ورشة عمل باتحاد يونا تحذر من جائحة المعلومات الخاطئة وصناعة الأخبار الزائفة
ورشة عمل باتحاد يونا تحذر من جائحة المعلومات الخاطئة وصناعة الأخبار الزائفة


ورشة عمل بـ"يونا" تحذر من جائحة المعلومات الخاطئة والأخبار الزائفة

حازم الشرقاوي

الأربعاء، 07 أكتوبر 2020 - 05:14 م

حذرت ورشة عمل افتراضية نظمها اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي "يونا"، اليوم الأربعاء، من جائحة المعلومات الخاطئة التيهي البداية لصناعة الأخبار الزائفة، مشددة على خطورة التأثير العميق لتزييف الأخبار على مستقبل الإعلام والمواطنة الرقمية.

وتناولت الورشة التي حملت عنوان: "مستقبل الإعلام الرقمي بعد جائحة كورونا"، بحضور أكثر من 150 إعلاميا من منسوبي وكالات الأنباء الأعضاء ومنسوبي الهيئات الإذاعية والتليفزيونية والإعلاميين بالصحف والمنصات الإلكترونية بالعالم الإسلامي وممثلي المندوبيات الدائمة لدى منظمة التعاون الإسلامي وأجهزة المنظمة، وذلك بالشراكة مع كل من إدارة الإعلام بمنظمة التعاون الإسلامي واتحاد الإذاعات الإسلامية "إيبو""، مستقبل الإذاعة والإعلام الحكومي وما يمكن أن يقدمه الإعلام الحكومي من رسالة وخدمة خاصة لا تتأثر بالعوامل التجارية ومشكلات صناعة الإعلان.
 

البحرين ومفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين توقعان مذكرة تفاهم

قدم الورشة خبير الإعلام الرقمي الدكتور عمار بكار، وذلك باللغة العربية مصحوبة بترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، والذي أكد أن الأزمات تسرع اتجاهات التغيير، والفائز الأكبر من جائحة كورونا هو الإعلام الرقمي حيث حدثت زيادة حادة لاستهلاك المنصات الرقمية وتم تسريع خطط تطوير البنية التحتية والجيل الخامس على الموبايل وحدث تغيير جذري في عادات الناس.

وأوضح بكار أن فترة جائحة كورونا شهدت تحولاً كبيراً في الاعتمادية على التكنولوجيا وتأثير الشبكات الاجتماعية على عموم الناس، لافتا إلى أن الدراسات أثبتت أن كثيراً من سلوكيات الناس خلال الوباء اعتمدت على تقليد ما فعله الناس على الشبكات الاجتماعية، وكذلك شهدت فترة الجائحة صعود الإعلام الرقمي مع احتياج الناس للمعلومة وانهيار الإعلام التقليدي مع إقبال هائل على الفيديو على منصات الفيديو حسب الطلب.

ورصد المحاضر ستة تغيرات جوهرية في الصناعة الإعلامية خلال الجائحة، الأول: التأثيرات الاقتصادية الواسعة، والثاني: تزايد العمل الإعلامي عن بعد حيث ظهرت أشكال جديدة للبرامج التليفزيونية تدمج الظهور من المنزل مع تقنيات المحادثة بالفيديو، والثالث: تصاعد صحافة البيانات والجرافيكس، حيث ظهرت الحاجة الماسة لأنظمة فحص الحقائق أو تدقيق المعلومات وذلك في ظل وجود كمية هائلة من المعلومات غير الصحيحة، وكذلك ظهور برامج للتعامل مع كم هائل من المعلومات باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتغير الرابع: تزايد التركيزعلى المجتمع المحلي، والخامس: بروز المبادرة ورد الفعل السريع، والسادس ظهور خيارات أكثر وتغير سريع فكثيرون يأتون وكثيرون يغادرون.

وتطرق المحاضر إلى مؤثرات من شأنها تغيير الإعلام في المستقبل ومنها: تآكل وسائل الإعلام الكبرى، زيادة شبكات التأثير، صعود الإعلام الفردي،  حيث يتم تحول المؤسسات الإعلامية تدريجياً لتصبح كأندية كرة القدم، وصعود المصداقية، حيث أن عناصر نجاح المؤسسة الإعلامية في المستقبل: (التأثير والمصداقية)، وكذلك صعود المسؤولية الاجتماعية وتحول القنوات التليفزيونية لمؤسسات لإنتاج المحتوىالأصلي، لافتاً إلى قصة ديزني والتي استطاعت إنتاج نفسها على المنصات الرقمية لأنها تملك المحتوى لتعوض خسائرها من قطاع الترفيه حيث نجحت في تحقيق 50 مليون مشترك في ديزني بلس في خمسة أشهر بدلاً من 4 سنوات حسب الخطة الأصلية .

وتطرق المحاضر إلى مستقبل الإذاعة والإعلام، وأوضح أن الإعلام الحكومي يمكنه أن يقدم رسالة وخدمة خاصة لا تتأثر بالعوامل التجارية ومشكلات صناعة الإعلان، فقد يستطيع رفع مصداقيته كمصدر للمعلومات الحكومية الصحيحة.

كما تناول المحاضر مسألة تزييف المعلومات وزمن ما بعد الحقيقة مشيراً إلى ما أسماه جائحة المعلومات الخاطئة وبدايات تزييف الأخبار والتأثير العميق لتزييف الأخبار على مستقبل الإعلام والمواطنة الرقمية وكيفية استفادة وسائل الإعلام من تزييف الأخبار.

كما تحدث بكار خلال الورشة حول الإعلام والذكاء الاصطناعي متناولاً الذكاء الاصطناعي والأتمتة وكتابة الروبوتات للأخبار، وصحافة البيانات والواقع الافتراضي، مشيراً إلى مستقبل الإعلام التجاري بمفرداته كالإعلان الموجه واستخدام الذكاء الاصطناعي والإعلان في عصر التفتت وهو الإعلان الذي يحقق نتائج رقمية سريعة وأثراً في الصورة الذهنية.

وتحدث المحاضر حول أثر المصداقية في الإعلان والشراكة مع المعلنين، ومساعدة المعلنين الدوليين في الوصول للمجتمع المحلي والتسويق عبر المحتوى والعالم الإعلاني لكل شخص والإعلام المدفوع، لافتاً إلى أن الاشتراكات في الخدمات الرقمية في الولايات المتحدة توزعت على خدمات الفيديو وخدمات الموسيقى حسب الطلب، وخدمات ألعاب الفيديو والكتب الصوتية والاشتراكات في المواقع الرقمية للصحف والمجلات.

وشهدت الورشة مداخلات عدة، تركزت أغلبها حول دور الإعلام الحكومي، ومستوى المصداقية في وسائل الإعلام، وآفاق المستقبل في ظل التحديات الراهنة للإعلام، وأكد بكار قدرة الإعلام الحكومي على البقاء والاستمرار وهذا كشف عنه الأداء الإعلامي خلال جائحة كورونا، حيث كان المصدر الموثوق للمعلومات الدقيقة.

كما دعا بكار مؤسسات الإعلام الحكومي إلى الابتعاد عن الأساليب التقليدية في العمل، مشيراً إلى إمكانية الاستفادة من سياسة العمل عن بعد، إذ تسمح بالتعاقد مع كوادر متميزة دون تحمل تكاليف مادية عالية.

وحول المصداقية، أشار بكار إلى أن الفضاء مفتوح أمام الأخبار الصحيحة والأخبار المزيفة، والحل الوحيد يتمثل في بذل الجهد اللازم لتوعية الجمهور بالحقائق.

ودعا بكار الأشخاص المتميزين في صناعة المحتوى إلى الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أعمال تتسم بالدقة والمصداقية ليكونوا هدفاً لاستقطاب المؤسسات الإعلامية الكبرى.

وحول ما تشهده الكثير من المؤسسات الإعلامية الكبرى من أزمات بسبب الثورة الرقمية، أوضح بكار أن الحل يتمثل في بناء تحالفات تزيد عوامل القوة وتعالج مشكلة الموارد والاعتناء بالمصداقية وصناعة المحتوى الجديد المتميز.

جاءت ورشة مستقبل الإعلام الرقمي ضمن مخرجات الملتقى الإعلامي الافتراضي لاتحاد يونا الذي عقد في 16 مايو الماضي برعاية وزير الإعلام السعودي المكلف رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، تحت عنوان: "دور وكالات الأنباء في مساندة جهود مكافحة كورونا" وتم خلاله تدشين البرنامج التدريبي للاتحاد والذي يستهدف تطوير قدرات 2200 إعلامي بدول "التعاون الإسلامي".

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة