كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

خيوط العنكبوت !

كرم جبر

السبت، 10 أكتوبر 2020 - 07:13 م

انتهت المواجهة الدموية الكبرى بين الرئيس جمال عبد الناصر والإخوان بالزج بكل قادتهم فى السجون والمعتقلات، مصطفى مشهور وكمال السنانيرى وعمر التلمسانى وأحمد حسين وعبدالعزيز عطية ومأمون الهضيبى وشكرى أحمد مصطفى وغيرهم، أما سيد قطب فكان مصيره الإعدام شنقاً، وكانت السجون مثل الصوبة التى نما داخلها العنف والقسوة وتكفير المجتمع، وأفرزت عقول المعتقلين أفكاراً أكثر سواداً من ظلمة الزنازين.
كانت عملية قطع الرقاب الكبرى التى لن ينساها الإخوان فى عام 1965، وفى هذا التوقيت خرج سيد قطب من السجن، وكان يقضى عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 15 عاماً، ولم تمض سوى أسابيع قليلة حتى أعاده عبدالناصر للمعتقل مرة ثانية، وكانت التهمة هى التخطيط لقلب نظام الحكم وتخريب البلاد والقيام بسلسلة من الاغتيالات ونسف القناطر الخيرية وإغراق الدلتا والتسلل إلى القوات المسلحة بتجنيد الشباب من ضباط الاحتياط، وتم ضبط شحنة من الأسلحة وصلت من السودان للتنظيم السرى للإخوان الذى أعيد تشكيله لتنفيذ الانقلاب.
تصور الإخوان أنه يمكنهم اللعب مع الثورة كما لعبوا مع الوفد والإنجليز والقصر والأحزاب، فأيدوا الثورة ولم يختلفوا مع برنامجها أو بيانها الأول، واقتصرت مطالبهم فقط على تعيين بعض الوزراء الإخوان فى حكومة الثورة.. ثم انقلبوا ضدها.
وخططوا لإحكام قبضتهم على البلاد، وأن يحققوا ما فشلوا فى تحقيقه مع الملك والوفد والإنجليز، ولكن سرعان ما انتهى شهر العسل وتحول الود بينهم وبين الثورة إلى غضب، والنفاق إلى مواجهة، والمناوشة إلى قطع رقاب.
>>>
فى السبعينيات أحكم شيوخ الإخوان السيطرة على عقول الشباب.. وتسللوا إلى الجامعات واحتلوا وسائل الإعلام، وكان أخطرهم على الإطلاق عمر التلمسانى الذى تجول فى البلاد من أقصاها إلى أقصاها، واستغل صداقته بكبار المسئولين فى الذهاب إلى المؤتمرات التى تعقدها الجماعات الإسلامية، وكان يتمادى فى الهجوم على الدولة بينما يتظاهر برفض العنف، ونفذ بدقة الخطة التى أقرتها الهيئة التأسيسية للإخوان التى انعقدت فى موسم الحج لعام 1975.
خرج العنف من السجون بعد أن قرر الرئيس السادات الإفراج عنهم فى صفقة سياسية سريعة إبان توليه الحكم، وربما أراد أن يبدأ صفحة جديدة مع كل القوى السياسية، أو استقطاب عناصر التيار الدينى لمناصرته فى صراعه مع الشيوعيين والناصريين ومراكز القوى، وأياً كان السبب فقد انفتح الباب على مصراعيه لتيارات العنف ونافورات الدماء، وانتهت المأساة بقتل السادات نفسه فى المنصة سنة 1981.
نفذ عمر التلمسانى خطة إعادة إحياء تعليمات حسن البنا فى شكل جديد، والسير بالدعوة فى عدة اتجاهات سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية، وظهرت فى أعقاب ذلك المشروعات الاقتصادية الإخوانية وشركات توظيف الأموال التى امتصت دماء المصريين، وتغلغلوا فى الأحزاب السياسية خصوصاً الوفد والعمل بطريقة «خيوط العنكبوت».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة