بالطبع حديثي هنا ليس دفاعا عن المستشار أحمد الزند وزير العدل الذي قدم استقالته بعد التفسيرات المغلوطة لحديثه حول حبس الصحفيين وقوله في إجابة لسؤال الزميل حمدي رزق هل تسجن صحفيين فقال إنني لست في خصومة مع الصحفيين وإن شاالله يكون نبي «عليه الصلاة والسلام استغفر الله العظيم» . وإذا كان المستشار الجليل أحمد الزند قد شرح سياق كلامه وكان من الشجاعة لأن يقدم اعتذارا عن سوء الفهم الذي حدث من البعض إلا ان الزوبعة الاعلامية التي حدثت والتي ادت لاستقالته تجرنا لأسئلة هامة وحقائق كثيرة يجب ألا تغيب عنا.
أولاها أن المستشار أحمد الزند كان من اشرس المصريين الذين واجهوا جماعة الإخوان الإرهابية واتجه هجومه مباشرة للرئيس الأسبق محمد مرسي ليسجل التاريخ ملحمة جديدة لقضاة مصر وللقضاءالشامخ الذي أكد من جديد انحيازه الكامل للعدالة.
كان المستشارالجليل أحمد الزند أحد مشعلي ثورة ٣٠ يونية وتسارع الاحداث التي اتجهت كلها لإسقاط عصابة الإخوان الباغية.
وأعرف أن بعض اصدقاء الرجل قد نصحوه بتخفيف وتيرة هجومه الحاد وتصديه للإخوان خلال تصدرهم للسلطة وأخبروه أنهم يخافون علي حياته. لكن الرجل وقف في شموخ وكبرياء ليواصل رسالته في إسقاط هذه الجماعة الباغية التي جعلت من القضاء المصري وإسقاطه أحد أهدافها الاساسية.
حاولوا الفتك به وقتله بعد أن فشلوا في كل جهود استمالته. كان الرجل يحمل كفنه علي يديه وهو يعلي صوت الحق والحقيقة ولم يكن دفاعه عن القضاة نابعا من كونه رئيسا لناديهم بقدر ما كان يعكس وطنيةخالصة وانتماء أصيلا لتراب مصر وقيمها وأخلاقياتها.
لم يكن غريبا أن يظل المستشار أحمد الزند هو الصيد الثمين الذي تسعي إليه يد الإرهاب الآثمة في إطار محاولاتها لإعادة عقارب الساعة للوراء. ولأن شيطان الارهاب أعمي فقد نجحوا هذه المرة في الزج باسمه في قضية هو أكثر ما يكون بعدا عنها بحكم تربيته وبحكم دراساته الاسلامية الرفيعة.
لن تكون المرة الاخيرة التي سوف تسعي فيهاجماعة الإرهاب وذيولها وأدواتها للنيل من الرجل.
إن لم يكن بحياته فليكن بتشويه ممنهج لسمعته ونزاهته. اعتذار المستشار الجليل أحمد الزند زاده احتراما وتقديرا ومحبة في قلوب ملايين المصريين.. رجل يوزن بالذهب.