عصير القصب
عصير القصب


حكايات| عصير القصب.. مشروب الروقان و«هدنة المصريين»

كريم جاد- أحمد صبري

الأربعاء، 07 أكتوبر 2020 - 09:22 م

 

«يا ابو اللبايش ياقصب عندنا فرح واتنصب»، كعادة المصريين يغنون دائما لما يحبونه، هو في نظرهم «إكسير المزاج»، يروي عطشهم، ومزاجهم، ولا يذبح جيوبهم، فكوب «قصب» كفيلة للشعور بتجدد النشاط فهذا الروتين بمثابة «هدنة بسيطة» للعابرين ثم يمضي كل شخص في رحلته.

مشروب شعبي يعشقه المصريين على اختلاف أعمارهم، يروي ظمأهم خاصة في أيام الصيف شديدة الحرارة، فتجد المحال المتخصصة في بيعه، والمنتشرة في كل ميادين أو شوارع في مصر، مكتظة بالعديد من الأشخاص، يتهافتون على كوب مثلج من عصير القصب، ينسيهم حرارة الشمس، ولكل شخص طقوسه الخاصة، إما في الكوب الزجاجي التقليدي ، أو «تيك واي» من خلال أكياس بلاستيكية.

وللتعرف عن قرب على كل ما يخص مشروب المصريين المفضل التقينا  بـ"معتز السوهاجي" صاحب أحد المحال، والذي ورث المهنة أبا عن جد، منذ أن كانت عصارة القصب ماكينة يدوية، انتهاء بالكهربائية، وسألناه عن سر اختلاف مذاق عصير القصب باختلاف شهور السنة، وأخبرنا بأن المذاق يكون أفضل في الشتاء عنه في فصل الصيف، لكونه محصول شتوي في المقام الأول، ولكن عشق المصريين لعصير القصب، جعله المشروب المفضل طوال العام، كما يتفوق أيضا على الكثير من العصائر الأخرى بالمحل مثل الكوكتيل أو كما يطلقون عليها "فخفاخينا"، وكذلك الخروب والسوبيا والمانجو.

وأثناء مروري على محال العصائر، لامست أذناي مقطع من أغنية ياسين التهامي "أكاد أذوب من فرط الجمال"، وهي ليست المرة الأولى التي أسمع فيها أغاني "التهامي" بالكثير من محال القصب، فسألته عن هذا وكان جوابه بأن الكثير من العاملين بمهنة عصير القصب، من صعيد مصر، والذين يعشقون الإنشاد الديني لياسين التهامي، وأيضا لأصوله الصعيدية، فهو من أبناء محافظة أسيوط.

وأمام الخوف من فيروس كورونا، لجأ أصحاب المحال بعد عزوف البعض عن شرب عصير القصب، خوفا من انتقال عدوى كورونا من الأكواب الزجاجية، وكان الحل في شراء الأكواب البلاستيكية والشفاطات، وتوفير العصائر المعلبة بديلا للقصب.

وعن سعر كوب عصير القصب، وجدنا أنه يبدأ من جنيهان حتى خمسة جنيهات، ولكل سعر لون مختلف من "المارك" والتي يحصل عليه العميل من الكاشير عند الدفع، ويميزها بسهولة من يقوم بتعبئة أكواب عصير القصب.

 

أما بالنسبة لما يتبقى من القصب بعد عصره، علمنا بأن هناك مندوبين من الحي، يقومون بجمعه من المحلات المنتشرة بالمناطق التابعة للحي، حيث تدخل في الكثير من الصناعات أبرزها صناعة الورق والأخشاب الصناعية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة