«فياجرا» الفراعنة.. فسفور المصريين يقبع في نهر النيل
«فياجرا» الفراعنة.. فسفور المصريين يقبع في نهر النيل


 حكايات| «فياجرا» الفراعنة.. فسفور المصريين يقبع في نهر النيل

شيرين الكردي

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 - 10:54 م

 

تحت أمواج النيل الهادئة، احتفظ المصريون القدماء بسر خصوبتهم لمئات السنين من النوبة جنوبًا وحتى البحر المتوسط شمالا، ولم يكن أحد يدرك أن «شوربة البلطي» ستحافظ على جينات لا تتكرر.

 

من أقصى الغرب حيث الباحثة الكندية (أليسيا ماكديرموت)، كشفت دراسة متعمقة الغطاء عن علاقة شوربة البلطي بزيادة الخصوبة لدى المصريين القدماء، معتمدة على دراسة بقايا مومياء بشرية مصرية يعود عمرها لأكثر من خمسة آلاف عام بصعيد مصر.

 رؤية أخرى فك شفرتها عدد من الباحثين من محتويات الوجبة الغذائية الأخيرة التي تناولها صاحب تلك المومياء، والتي كانت عبارة عن حساء مكون من الشعير والبصل الأخضر والبلطي؛ حيث كان البلطي غذاءً أساسيًا عند المصريين القدماء، بحسب الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| لا تزدهر ولا تعطي ثمارًا.. شجرة لا تنبت في أي أرض إلا بسيناء 

 

لآلاف السنين، احتفظ السمك البلطي بمكانة مقدسة لدى الفراعنة، حيث صارت واحداً من أهم القرابين التي يقدمونها للمعبودات، فيما ظهرت صور الأسماك والشباك وهي بالنيل كثيرًا في الفن المصري القديم ووجدت على جدران المعابد والمقابر، وكذاك في العديد من اللوحات كما وجدت أيضا محنطة حيث قدسها المصريون.

 

سمك البلطي ارتبط كذلك لدى المصريين القدماء بالولادة وإعادة الحياة ولذلك كان شكلها يُرسم أحيانا في أكفان الموت، علاوة على ذلك تم ربط البلطي بالمعبودة حتحور، وهي معبودة الحب والجمال والمرأة ورمز الخصوبة.

 

خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار يتمسك كذلك بأن المصريين القدماء كانوا يرتدون تمائم على شكل سمك البلطي في محاولة لزيادة الخصوبة لديهم.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| القوم الأقرب عمرا للفراعنة.. مسالمون أسقطوا «الحبشة» وحاربوا الأتراك

 

ولعل هذا الارتباط يشار إليه من خلال سلوك البلطي فصغار أسماكه تسبح في فم الأم بعد وقت قصير من الفقس أو عندما يقترب الخطر منها، وبعد انتهاء الخطر يخرج الصغار من فم أمهم، وربما يعتبر المصريون القدماء هذا الظهور على أنه معجزة وولادة غير طبيعية.

 

 

ليس هذا فحسب؛ بل إن الشعير كان المكون الرئيس الآخر في هذه الوصفة وقد كان محصولًا رئيسًا عند المصريين القدماء لعمل الخبز وكذلك البيرة، وكانوا يعتقدون أن غذاءهم الصحي لا يكتمل إلا بتناول خبز الشعير والبيرة.

 

وربما كان البلطي في مصر القديمة غير البلطي الحالي، لكن الوصفة التي وجدت بداخل بقايا المومياء التي تم العثور عليها يدل على أنه تم طهي الشعير والبلطي باستخدام كل محتوياته، بما فيها العظام والزعانف، ووربما تكون هذه الوصفة أكثر استساغة، بالنسبة للطاهي الحديث.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة