لا أدري ما هي المعايير التي يتم علي أساسها إقالة وزراء أو اختيار آخرين؟. فقد انتابتني حالة من الدهشة لإقالة وزراء ناجحين، مثل هاني قدري وزير المالية والدكتور الجيوشي وزير النقل والإبقاء علي وزراء فاشلين مثل التموين والصناعة والزراعة وغيرهم.
لم أتعود المديح، لكن أمانة التقييم الموضوعي، من خلال المعلومات المتوافرة. تجعلني أتعجب من إقالة قدري والجيوشي بالذات، فالأول يعد من الخبراء الدوليين المعدودين في المالية العامة، ونجح منذ توليه منصبه في تحقيق نجاحات كبيرة لضبط الأداء المالي، بتخفيض عجز الموازنة من 15% إلي 10%، ولولا استجابته للمطالب بتأجيل تطبيق بعض الإصلاحات الضريبية لأسباب اجتماعية، مثل قانون القيمة المضافة، لنجح في تخفيض العجز إلي أقل من 9% وهو أمر يحسب له. أما ترشيد دعم الطاقة فقد نجح بامتياز في تسويقه وتطبيقه، وقام بتوسيع شريحة الإعفاء الضريبي لمحدودي الدخل وتطبيق الضريبة العقارية بسلاسة. أما الجيوشي فلا يستطيع أحد أن ينكر امتلاكه رؤية واضحة لتطوير منظومة النقل في مصر، وقد بدأنا نلمس ثمار ذلك، رغم أن ما تحقق ضئيل إذا قورن بالطموحات الوطنية الكبيرة، لكن الرجل تولي منصبه قبل 6 أشهرفقط. أما عن الوزراء الجدد، فوزير المالية الجديد خبير مصرفي أساسا، ولا تحمل سيرته العملية أي إشارة إلي السياسة المالية رغم عمله فترة بسيطة ببنك الاستثمار القومي وفيما يخص وزير النقل جلال السعيد فمسيرة الرجل في كل المناصب التي تولاها مضيئة. الفاشلون يا سادة معروفون. فلماذا لا يرحلون، خاصة أن حلم مصر العظيمة لا يحتمل الإبقاء علي مسئول فاشل واحد حتي لو كان من الحبايب وأهل الثقة. عموما نتمني التوفيق للوزراء الجدد وشكرا لقدري والجيوشي.