الخميس، 08 أكتوبر 2020 - 09:00 م

بين الحالمين بمستقبل أفضل، والباحثين عن فرص أقرب للتوظيف فى شركات الطيران، ينشط موسم النصب وبيع الوهم باسم الدراسة التى تحقق أحلام ضحايا الثانوية العامة، الذين لم يلحقوا بقطار كليات القمة، حيث تبدأ المعاهد والأكاديميات الخاصة في التكثيف من جهودها لإغراء الطلاب، ولو بمزاعم غير حقيقية حول الدراسة، آملين أن يجدوا ضالتهم فيمن فشل فى الالتحاق بكليات القمة، وتنطلق الإعلانات التى تفوح بين كلماتها رائحة المبالغة والتزييف في بعض الأحيان، لكنها تزيغ عيون وتحرك مشاعر الضحايا وذويهم.

ومن بين هذه الإعلانات المروجة لأكاديميات تقول إنها تُدرس الضيافة، كي تؤهل الدارس للالتحاق بوظيفة مضيف على متن الطائرات.  
ومرتادو هذه الأكاديميات يرتفع لديهم حلم التحليق بين السحاب على متن الطائرات ضمن طاقم الضيافة يكونوا كالذي استقل مركبًا في عرض البحر عن طريق أناس بوسيلةٍ غير شرعيةٍ، فكان مصيره دائمًا على المحك، حتى وإن رست السفينة التي تقله إلى الشاطئ الآخر، حيث ابتغى الرحيل والهجرة.

وعلى مدار الأيام الأخيرة الماضية تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصة  بائعة التين هبة عبد الحميد، والتي تحاول جاهدة أن تساعد عائلتها في تخفيف تكاليف دراستها المرتفعة بأكاديمية الطيران التي تدرس بها لتصبح مضيفة جوية، وحقق هذا الموضوع رواجًا كبيرًا وتفاعل معه رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر و الوطن العربي لشجاعة هبة وإصرارها على تحقيق حلمها، لكن كان لدينا رأيا آخر وزاوية أخرى للأمر جعلتنا نطرح تساؤلًا "هل الضيافة تدرس في أكاديميات خاصة حقًا؟".

شراء الوهم

الصدمة الكبرى يكشفها أحد خبراء الطيران المدني، بقوله إن أكاديميات الضيافة الجوية "وهمٌ"، حسب وصفه، مضيفًا أنه «في وقت سابق اقتنع طلاب كثيرون بأنها وهمية وقدموا بلاغات لمباحث الأموال العامة وتم التحفظ على بعض من أصحاب الأكاديميات الوهمية للتحقيق». 
ودعا خبير الطيران جميع الطلاب المتضررين للتوجه إلى مباحث الأموال العامة لتقديم بلاغات بأن هذه الأكاديميات التى ينتسبون إليها، تبيع لهم الوهم، ليتمكنوا من إعادة أموالهم.

وحذر خبير الطيران الطلبة، قائلًا : «لا توجد أي أكاديمية أو معهد أو مركز خاص في مجال الضيافة في مصر وأنها وهم وتعتبر عملية نصب وانتحال صفة».

ونفت مضيفة جوية بإحدى شركات الطيران العربية، تدريس الضيافة فى أكاديميات لمدة عامين كما تذهب هذه الأكاديميات مشيرةً إلى أن جميع شركات الطيران المحترمة ترحب باختيار الضيافة دون خبرة فى هذا المجال فقط توافق الشروط الأساسية من الشكل والمظهر والتعليم واللغات وتدرس لهم مناهجها وأسلوبها، موضحة أن الشركات الكبرى لا تفضل اختيار أطقم ضيافة من شركات أخرى من أجل تشكيلهم على مبادئهم وأنظمتهم. 

نموذج لإحدى الأكاديميات

وآثرت «بوابة أخبار اليوم» أن تتحرى حقيقة الأمر بنفسها، فقامت بمراسلة إحدى الأكاديميات للتعرف على شروطهم والتقرب من هذا الأمر عن كثب فأجاب أحد القائمين على صفحة هذه الأكاديمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلًا إن الشروط الأساسية للقبول فى الأكاديمية تتمثل في ألا يقل طول الذكور عن 160 سم مقابل 155 سم للإناث، وعدم وجود جروح في الوجه، وألا يقل سن المتقدم عن 17 سنة. 
وفيما يخص المصروفات الدراسية المحصلة من كل طالب، أشار مسؤول الصفحة إلى أنها تبلغ 6000 جنيه للفصل الدراسي الواحد، ونظام الدراسة عامين، كل عام مقسم إلى فصلين دراسيين.

ووفقًا لما صرح به المسؤول، فإن تكلفة الدراسة للطالب الواحد تصل إلى 24 ألف جنيه على مدار السنتين، وبسؤاله عن اللغات المطلوبة كشرط للالتحاق بالأكاديمية، أجاب المسؤول أنه لا يشترط إجادة لغات معينة، بما في ذلك الإنجليزية، قبيل الالتحاق بالأكاديمية، مشيرًا إلى أن الطالب في الأكاديمية يدرس اللغة الإيطالية واللغة الإنجليزية. 

مزاعم غير حقيقية 

وزعم المسؤول أن الخريجين يحصلون على شهادات معتمدة في مجال الضيافة الجوية، منها شهادات معتمدة من إحدى شركات الطيران، بالإضافة إلى دخول الطلبة المتميزين اختبارات الاتحاد الدولي للنقل الجوى "الإياتا"، حسب قوله.
 ومضى يقول «في  حالة تجاوز الطالب هذه الاختبارات يحصل على شهادة تسمح له العمل في أي شركة طيران في العالم»، وبعرض ما قيل من هذه الأكاديمية على مضيف جوي آخر قال : «هذا الكلام غير حقيقي بالمرة.. الضيافة يتم تدريسها من قبل شركة الطيران التي تتقدم لها ولا يعقل أن يوجد هذا في الواقع».

الاتحاد الدولى

وجاء رد مصدر مطلع بالاتحاد الدولي للنقل الجوي الإياتا، حول حقيقة  تواصل أي من الأكاديميات الخاصة بالضيافة لدخول الطلبة المتميزين إلى اختبارات الاتحاد الدولي للنقل الجوى وفي حالة تجاوز الطالب هذه الاختبارات يحصل على شهادة تسمح له العمل في أي شركة طيران في العالم، أن ذلك غير حقيقي بالمرة وأن الاتحاد الدولي يتعاون مع شركات الطيران.

الإيكاو 

بينما أدعت أكاديمية أخرى عضويتها لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) ICAO، وتروج لدراسة الدبلومة المتقدمة للضيافة الجوية، ونظام ومده الدراسة في الدورة حسب ما أعلنته  كالتالي : تتم الدراسة على مدار ثلاثة شهور نظري يتخللها فتره تدريب عملي ، ويتم دراسة اللغة الانجليزية في مجال الطيران بشكل مكثف، ويقوم بالتدريس نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الضيافة الجوية وعلوم الطيران، ويتم توفير زي الضيافة الجوية للجنسين ، ويحصل الطالب في نهاية الدورة على شهادة الدبلومة المتقدمة المهنية للضيافة الجوية المعتمدة.

ولم تكتف هذه الأكاديمية عند هذا الحد بل تروج أيضا لتعيين المتفوقين في شركات الطيران على وظيفة مضيف جوى من خلال سعى أحد المراكز الثقافية الخاص بإحدى الدول الأجنبية "الكندي"، ومكافأة شهرية للمتفوق الأول على الدورة وأيضا شهادة تقدير.

وتواصلت «بوابة أخبار اليوم» مع مصدر رفيع المستوى بمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) ICAO، الذي نفى في تصريحات خاصة، هذه الإدعاءات، وأكد أنه لا يوجد في العالم ما يسمى تدريس الضيافة بأكاديميات وكل ذلك يندرج تحت النصب، مشيرًا إلى أن التدريب الوحيد المجدي هو تدريب شركة الطيران التي سيعمل بها بعد التقدم واستيفاء الشروط الخاصة بها ولن تعين شركة طيران خريجي تلك الأكاديميات بهذه الشهادة.

اقرأ أيضا|تعاون مشترك بين أكاديمية مصر للطيران للتدريب وخطوط الطيران العراقية