زاهي حواس
زاهي حواس


زاهي حواس: لا نمتلك قطعا أثرية للعرض في المتاحف

آمال عثمان

السبت، 10 أكتوبر 2020 - 04:48 ص

 

ليس عيبا أن يدير المتحف شخصية أجنبية لأننا لا نملك متخصصين فى هذا المجال

لم أكن موافقا على بناء المتحف الكبير

عاشق للحضارة والمغامرات.. وشخصية مثيرة للجدل.. يُعرّف نفسه بلقب «صائد المومياوات»، ويعرفه العالم بلقب أنديانا جونز.. الشخصية التى جسدها النجم هاريسون فورد فى سلسلة من الأفلام عن الفراعنة.. ونعرفه فى مصر بعالم المصريات المغامر د. زاهى حواس، الشخصية المصرية العالمية التى نجحت فى تسويق مصر وحضاراتها، ونال تكريم العالم أجمع، واعتراف المؤسسات الدولية بإنجازاته العلمية والحضارية، واختير ضمن قائمة أهم 100 شخصية فى العالم.

<  مصر العائمة على آثار ليس بها قطع للعرض المتحفي؟!


- لدينا قطع فخار وتماثيل صغيرة بالملايين، لكنها آثار لا تصلح للعرض المتحفي، لذا فى البداية تم الإعلان أن المتحف الكبير سيضم 100 ألف قطعة، لكن لن نعرض إلا  50 ألف قطعة، وكنت أتمنى أن يقتصر المتحف الكبير على آثار توت عنخ أمون فقط، ونترك القطع الموجودة فى متحف التحرير، ونربط بين المتاحف الثلاثة، متحف التحرير يتحدث عن الفن، والمتحف الكبير يحوى آثار توت عنخ آمون، ومتحف الحضارة يتحدث عن تاريخ مصر، ويعرض المومياوات التى ستنقل فى موكب فرعوني، وتعرض دون إثارة، وبطريقة تعليمية حيث يوضع بجوار كل مومياء تمثال الملك، والدراسات التى أجريت عليه بالأشعة المقطعية.


< وأين التماثيل الضخمة ذات القيمة الفنية والتاريخية العظيمة المكدسة فى أروقة متحف التحرير وبين جنبات قاعاته؟


- هناك مشروع كامل لتطويره وتكييف قاعاته وإعادة تنظيمه، كنت قد بدأته مع الاتحاد الأوروبى حين كنت مسئولا عن الآثار، أتمنى استكماله فهذا المتحف له تاريخ والعالم كله ينظر له بتقدير كبير، ولا يمكن أن نفرغه من مقتنياته، خاصة بعد وضع المسلة فى ميدان التحرير وتطويره، فلا يمكن أن يذهب السائح للغداء فى أحد الفنادق بالتحرير، دون أن يقوم بزيارة المتحف المصري، وأحمد الله أن د. خالد العنانى حافظ على المتحف المصري، ولم ينقل منه سوى عدد قليل من القطع الأثرية، وأصبحت أيقونة المتحف الآن آثار تويا ويويا، وآثار تانييس.


< من خلال رحلاتك فى الخارج كيف ينظر العالم لمشروع المتحف المصرى الكبير؟


- لا يوجد شخص على وجه الأرض سواء مسئولا أو شخصا عاديا، لا يسأل عن موعد افتتاح هذا الصرح الثقافى الحضارى العظيم، العالم كله ينتظر هذا اليوم، ويتشوق لزيارة المتحف الضخم الذى يرتبط بهضبة الأهرامات، أعظم وأشهر بقعة فى العالم، وأتمنى أن يعلن السيد الرئيس الموعد قبل الافتتاح بنحو 6 شهور لكى يستعد العالم للحضور.


< هل ترى تعيين مدير مصرى أم أجنبي؟


- ليس لدينا فى مصر أشخاص متخصصون فى إدارة المتاحف، وليس لدينا أمناء متاحف على مستوى عال، وليس عيبا أن يدير المتحف شخصية أجنبية، إذا كنا نريد العالمية لهذا المتحف، كل متاحف العالم تستعين بشخصيات دولية فى الإدارة، فى أمريكا مديرون إنجليز وإيطاليون ، كما أننى غير موافق نهائيا على أن يتحول المتحف لهيئة حكومية، ويغرق فى الروتين والبيروقراطية والأيدى المغلولة، لابد أن يصبح مؤسسة مستقلة مثل مكتبة الاسكندرية، وأذكر أننى حين كنت وزيرا للآثار، بدأت إجراءات تحويله إلى مؤسسة قائمة بذاتها، ولها استقلاليتها، لكن بعد أن تركت الوزارة، توقفت تلك الإجراءات، من الممكن أن يكون متحف الحضارة هيئة برغم أهميته وضخامته، لكن المتحف المصرى الكبير لابد أن يتمتع بحرية حركة ويكون بعيدا عن الروتين، كما أتمنى أن تُعامل منطقة المتحف والأهرامات مثل مثلث ماسبيرو، تنقل المبانى التى تشوه المكان ويعوّض الأهالى .


< هل قمت بإعداد الكتالوج الخاص بالمتحف؟ 


-تبرعت بعمل كتالوج خاص بمقتنيات الملك توت عنخ آمون، وآخر لمقتنيات المتحف بالكامل، والكتالوجان سيتم بيعهما بداخله، واقترحت طباعة الكتالوج فى الخارج ليكون على مستوى يليق بأهم مشروع ثقافى فى القرن الواحد والعشرين، وبسيناريو العرض المتحفى الذى وُضع على أعلى مستوى من الإبهار، حيث يمر الزائر من ميدان المسلة الحمراء، وعند دخوله البهو الرئيسى يستقبله تمثال رمسيس الثاني، وحابى إله النيل، ثم يصعد الدرج العظيم ليجد 100 تمثال لملوك وملكات يتحدثون عن تاريخ مصر، وفى نهاية الدرج قاعتان للملك توت عنخ آمون، وعلى الجانب الآخر 50 ألف قطعة داخل 3 قاعات، تتحدث عن تاريخ مصر من قبل الأسرات، وحتى العصر اليونانى الروماني، وهذا يحتاج لوقت طويل جدا من الزائر.


< وأخيرا ألا  ترى أن المتحف الكبير رسالة للعالم أن أحفاد الفراعنة يعتزون بحضارتهم ويحافظون عليها ويشيّدون لها صروحا ضخمة، ولا يبخلون عليها بمليارات الجنيهات؟


- هذا صحيح وأذكر أننى فى مناظرة دولية ركزت على المطالبة باستعادة آثارنا  من الخارج، واجهت اتهامات البعض بأننا نهمل تراثنا، وزعموا بأن الآثار الموجودة فى متاحف العالم محفوظة ومصانة أكثر من الموجودة لدينا، ولكنى أكدت لهم أن المصريين يقدسون تراثهم، والدليل أن الشباب المصرى هم الذين قاموا بحماية المتحف المصرى بالتحرير أثناء الثورة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة