الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم
الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم


إمام الحرم المكي يوجه المسلمين بعدم إيزاء الآخرين

إسراء كارم

الجمعة، 09 أكتوبر 2020 - 04:45 م

أكد إمام وخطيب الحرم المكي، الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، على أهمية تحلي المسلم بالخلق الرفيع واللين، في التعامل وتقوى الله.

وأوضح خلال خطبة الجمعة، التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام : «الخلق الرفيع سمة المسلم الهين اللين التقي النقي، المسلم النافع، المسلم المسالم، المسلم الذي لا غل فيه ولا حسد، ولا أشر ولا بطر، المسلم الذي يحمل في قلبه حق نفسه وحق الآخرين، المسلم الحصيف الذي لا يغيب عن وعيه حاجته وحاجة مجتمعه إلى التواد والتراحم لا التشاحن والتنافر، المسلم اللبيب الذي يحسن استحضار حرمات الآخرين والنأي بنفسه عن أن يطال أحد منهم بشر أو أذى ما قل منه أو كثر، فإن من حق المسلم على أخيه أن يكون سلمًا له، وعضوًا فاعلًا في جسد الأمة الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».

وأضاف «الشريم»، أن مفهوم كف الأذى، أعم من أن يكون منحصرًا في مَن يصدر منه الأذى نفسه، بل إنه ليتسع معناه ليعم كل من يستطيع كف أذى الغير عن الناس، وإن كان بإزالة الأذى عن الطريق، ففي الحديث الصحيح أن رسول الله ص قال: «الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة؛ فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان».

واستكمل: «نص بعض أهل العلم، أنه إذا كان هذا الفضل في إزالة الأذى عن الطريق، فإن إزالته عن القلوب أعظم فضلًا، وكما أن الأذى يكون بالقول أو الفعل، فإنه كذلكم يكون بالامتناع عن القول أو الفعل، إذا كان فيهما إحقاق حق لأحد أو إبطال باطل، لافتًا إلى أن المرء العاقل هو الذي يحتمل أذى الناس لكنه لا يرتكبه تجاههم، ولو أن كل واحد منا استحضر أن يزن الأذى الذي يرتكبه تجاه الآخرين، بنفس الميزان الذي يزن به الأذى الذي يلقاه هو نفسه من الآخرين، لانحسر الأذى بين الناس دون ريب، ألا ويل لمن ملئت صحائفه بأذية الآخرين، ويل له ثم ويل له فيوم التغابن ستشهر صحيفة إفلاسه، لينقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين، فما أحوجنا جميعًا لأن نكون من الرابحين لا من المفلسين».

وأشار إلى أنه من العقل بمكان أن يحفظ المرء فكه، من أن يطلق لسانه، ما يؤذي غيره وبما يضر ولا ينفع، وأن يفك كف يده ليبسط راحته لكل مصافح مسالم، لا يبطش بها ولا يمدها إلى ما يغضب الله مولاه، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».

اقرأ أيضًا: بعد عودة العمرة | مفتي السعودية يوضح حكم الكمامة للمحرم

ونبه خطيب الحرم، على أن من ابتغاء الخير، الكف عن الشر، وقد قيل: «كما تدين تدان»، وقيل: الجزاء من جنس العمل؛ فإن من آذى أخاه المسلم لحقه الأذى إن عاجلًا أو آجلًا، وقد قال الإمام مالك رحمه الله: «أدركت بالمدينة أقوامًا ليس لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بالمدينة أقوامًا كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم».

وفي نهاية الخطبة، حذر «الشريم» من الإيذاء، قائلا إنه الطبع المهلك، والعمل الماحق، لذي يجلب الإثم المبين، والعذاب المهين، وقال الله في محكم كتابه: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابًا مهينًا. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا}.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة