خمس سنين مرت علي ثورة يناير ولم نتمكن من تغيير التعليم ،ومازال البعض يصر أن محاربة الإرهاب بقتل الارهابيين، ولم يؤمن أن الجناح الآخر في السيطرة علي الإرهاب هو تجفيف منابعه الفكرية بتغيير منظومة التعلم برمتها، وإضفاء ثقافة تعليمية تحقق قبول الاختلاف والتعددية وتؤمن بتكافؤ الفرض وترفض التمييز علي أساس الديانة أو الطبقة الاجتماعية.
خمس سنوات ولم ندرك أهمية وحدة التعليم والثقافة بالمجتمع المدني والقضايا الوطنية والعالمية، فحتي بعد إزالة آثار الإخوان لا تزال الفوضي التعليمية باقية بنفس الدرجة والفساد ، ومازالت المؤسسات المسئولة عن التعليم في مصر من أكثر المؤسسات ضعفا وتراجعا عن المستوي العلمي والأكاديمي والثقافي مؤسسات غير قادرة علي القيام بدور تنويري ، ولا تستطيع تحديد رؤية واضحة وفلسفة محددة للنهضة بالتعليم في مصر علي الرغم من كل ما حدث في الوطن، السبب البديهي هو غياب الرؤية الاستراتيجية في مؤسسات الدولة..ألم يدرك متخذو القرار خطورة أن يظل التعليم علي حاله كما كان سابقا لا يسهم في حركة التنوير ، ولا يستهدف تنمية الوعي النقدي ،وأن تظل المؤسسة التعليمية بعيدة عن حركة المجتمع العالمية والمحلية السريعة؟.
لا بديل في ظل حالتنا الراهنة عن وجود إرادة سياسية قوية تؤمن بأن مصر تمتلك بنية أساسية تحتية بالفعل هي الأمل في التغيير وإن كانت تلك البنية قد تعرضت لضربات قاصمة طوال العقود السابقة،من ثم فهي في حاجة للدعم والتفعيل من خلال خطط وآليات تعيد هيكلة مؤسسات الدولة بأكملها وتعمل علي تحديثها من جديد ، لم يعد الوقت يستوعب ان يظل الخطاب التربوي التعليمي ايدلوجيا وفقا للمسار السياسي ويخدم متطلبات صانع القرار ويسم هذا الخطاب ويستند علي الرؤية الأحادية التي تؤثر في تزييف الوعي وتغييب العقول وكل ذلك ولم نأبه بأن الوقت يداهمنا.