مشهدان من حربيّ التحرير ضد الهكسوس والإسرائيليين
مشهدان من حربيّ التحرير ضد الهكسوس والإسرائيليين


حكايات| 3500 سنة بين حربيّ التحرير.. كيف طرد المصريون الهكسوس والإسرائيليين من أرضهم؟

أ ش أ

الأربعاء، 07 أكتوبر 2020 - 12:32 م

كان عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف المنيع في ست ساعات، خير معبر عن تاريخ الجيش المصري وجَلَد جنوده الذي تشكل عبر آلاف السنين، حتى أن أحد جنرالات العدو الإسرئيلي وهو شمويل جونين قائد جبهة سيناء قال في شهادته المرعبة: «كانوا يتقدمون موجات بعد موجات.. نطلق عليهم الرصاص ويتقدمونحولنا القناة إلى جحيم وأيضا ويتقدمون  ..أصبحت المياه باللون الأحمر ويتقدمون".

 

الوصف الدرامي الذي خرج من صفوف العدو عن قواتنا الباسلة، إنما يعبر أن هذا الجيش عمره لا يحسب بالعقود، إنما بآلاف السنين التي صقلت الشخصية العسكرية المصرية وبدأت تتشكل منذ فجر التاريخ.

 

الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، عاد إلى بداية تشكيل الجيش المصري، وتحدث عن تشكيلات الجيش المصري وتسليحه في مصر القديمة، وذلك في إطار الاحتفالات بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.


يقول «ريحان»، إن الملك في مصر القديمة كان هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، والوزير يقوم بوظيفة وزير الحرب، وكانت الرقابة العامة للجيش تقع على عاتق ضباط قادة وأركان حربهم، كما كان من بين ضباط الجيش مختصون بعمليات التموين والحسابات والسجلات والمواصلات وكافة الشئون الإدارية، الى جانب رجال المخابرات وجهاز خاص للتجسس على تحركات العدو.


وأشار إلى أن الجيش في مصر حتى نهاية الدولة القديمة كان يتمثل في القوات الخاصة لكل مقاطعة أو كل معبد ولم تكن هناك وحدة بين هذه القوات إلا فى حالة الضرورة، موضحا أنه في أوائل الدولة الوسطى كان هناك شبه استقلال لحكام الأقاليم وكانت لهم قوات على غرار جيش الدولة، كما كان للملك حرس خاص، والقوات الخاصة بالدولة كانت مسئولة عن الحروب وأعمال أخرى وقت السلم كحماية البعثات التجارية وبعثات استغلال المناجم والمحاجر في الصحراء.


وأوضح ريحان أنه استمر ذلك حتى عهد الملك سنوسرت الثالث الذي قضى على نفوذ أمراء الأقاليم وأسرع بتكوين جيش ثابت للملك، مشيرا إلى أنه في عهد الملك أمنمحات الثالث كان هناك كاتب للجيش واتجه من اللشت إلى أبيدوس ليختار المجندين.

 

حرب التحرير الأولى
وأكد أن نشوب حرب التحرير ضد الهكسوس قبل 3500 سنة، كان بمثابة الشرارة الأولى التي أشعلت الحماس في قلوب المصريين، وشارك كل القادرين على حمل السلاح في الحرب ضد الغزاة، وتطهير أرض الكنانة من دنسهم، وكانت فترة وطنية شعبية خالصة.


ولفت إلى أنه بعد تلك الفترة برزت شخصية الملك تحتومس الثالث كأعظم قائد عسكري في التاريخ والذي وضع مبدأً عسكريًا جديدًا قلده فيه اللورد اللنبي عام 1918 أثناء الحرب العالمية الأولى أثناء معاركه مع الأتراك حين سلك الطريق الوعر وترك الطرق المتوقع مروره منها ليحقق عنصر المفاجأة والخدعة، كما حرص على كتمان أخبار جيشه وتحركاته كما فعل الرئيس أنور السادات في معركة أكتوبر المجيدة.


وأشار إلى أن تحوتمس الثالث استطاع أن يحقق المناورة البارعة في معركة (مجدو) حين تحرك إلى الشمال الغربى من المدينة فخرج جيش العدو وهزم قبل أن تبدأ المعركة، وقد قلده "المارشال مونتجمري" في فكرة بناء السفن في منطقة بعيدة عن مسرح العمليات ثم نقلها من بيبلوس مفككة إلى قرقميش، كما أن تحوتمس الثالث هو أول من فكر في نقل جيش مهاجم عبر النهر وقد قلده مونتجمري عندما عبر نهر الراين على سفن جاء بها برا من الساحل.

 

التشكيلات
والجيش المصرى في عهد الدولة الحديثة، بحسب «ريحان»، كان يتكون من قسمين رئيسيين، المشاة والعربات الحربية، وكان المشاة هم من يدخلون الأرض المفتوحة ويقيمون الحصون، وكانت تشكيلاتهم من مشاه عادية، وقوات خاصة علاوة على القوات الأجنبية.


وذكر أن الوحدة الرئيسية في تشكيلات الجيش كانت هي «السرية» التي تنقسم إلى فصائل والفصائل إلى جماعات وكل جماعة من عشرة أفراد ويتلقى قائدها أوامره من قائد الفصيلة الذي يعرف بقائد الخمسين حيث تتكون الفصيلة من 50 جنديا، وقائد السرية وحامل اللواء وأركان حرب السرية ثم كاتبها.


ونبه إلى أن الكتيبة كانت تتكون من سريتين وكان أفراد المشاه ينقسمون إلى رماه وحملة الرماح، أما جنود القوات الخاصة فكانوا يتميزون بصغر السن ويتلقون تدريبات خاصة وكان لهم دورا كبيرا فى (معركة قادش) 1285 قبل الميلاد، حين تعرض رمسيس الثانى إلى كمين بواسطة الحيثيين.


وكشف عن سلاح العربات أو المركبات منذ عهد الملك تحوتمس الثالث، حيث ظهرت رتبة " حامل لواء مقاتلو العربات الحربية" منذ عهد أمنحتب الثالث وكان لكل عربة قائد ومقاتل منهم من يقود الخيل ومن يرمى السهام من قوسه، وكان على رأس كل فصيلة من العربات قائد كتيبة العربات يشرف عليه ضابط قديم يسمى "قائد الاصطبل الملكى" يعاونه ضباط ومدربون لهم خبرة بالخيول يعرفون باسم" رؤساء الاصطبل"، لافتا إلى أن العربات الحربية كانت تتقدم الجيش خلال المعارك ثم تتبعها المشاه.

 

الأسلحة
واستعرض أدوات القتال في مصر القديمة، حيث كانت تشمل (الهراوة) وهي دبوس القتال السلاح الشائع منذ فجر التاريخ لتحطيم رؤوس الأعداء، و(الحراب الطويلة) في الالتحام عن قرب، و(الدروع أو قميص الحرب) وكان يصنع من الجلد أو البرونز، كما اهتم المصري القديم بالحصون عند الحدود الجنوبية فى عهد الدولة القديمة وعلى حدود الدلتا الشرقية في الدولة الوسطى.


ولفت إلى أنه في عصر الدولة الحديثة أنشئت المدن العسكرية في الدلتا مثل مدينة "هربيط" التي أقامها الملك رمسيس الثاني، وموقعها بكفر صقر بالشرقية حاليا، علاوة على سلسلة من القلاع أنشأها رمسيس الثاني في الركن الشمالي الغربى للدلتا على شاطئ البحر المتوسط.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة