عاطفة الأمومة غالبا ما تكتسبها المرأة منذ طفولتها وتنمو معها حتي لو لم تنجب أطفالا، وتتبدي عاطفتها في الإخلاص والتفاني، والأمثلة الواضحة التي مازلنا نذكرها جاءت إلينا عبر شاشات السينما فجسدت الفنانة أمينة رزق صورة الأم خير نموذج في العديد من الأفلام لعل أشهرها فيلم «بداية ونهاية» لصاحب نوبل نجيب محفوظ وفيلم «دعاء الكروان « لطه حسين عميد الأدب العربي.
وكتب الناقد الكبير رجاء النقاش عن أمينة رزق قائلا: « أمينة رزق لم تتزوج وأعطت حياتها بأكملها لفنها دون ندم أو انحراف أو مساومة، وهكذا كانت أمينة رزق في الفن أشبه بالكاتب الكبير عباس العقاد في الأدب، فكل منهما قد أعطي لعمله كل ما يملكه من الجهد وأيام العمر، وهذه تضحية تدل علي أن أمينة رزق والعقاد معا كانا مخلصين لعملهما ومحبين له إلي حد الاستشهاد فيه، ولم تكن أمينة رزق ولا العقاد ينقصهما شيء حتي يحققا لنفسيهما زواجا ناجحا بل ورائعا»، وتلك هي صفات الأمومة التي تحلت بها أمينة زرق أخلصت وتفانت لفنها دون مقابل حبا للفن فكانت أما مثالية للسينما المصرية وضحت بحياتها الشخصية من أجل فنها وأدوار الأمومة.
ومن أهم أمهات السينما المصرية أيضا كانت فرودس محمد، أم عبد الحليم حافظ في «حكاية حب» وفريد شوقي في»عنتر بن شداد» وقد أجادت في دور الأم حتي أنك لا تشعر أنها تمثل وإنما هي أم حقيقية من لحم ودم، وهكذا كانت أما لمعظم الوسط الفني حتي إن سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة كتبت علي قبر فردوس محمد «يا أمي يا فردوس، لقد كنتِ لنا جميعًا فردوسًا وارف الظلال».
ورغم أنها تزوجت مرتين لم يعرف أنها رزقت أبناء.
عاشت أمينة رزق وفردوس محمد أمهات حقيقيات للسينما المصرية بكل أحاسيس الأمومة الصادقة التي علمتنا الإخلاص والتفاني لما نحب ولعاطفة الأمومة حتي لو كن أمهات بلا أبناء.