صانع أحذية باليه
صانع أحذية باليه


مصمم الفراشات تخطى حاجز السبعين .. ويداه تعمل بت«خفة» ابن العشرين

محمود صالح .. حكاية أقدم صانع أحذية بالية فى مصر .. فيديو

محمد عيسوي

السبت، 10 أكتوبر 2020 - 06:30 م

محمود صالح .. رجل بسيط، شق عمره حاجز السبعين، لكن يده لم تعترف بـما وصل إليه من «العجز والهرم»، فأعضاء جسده باتت مبرمجة على العمل داخل ورشته الممتدة لبضع أمتار، محتفظة بذكرياتها مع ورشته الصغيرة، التي حققت شهرة داخل وخارج مصر.
فلا تزال يده تمسك بـ«مقص حاد» يحول الحرير إلى قطع صغيرة، مقاساتها محددة بالمليمتر، ثم يحولها إلى حذاء جديد خاص براقصي وراقصات الباليه، وإلى جواره يجلس تلاميذه يتعلمون منه إتقانه لـ «الصنعة».  
ويتذكر عم محمود جيدا، فترة الصبا، عندما رفض الخروج من جلباب أبيه الحاج صالح، وتعلق أكثر وأكثر بجدران ورشة معهد الباليه بأكاديمية الفنون المصرية، وفيها حفظ كل صغيرة وكبيرة تخص الصنعة، وظل يتابع التطورات التي تدخل عليها عامًا بعد الآخر.
"أخدت الصنعة دي تحدي، أكون أو لا أكون" .. بهذه الكلمات الثمانية عبر «عم محمود»، عن مشوار عمره أكثر من 45 عامًا، مضيفًا : «عيلتي كان عندها ورشة لصناعة الأحذية، لكن ما كنتش بحب أشتغل معاهم، وحبي للفرق الفنية والشعبية خلانى اتجه لصناعة أحذية البالية، وفي عام ١٩٦٨بدأت كصانع أحذية صغير في أكاديمية الفنون، واتعلمت على أيدي الخبير الروسي بورشوف».

ويقوم «عم محمود»، بتقسيم حذاء الباليه إلى ثلاثة أنواع هى «البوانت، والديميه، والكراكتر»، وهنا يتحدث عن كل نوع، قائلا : «جزمة البوانت خاصة بالرقصات الصعبة، وترتديها الفتاة في سن مبكرة حتى تتحمل جسمها صعوبة الرقصة، أما الديميه فمخصصة للتدريب، وأخيرًا الكراكتر للتانجو والإسبانيول».

منذ نعومة أظافره في هذه المهنة، يحرص هذا الرجل على استخدام الخامات المصرية في صناعة الأحذية من الجلود والخامات القطنية، إذ يقول: « أنا باعشق مهنتي وأتخيل إني أصنع ذهب مش جزمة».
وعن جودة الخامات المصرية المستخدمة فى التصنيع، يقول عم محمود إن العديد من الدول الأجنبية تفضل الصناعة المصرية وتقبل على شرائها؛ لأن المادة المستخدمة في صناعة الأحذية تساعد على «نشفان» الحذاء عكس صناعته في الخارج «يطرى بسهولة».
وقال عم محمود : منذ العاشرة صباحًا وحتى التاسعة مساء، وبشكل يومي، أعكف وتلاميذى على صناعة نحو 15 حذاءً يوميًا، بين جدران ورشته، ودائما أذكرهم بأن «الرزق يحب الخفية» .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة