلك نقلًا عن موقع "زمان" التركي.

وقال زعيم أكبر أحزاب المعارضة التركية، "نظام حزب العدالة والتنمية لا يتخذ أي خطوات ملموسة لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا منذ أشهر طويلة تسبق أزمة كورونا"، مضيفًا "البرنامج الاقتصادي الجديد عبء ونقمة وليس نعمة، وارتفاع أسعار الكهرباء دليل على ذلك".

زعيم حزب المستقبل.. وحديث الأكاذيب

وعلى نفس المنوال سار أحمد داود أوغلو، رئيس حزب المستقبل التركي، الذي شن هجومًا حادًا على حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، متهمًا إياها بالكذب على الشعب التركي.

وانتقد داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق الذي انشق عن الحزب الحاكم قبل عام، البرنامج الاقتصادي الذي أعلنه بيرات ألبيراق، حيث تهكم على تصريح صهر أردوغان، الذي قال فيه: "سعر الصرف ليس مهمًا نهائيًا بالنسبة لي.. سعر الصرف تحت سيطرتنا"، قائلًا "لو سمّوا البرنامج الاقتصادي هذا «لا أبالي» لكان منطقيًا!".

وأردف قائلًا: "أهم وصف للإدارة الاقتصادية هذه، هو عدم الواقعية، وعدم المبالاة بالأزمات الاقتصادية".

ومضى يقول: "حسب البرنامج، السيناريو الأول الذي يستهدف صهر أردوغان تحقيقه هو الوصول إلى المؤشرات الاقتصادية التي كانت تركيا عليها في عام 2007، أي قبل 13 عامًا. وهذا سيناريو متفائل. السيناريو الثاني أكثر سوءًا، وهو الوصول إلى الأرقام التي كنا عليها قبل 15 عامًا".

وقال داود أوغلو أيضًا: "وزير الاقتصاد يعلن الأرقام، ولكنها عبارة عن كذب. وزير الصحة يدلي بتصريحات، ولكنها كذب أيضًا. وزير التعليم يتحدث، ولكنه كذب كذلك، وأردوغان يذهب لافتتاح 300 مصنع، ولكنه أيضًا كذب ووهمي".

زعيم حزب السعادة

وبدوره، تهكم تمل كرم الله أوغلو، رئيس حزب السعادة الإسلامي التركي، على بيرات ألبيراق، قائلًا، "على الجاهل بالاقتصاد مغادرة منصبه".

وقال زعيم حزب السعادة إن قيمة الورقة النقدية من فئة مائتي ليرة كانت تقدر بـ 131 دولار في بداية طرحها لأول مرة، غير أن قيمتها الحالية تراجعت إلى 25 دولارًا.

وأشار كرم الله أوغلو، إلى أن السلطة الحاكمة في تركيا تعمل على إدارة اقتصاد البلاد من خلال توجيه الرأي العام بأساليب نفسية وخلق انطباعات عامة كاذبة، حسب قوله.

ومضى زعيم حزب السعادة يقول: "لا يمكن لوزير الخزانة والمالية أن يقول إنه لا يهتم بمؤشر العملات الأجنبية أمام الليرة، لأن الدولار جعلهم يلجئون يوميًا إلى رفع أسعار البنزين والوقود السائل وكل السلع. المدخلات يتم استيرادها إلى تركيا بالدولار".

وتابع قائلًا: "بالنظر إلى إحصاءات العام الأخير يتبين اقتراب زيادة عدد العاطلين عن العمل الجدد إلى المليونين. وبلغت فائدة القروض الخارجية 178 مليار دولار واضطر البنك المركزي إلى رفع سعر الفائدة".

وأشار كرم الله أوغلو بالقول إلى أن "تصريحات وزير الخزانة والمالية اليوم تثير قلقنا.. إذ أنه لا يمكن لشخص لا يفقه شيئا عن الاقتصاد بهذا القدر إدارة اقتصاد دولة. ليس بالإمكان إصلاح الاقتصاد بحملات الانطباعات العامة الكاذبة".

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة