ميس حمدان
ميس حمدان


حوار| ميس حمدان : مستحيل اتجوز دون حب.. وحان وقت التمرد 

ريزان العرباوي

الجمعة، 09 أكتوبر 2020 - 02:02 م

اللهجة الخليجية مليئة بالمعانى الجميلة.. و«صح صح ياغبى» أغنية واقعية

نصر محروس صديقى.. ومى ودانا هما أصحاب فكرة الاسكتشات

مررت بفترات اكتئاب وأشعر أننى غير مقدرة فنيا

شخصية المرأة تغيرت ولابد من تعزيز مكانتها.. والسوشيال ميديا «مصيبة سودا»

راهنت على قدرتها فى تقمص الشخصيات، فربحت الرهان ودخلت قلوب الملايين «معجونة فن»، متعددة المواهب، كما تحب أن يطلق عليها، استطاعت إثبات موهبتها فى التمثيل والغناء والاستعراض، وبالرغم من قلة أعمالها الفنية، إلا أنها نجحت فى اكتساب خبرات تراكمية، من أعمالها السابقة، لم تقف عند هذا الحد، بل تعمل على التطوير من نفسها، وتحلم بتقديم دور أكشن.

ميس حمدان، تعود للساحة الغنائية من جديد بأغنية خليجية، وعن هذا العمل ولمن تقول «صح صح ياغبى»، وسر مواظبتها على صالات الجيم، كان هذا الحوار مع بوابة أخبار اليوم. 

«صح صح ياغبى» أغنية خليجية تعودين بها من جديد للساحة الغنائية.. لماذا وقع اختيارك على هذه الأغنية؟
 أنا فنانة عربية، ومعرروف عنى قدرتى على التحدث بكذا لهجة، وفكرة تقديمى لأغنية خليجية، ليست بالجديدة، فمنذ حوالى خمس سنوات تقريبا، قدمت أغنية خليجية بعنوان «ما أريده »، من كلمات ناصر الصالح، وحققت وقتها صدى لابأس به، أما عن هذا العمل فقد جاء الصدفة، عندما تحدث معى الملحن محمد البدر، وعرض فكرة الأغنية، وأنها ذات طابع خفيف و«شقى»، يتناسب مع شخصيتى، وعندما استمعت لكلمات الأغنية، أعجبت بها جدا وسعيدة بهذا التعاون، والذى يجمعنى أيضا مع الشاعر أسامة السليمى، والموزع أحمد العسال، فأنا أعشق اللهجة الخليجية، فهى مليئة بالمعانى الجميلة.

هل سيتم تصويرها بطريقة الفيديو كليب؟
مما لاشك فيه، أن الكليب يعزز نجاح الأغنية، والكلمات هنا تساعد أن يبنى عليها مليون فكرة للفيديو كليب، ولكن أفضل الانتظار قليلا، حتى ألمس نجاحها، واكتفيت الأن بتقديمها بطريقة (lyrics video) كلام فقط.

تعاقدتى مع المنتج نصر محروس ليتولى التكاليف الإنتاجية للأغنية.. كيف جاء هذا التعاون؟
تجمعنى بنصر محروس، صداقة قوية من منذ أول تعاون بيننا، فى فيلم «عمر وسلمى»، فهو على المستوى الشخصى صديق، أستشيره فى أمور كثيرة تتعلق بحياتى، وعندما أخذت رأيه فى الأغنية، أبدى إعجابه الشديد بها، وطلب أن تكون بداية تعاون جديد بيننا، ومن ثم نقدم أغنية سنجل مصرية، لتتوالى الأعمال بعد ذلك.

«صح صح يا غبى» عنوان جرئ يحمل طابع الغرابة وتمرد المرأة ضد الرجل.. هل الاختيار جاء من منطلق كل غريب ملفت للأنظار؟
هو واقعى أكثر من كونه جرئ، فكلمات الأغانى لابد أن تكون قريبة من الكلام الدارج فى حياتنا الطبيعية دون تكليف، فمثلا لو إمرأة أرادت أن تعنف أو تلوم حبيبها، ستقول له «إنت غبى إزاى جرحتنى إزاى سيبتنى»، فهو كلام واقعى يقدم فى شكل غنائى خفيف من الإيقاعات الخليجية الشعبية، يسمى «خبيتى»، وفى هذا الزمن عند تقديم أغنية تلمس الناس، ولابد وأن يكون بها خطفة وكلمة «غبى»، استعانت بها أصالة قبل ذلك فى قصيدة من قصائدها قالت فيها «ذاك الغبى».

هذا التمرد الواضح من كلمات الأغنية هل هو رسالة شخصية موجهه من ميس لشخص معين؟
أجابت ضاحكة : ممكن لكن من المؤكد أنها رسالة للكثير من الفتيات، فمن تريد أن تعنف زوجها أو حبيبها ترسل له الأغنية، فقد حان وقت التمرد ويكفى على المرأة ذل وإهانة، وتتابع ضاحة : «إحنا هنعمل رابطة بعنوان صح صح ياغبى، مع ميس حمدان وهيكون ترند». 

أصبحت أغانى التمرد الأنثوى جاذبة للكثير من المطربات، فهل هى ظاهرة إنفعالية تعكس واقع اضطهاد المرأة بالفعل ؟ أم أنها مجرد موضة؟
العنف ضد المرأة، واقع مجتمعى متعايش منذ زمن والفن بمختلف ألوانه، مرآة عاكسة للسياق المجتمعى الذى نعيشه، ولابد من صوت يعلو، ليعزز مكانة المرأة ويكسبها الشجاعة الكافية، لمواجهة خوفها من المجتمع، والانتقادات والأحكام المسبقة، التى قد تصدر ضدها بالباطل، ففى الماضى عندما كانت تتعرض الفتاة للتحرش على سبيل المثال، كانت تلتزم الصمت، خوفا من نظرة المجتمع، وتوجيه اللوم إليها، أما الآن، فالوضع تغير وشخصية وثقافة المرأة تغيرت، وبالتالى كان لابد من تغيير موضوعات الأغانى، لتتماشى مع الواقع وتشف ردود الأفعال والمشاعر، فعلا صوت المرأة، وعلا معها صوت المطربات، للتعبير عن قوة المرأة العربية. 
قدمتى العديد من المقاطع والإسكتشات عبرمواقع التواصل الاجتماعى.. فهل كان ذلك بهدف تقديم محتوى فنى أم رغبة فى التواجد؟
لا أنكر طبعا الرغبة فى التواجد، فهو ليس عيبا طالما أنه تواجد، من خلال موهبة ومحتوى يرضينى، ويقدم إفادة ومتعة للمشاهد، فأنا فنانة وهدفى المحافظة على مكانتى، وأن أظل دائما فى ذاكرة الناس، وهى مسألة أصبحت تحتاج إلى «معافرة» من الفنان، خصوصا مع ازدحام وتزايد الأعداد على الساحة الفنية، أما فكرة الإسكتشات، فكانت نابعة من شقيقتى مى ودانا، رأتا أننى أمتلك موهبة وقدرة فى تقمص الشخصيات، وبعد إلحاح منهما، بدأت تقديم إسكتش كل أسبوع «بكاركتر» مختلف، ومشاركة الجمهور بهواياتى المفضلة، فأنا أحب تعلم العزف على العود، أحب تعلم لغة جديدة، أحب الرقص، أحب الرياضة، فهى فيديوهات بهدف تشجيع المتابعين، على استغلال أوقات الفراغ فى أمور مفيدة.

على ذكر الرياضة، تشاركين الجمهور يوميا بفيديو مصور من الجيم، أثناء ممارستك لرياضة عنيفة.. فهل ذلك استعدادا لفيلم أكشن؟
فى الوقت الحالى، لا يوجد أى مشاريع فنية فى هذا النطاق، ولكنه حلم وأتمنى عندما يحين الوقت ويتحقق، أن يأتى وأنا فى كامل استعدادى، ولياقتى البدنية التى تؤهلنى لأدوار الأكشن، ومشاركتى بالفيديوهات الرياضية، هو من منطلق حبى لها، وكنوع من الحماس والتشجيع للآخرين، وبالفعل يصلنى العديد من رسائل الشكر من المتابعين، فهى رياضة عنيفة تسمى «كروس فيت»، من أقوى أنواع الرياضة، وتتطلب لياقة بدنية عالية.

قمتى بحذف مقطع تقدمين من خلاله رقصة شرقية، بالرغم من عدم احتوائه على  إيحاءات خادشة؟ لماذا؟
بصراحة إنتابنى شئ من الخوف والإهتزاز، فلا أريد أن ينظر إلى بنظرة إغراء، لأنها ليست شخصيتى، وعندما قمت برفع المقطع، لم يكن الغرض منه التحدى ولا الإغراء، كل ما أردته هو إثبات أننى فنانة متعددة المواهب، ومن ضمنها الرقص الشرقى، وأعلم جيدا أننى بارعة فى هذا المجال، وأرقص بشكل محترف، حتى أفضل من الراقصات المحترفات، ولى أكثر من مقطع للرقص الغربى، منها «الهب هوب والسالسا»، ولكن للأسف نظرة الناس عامة للرقص الشرقى، تختلف عن نظرته للرقص الغربى، ولا أدرى لماذا.

ظهرتى بشخصية «الجوكر» فى أحد المقاطع، وكتبتى تعليقا عن فترة البؤس والظلم وعدم التقدير.. فهل عانيتى من تلك المشاعر من قبل؟
الحمد لله، لا يوجد بؤس، ولكن إلى الأن مازلت أعانى من تلك المشاعر، فأى إنسان فى هذه الدنيا، قد تمر على حياته تلك الفترات، التى يشعر فيها بعدم التقدير، ورغما عن إرادتى أجد نفسى داخل دائرة مفرغة من المشاعر، محاطة بالاكتئاب، أتسائل عن السبب، وأين يكمن الخطأ، ولماذا لم أحصل على الفرصة، التى أستحقها حتى الآن، فأشعر بالفعل أننى غير مقدرة، وهو صراح داخل كل فنان.

أفهم من ذلك، أنك لم تحقق حلملك الذى تتمنيه على الصعيد الفنى حتى الآن؟ 
أنا بشكر ربنا على ما قدمته من أعمال، بالرغم من قلتها، إلا أنها تركت علامة لدى الجمهور، فشخصيتى فى فيلم «عمر وسلمى »، على سبيل المثال، ما زال الكثير يتذكرها، ولكن بالفعل إلى الآن، لم أحقق ما أحلم به، وما يرضى طموحى فنيا، ولا أدرى متى ستأتى لحظة النجاح القوية، التى أتمناها وانتظرها، وأعمل جاهدة على التطوير من نفسى من أجلها، بأخذ كورسات تمثيل ورقص، وبتعلم لغة جديدة، والعزف على الآلات الموسيقية.

برأيك هل تعتبر «الواسطة» أحد أسباب تأخر تحقيق حلمك؟ 
جائز فالواسطة موجودة فى كل مجالات العمل، ولا نستطيع إنكارها، وبالفعل هى من أحد الأسباب، ولكنها ليست الأساسية، فهناك تقصير من جانبى، فأنا لاأمتلك القدرة والشطارة، على السعى للعمل واقتناص الفرص.

بعض المقاطع والإسكتشات التى قدمتيها على مواقع التواصل الاجتماعى، فتحت عليك أبواب من الهجوم والانتقادات، فهل فكرتى فى التراجع للحظة؟
إطلاقا، فأنا أقدم محتوى يعكس جزء من حياتى، وآخر يعكس شريحة موجودة فى الواقع، له هدف ورسالة، حتى ولومجرد إدخال البسمة على الناس، فهو هدف فى حد ذاته، والهجوم يطال الجميع صحيح الجرعة زيادة بالنسبة لى، ولا إدرى السبب، ولكن إذا فكرت فى التراجع، فمن الأفضل أن أعتزل وأجلس فى البيت، فطالما أتخذت القرار من البداية بدخول عالم الفن، فيجب أن أكون مستعدة، لتقبل النقد أكثر من المدح.

هل أصبح لديك محاذير معينة تضعينها فى الاعتبار قبل أى عمل؟
لا أكذب عليك، فلم أعد أستطيع تحديد ما يرضى الناس، فأحيانا أكون مقتنعة جدا بفكرة معينة، ولكن اكتشف أن الناس تنظر إليها بمنظور مختلف، فيخلق عندى حالة من التشتت، وعدم القدرة على فهم واستيعاب ما يستهوى الجمهور ويرضيه.   

هذا التواصل الذى حققتيه من خلال المنصات الإلكترونية هل عوضك عن فترة الغياب؟
بالتأكيد السوشيال ميديا «مصيبة سودا» بمعنى الكلمة، عندما تتملك الشخص وتصبح إدمانا، بالإضافة إلى كم الكره والضغينة والحسد، الذى ينعكس من بعض الفئات، إلا أن لها إيجابيات، فأصبحت أسرع وأسهل وسيلة تواصل مع الجمهور، وبالفعل تخدم الفنان، فتجعله دائما محط الأنظار.

بعيدا عن مشاعر الكره والضغينة ماذا عن مشاعر الحب.. هل من الممكن أن تبادرى بإعجابك تجاه الجنس الأخر؟
لا أرى فيها مشكلة، ومن الممكن أن يحدث، فالخجل ليست صفة قاصرة فقط على المرأة، بالعكس هناك نسبة كبيرة من الرجال، لا يمتلكون الجرأة، للتعبير عن مشاعرهم، ولا أجد أدنى غضاضة فى مبادرتى، بالإعجاب بشخص ما طالما شعرت تجاهه بمشاعر معينة. 

إذا فلماذا لم تدخل ميس حمدان القفص الذهبى إالى الآن؟
أجابت ضاحكة : «إيدى على كتفك»، أنا بالفعل لا أدرى متى ستحين تلك اللحظة، وحتى لا أقول كلام وأندم عليه، فأنا من المستحيل أن أتزوج دون حب، وللأسف من الصعب اقتحام قلبى بسهولة، ولا أنكر أننى مررت بتجارب فى الحب لم تكتمل، لسبب ما قد يكون سوء اختيار، ولكنه فى النهاية نصيب.

هل فشل تجارب بعض المحيطين بك فى الزواج سببا لتأخر هذه الخطوة؟
«هنروح بعيد ليه»، شقيقتى مى هى أقرب شخص لى مر بتجربة زواج ولم تكتمل، وليست مى فقط، فهناك حوالى 99% من الزيجات الفاشلة، فأصبحنا فى زمن يندر فيه التوافق والتفاهم، ليكتمل الزواج ويستمرلأسباب كثيرة، منها الضغوطات النفسية والاجتماعية.

«لى لى» ابنة مى هى أصغر فتاة فى العائلة.. كيف تقومين بدور الخالة معها؟
الصراحة «لى لى»، صاحبة الأمر والنهى فى البيت، أصبحت هى الخالة وأنا هى البنت الصغرى، فلها رأى يجب أن يطاع، وشخصية تتحكم بكل من فى البيت، بها مزيج من الشقاوة وخفة الدم، المتوارثة عن خالتها طبعا.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة