«التمساح الخشبي».. رحلة أطفال النوبة النيلية مع السياح
«التمساح الخشبي».. رحلة أطفال النوبة النيلية مع السياح


حكايات| «التمساح الخشبي».. رحلة أطفال النوبة النيلية مع السياح

وليد الشربيني

السبت، 10 أكتوبر 2020 - 04:52 م

 

تقف على ضفة النيل بأسوان، جوار الفنادق العائمة مراكب السياح تذهب وتجئ لكن نقاط صغيرة تشبه التماسيح تلتصق بها دون أن تميز ما هذا الشئ، لتتبين بعد ذلك إن لوح السباحة النوبي «السُنبوك».


الإبهار في أسوان يتخطى عراقة الآثار وجمال الطبيعة، فهناك شئ ما في البشر جعلهم أكثر قربا لقبلك، وهذا ما ستراه عبر «السُنبوك».


وأنت على المركب السياحي الذي سينقلك لأحد المعابد الفرعونية، ستجد صبيين من أهل النوبة، في الوقت الذي تسير فيه بمركب يدفعه محرك الديزل، وهما يركبان نفس الأمواج بلوح السونبك الخشبي الذي تدفعه كفوفهم السمراء الصغيرة.

 


«سونبك» كلمة في الموروث الشعبي المصري، حُرّفت عن أصلها «سوبيك أو سوبِك أو سُبِك» وفقًا لنطقها، وهو اسم لإله مصري قديم مرتبط بتماسيح النيل، ويمثّل صوريًا إما في شكل التمساح، أو في شكل إنسان برأس التمساح، وارتبط سبك كذلك بالسلطة الملكية والخصوبة والبراعة العسكرية.

 

 

اقرأ للمحرر أيضًا| حجر سحري من جبال البر الغربي.. صناعته يحتكرها أهل الأقصر

 

كما اعتبر كذلك إلهًا وقائيًا ضد الأخطار بصفات طاردة للشر، وارتبطت بوجه خاص مع الأخطار التي يمثلها النيل بفيضانه، كما استمرت عبادة الإله سوبك لفترة طويلة في مصر حتى العصرين البطلمي والروماني، خصوصًا في محافظة الفيوم ومدينة كوم امبو، وفي هذين المكانين عـُثر على مومياوات محنطة لتماسيح أكثر من أي مكان آخر في مصر.

 


 

يواكب الصبيان «الموتور» بأيديهما السمراء إلى أن يلتحقا بالمركب ويتشبثان به، ثم يبدآن المرحلة الأسهل من مهمتهما وهي الغناء للسياح المتجهين للنوبة. 

 

اقرأ للمحرر أيضًا| سلاح «الحمير والبغال» في الحرب العالمية.. سر ابتلاع القنابل

 

الهدف من المهمة هو الحصول على بضع جنيهات من كل سائح مقابل أغاني تجمع بين اللغتين النوبية والعربية، وفي الأغلب لن تفهم منهم ما يقولون سوى أغنية «يا مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى».

 

 

يظل الصبيان ينشدان الأغاني متعلقيّن بالمركب قرابة الربع ساعة إلى أن اقترب المركب من منطقة الشلالات ودرءاً للخطر لابد من الابتعاد، وبالفعل أفلت الصبيان أيديهم خالية من أي نقود.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة