الصحف تبرز مساهمة مصر في تكوين الجيش القطري
الصحف تبرز مساهمة مصر في تكوين الجيش القطري


دويلة «تميم».. ناكرة الجميل

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 08 أكتوبر 2020 - 06:21 ص

- مصر أسست قطر الحديثة بعد عصور التخلف وردت المعروف بمحاولات التخريب ودعم الإرهاب

- عبد الناصر أنقذهم من المجاعة.. والسادات ساهم فى بناء جيشهم

- إرسال وفود من الخبراء المصريين لـ«تعليم» أبناء الدوحة بدون مقابل فى الستينيات

- خبراء: قطر خانت الأمة العربية وتسعى لهدم مصر بعد أن قدمت لها الأمن والعلم والغذاء

محمد قنديل - وائل ثابت

«هو ده رد الجميل بعد اللى عملناه معاهم طول السنين اللى فاتت».. هكذا وصف الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاح الجامعة المصرية اليابانية بالإسكندرية،  ناكرو الجميل الذين تناسوا فضل مصر عليهم بعد أن تبدلت أحوالهم،  وظهرت كراهيتهم لها ورغبتهم الخسيسة فى هدمها،  خاصة بعد ثورة 30 يونيو والقضاء على حكم الإخوان،  فأصبحوا يمولون الإرهاب ويدعمون الجماعات المتطرفة لزعزعة الاستقرار.. تابع الرئيس قائلاً : «فى دول شقيقة بتقف جنبنا وتدعمنا،  لكن بقول للتانيين،  كفوا ألسنة الكذب والتشكيك عننا،  وخلوا الأموال اللى ربنا رزقكم بيها للبناء مش للهدم،  بدل ما يساعدوا بيحاولوا يهدموا البلد.. بيدفعوا فلوس وبيجندوا إعلامهم لهدم مصر».. كلام الرئيس السيسى يمثل الأفعال الحالية لقطر أو دويلة «تميم» التى تضع تركيزها فى محاولات بائسة لتخريب مصر وزعزعة الاستقرار ووقف التنمية التى تشهدها الدولة.


مساعدات كبيرة قدمتها مصر إلى دويلة قطر منذ منتصف الستينيات وبداية السبعينيات بعد إعلان استقلالها عن بريطانيا،  حينها لم تقف مصر مكتوفة الأيدى على الرغم من التحديات العصيبة التى مرت بها آنذاك،  فساهمت فى بناء قطر الحديثة فى الوقت الذى كانت تعانى فيه الدوحة من التخلف والتراجع فى كافة المجالات.


دعم كبير
مواقف عديدة تمثل الدعم الكبير الذى قدمته مصر إلى الدوحة،  ففى عام 1965 مرت قطر بأزمة غذاء كارثية وكان القطريون فى أمس الحاجة إلى الطعام،  ليقرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إرسال 20 ألف طن من الحبوب والقمح لتعبر الدوحة هذه الأزمة والمجاعة،  وجاءت هذه المساعدة فى الوقت الذى كانت تعانى فيه مصر من أزمات اقتصادية كبيرة إلى أن تقديم المساعدة للأشقاء آنذاك كان واجباً لابد منه يعكس دور مصر العظيم كالقلب النابض للوطن العربي.


ومن الناحية العسكرية،  كان للقوات المسلحة المصرية فضل بارز فى بناء الجيش القطرى ودعمه،  ففى 16 يوليو من عام 1971 أهدت مصر للدوحة طائرتين حربيتين لتشكلا الأساس لسلاحها الجوى،  وقام الرئيس الراحل محمد أنور السادات حينها بزيارة إلى قطر على رأس وفد مصرى كبير،  التقى خلالها أحمد بن على بن عبد الله،  أمير قطر فى ذلك الوقت،  واتفق معه على تدريب قواته ومساعدة بلاده من الناحية العسكرية والمادية.
كانت قطر فى حاجة مصيرية للخبرات المصرية من أجل النهوض بالدوحة «المتخلفة» حينها،  فأرسل الرئيس عبد الناصر فى فترة الستينيات،  وفوداً من الأطباء والمهندسين والمدرسين للعمل فى قطر مع تحمل مصر دفع رواتبهم كاملة كمساهمة فى نهوض دويلة قطر.


التحريض والكره
جميل مصر إلى قطر بالمساعدات الكبيرة والمساهمة فى بناء إمارة ضعيفة تعانى من التخلف والتراجع،  قابلته الدوحة بالإساءة والتحريض والكره،  خاصة بعد انقلاب الأمير الأب حمد بن خليفة على والده عام 1995،  واتجاه الدوحة لدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة وبث الفتن والشائعات فى محاولة للتخريب بعد ثورة 30 يونيو والقضاء على حكم جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر.
جرائم كثيرة ارتكبتها قطر فى حق مصر تنوعت من استقبال وإيواء الإرهابيين،  ودعم الجماعات المتطرفة،  وتمويلها،  ومنح الإرهاب الغطاء المالى والسياسى، والإعلامى  بهدف تخريب الدولة المصرية.
ووفقاً لما كشفت عنه الوثائق فإن تحالف الظلام المكون من قطر وتركيا والتنظيم الدولى للإخوان،  بدأ تنفيذ بنود مؤامرته ضد الدولة المصرية منذ أكثر من ١٥ عاماً،  تحديداً فى عام 2005،  الذى مارست فيه الحكومة القطرية تدخلاً مباشراً لدعم وتمويل جماعة الإخوان وحلفائها من الجماعات المتطرفة.


لم يتوقف الأمر عند هذا الحد،  بل كرست قطر أجهزتها الإعلامية من قنوات أبرزها «الجزيرة» ومواقع إلكترونية ومراكز بحثية لترويج الأكاذيب والشائعات ضد مصر بهدف الوقيعة بين الشعب والقيادة السياسية،  إلا أن وعى المواطنين وحرصهم على مستقبل الوطن يعد بمثابة صخرة تتحطم عليها هذه المحاولات الدنيئة.


أهداف عدائية
فى هذا الصدد،  قال اللواء محمود منصور مؤسس المخابرات القطرية،  عضو التيار الوطنى المصرى،  إن القائمين على إمارة قطر عملوا على هدم مصر والدول العربية بدون أى مبرر،  وتحولت قطر وتركيا إلى الممول للإرهاب ضد دول عربية كبرى لخدمة أهداف عدائية قادمة من خارج العالم العربي،  موضحاً أن قطر وتركيا لم تبذل جهدا لجذب عناصر موالية لها من جماعة الإخوان من خلال المال والاحتواء بهدف الإضرار بمصر والدول العربية.
وأكد منصور أن مصر منذ فترات طويلة كانت مصدر الترقى والتحديث لكافة الدول العربية حتى 1957 لم تكن قطر تمتلك وزارة تربية وتعليم،  ومصر أرسلت وكيل أول وزارة متخصص فى التعليم لينشئ لقطر وزارة التربية والتعليم تولاها الشيخ خليفة بن حمد آل ثانى الأمير السابق الذى أطاح به ابنه حمد بن خليفة.


وأضاف أنه شاهد واطلع على كتيبات قطرية صادرة عن طريق وزارة التربية والتعليم القطرية تضع صورة مؤسس الوزارة المصرى،  ومصر ابتعثت إلى قطر المئات من المدرسين ليدرسوا بالمدارس ونقلوا العلم إلى أبناء قطر،  وهو ما ساهم فى صناعة نقلة حضارية نسبية لتلك الإمارة،  كما قامت وزارة الصحة المصرية بإيفاد أطباء على حساب الحكومة المصرية لتشغيل مستشفى حمد والذى كان المستشفى الوحيد هناك وأيضا دعم الوحدات الصحية فى مختلف مناطق الإمارة قطر،  فضلاً عن إمداهم بعدد من الصناعات الطبية والصيدلانية.
وتابع أن مصر قدمت خبراءها العسكريين لإدارة الجيش القطرى صغير الحجم نظرا لعدد السكان المحدود،  وسمحت لهم بحضور عدد من التدريبات ليكون له جيش استطاع التحرك اثناء تحرير الكويت،  والسماح لبعض المواطنين المصريين بالاشتراك فى القوة العسكرية الصغيرة القطرية.


كما بعثت مصر العديد من ضباط الشرطة المصريين لإدارة الأمر الشرطى داخل قطر ووضع الخطط الأمنية الملائمة للدولة الصغيرة،  كما قدمت مصر العديد من المنح الدراسية للطلاب القطريين ليخرجوا ضباطا للخدمة فى الشرطة القطرية.
وأوضح انه كلف بقرار جمهورى عام 1988 للتوجه إلى الديوان الأميرى القطرى لنقل خبرات مصرية معمقة فى مجال أعمال مجال المخابرات،  كان هناك دائرة المخابرات العامة القطرية والتى لم تكن تعمل بأى استراتيجيات واضحة.
واستطاعت مصر دراسة الموقف القطرى وتحديد التهديدات الخارجية القائمة والمحتملة والقوة البشرية التى يمكن الاستفادة منها من أبناء إمارة قطر الصغيرة والتى كانت تستخدم 13 جنسية فى جهاز مخابراتها.
وأوضح أن الأطماع القطرية تعمل على هدم مصر ويعمل حاكم قطر على تنفيذ أوامر أسياده ولكن ذلك لم ولن يزحزح شيئا من الواقع.


ظروف صعبة
وتابع أن الأمة العربية مرت فى السنوات الأخيرة بظروف صعبة فُرضت عليها من الخارج تمثلت فى محاولات مستميتة لنشر الفوضى داخل الدول العربية بهدف إسقاط الدول العربية فى فوضى عارمة من خلال استهداف القضاء على الدولة الوطنية.
وأكد أن ردود أفعال الدول العربية تنوعت طبقاً لحنكة الحكومات الموجودة بها وأيضا الوعى الشعبى الذى كان الفاصل فى هذه المؤامرات من خلال أن يكون الشعب واعيا وتصدى لهذه المخططات أو سقط فيها،  مؤكدا أن هناك إنفاق أموال ضخمة خاصة من قطر كانت يمكن أن تؤسس قيام دول من العدم ولكنها دفعت بهدف إسقاط الدول العربية.
وأوضح أن قطر سعت إلى الدخول فى تبعية فجة من خلال توجيهات صادرة لهم من أجهزة مخابرات عالمية تهدف فقط إلى تخريب العالم العربى بشكل واضح وتسيء إلى العقيدة الإسلامية ويدفعون فى دعم جماعات مخربة وهو ما ترتب عليه سقوط الدولة العراقية وتبعتها الدولة السورية وأخيرا الليبية،  وهى ثلاث دول كانت قوية تلاشت فى مواجهة الإرهاب الممول من الخزانة القطرية لدعم النشاط الداعشى والإخوانى والتطرف.


الدور المصرى
قال د. جمال شقرة،  أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، إن الدور المصرى فى الإقليم والمنطقة والعالم كان دورا محوريا وجاء بناء على عدة عوامل تاريخية وجغرافية وهو ما جعلها منطقة محورية سياسيا واقتصاديا قديما وحديثا.
مؤكدا أن مصر على مر العصور قدمت ومازالت تقدم كل الدعم إلى الدول العربية فى المنطقة بل والعالم من خلال علمائها الذين قدموا للدول التى تأخرت فى النهوض عقب الاستعمار العثمانى الذى كان سببا فى تدهور كافة الدول التى وقعت تحت قبضته.
مؤكدا أنه من بداية القرن 19 عملت مصر على الاستيقاظ والبناء والمساهمة فى بناء الدول العربية الأخرى.


مؤكدا أن الحكومة القطرية وسياستها الحالية تعد خيانة للأمة العربية كلها من خلال بث سمومها من خلال وسائل الإعلام التى دفعت لها الكثير من الأموال،  مشيرا إلى أنها تحاول أن تأخذ مكانة مصر فى المنطقة ولم تتعامل طبقاً لحجمها.
وأوضح أن من الدول التى تسعى إلى دمار الدول العربية تركيا والتى تسعى صراحة إلى استعادة أمجادها الاستعمارية من خلال رغبتها فى السيطرة على الدول العربية من جديد ولهذا تساند مخططات دولية من حكومات وأجهزة مخابرات تسعى لخراب العديد من الدول.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة