صناعة الأختام
صناعة الأختام


«العالم الخفي لصناعة الأختام».. «النسر» الختم المرعب في شارع محمد علي

محمد فاروق- أحمد رجب

الأحد، 11 أكتوبر 2020 - 05:43 ص

«ختم النسر» الأشهر والأهم في الإجراءات الرسمية في حياة المصريين، بداية من شهادة الميلاد وحتى الوفاة وما بينهما من وثائق دراسية وعقود زواج وطلاق، فضلا عن أحكام قضائية وتقارير طبية واستخراج أوراق رسمية، ليظهر لنا على السطح أشخاص تحالفوا مع الشيطان لجلب المال الحرام.

«يدعى المخلصاتى اللى بينجز كل الأختام مقابل المال».. كثيراً ما يلجاء إليه الخارجون عن القانون لتظبيط أوراقهم للسفر.

آخر تلك القضايا كانت ضبط 5 قضايا تزوير أوراق رسمية واستخدامها في تحويلات مالية غير مشروعة وتوظيف أموال وغسل أموال، والمُتهم فيها 7 أشخاص، ضبط فيها مستندياً أكثر من 5,5 مليون جنيه- 900 ألف ريال سعودى- 250 ألف دولار أمريكى- 10 آلاف يورو.


سرعان ما تسقط تلك الجمعات المخربة التى تقوم بتسهيلات عن طريق التزوير فى الأوراق رسمية للخارجين عن القانون فى قبضة الأمن وكان أخرهم على طريق مسلسل "100 وش" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، قام تشكيل عصابي مكون من موظف و6 آخرين بسرقة سيارات وتزوير أوراقها لبيعها من جديد، وتم ضبط 20 سيارة مسروقة معه وأوراق مزورة لتلك السيارات ، بدائرة قسم شرطة النزهة.

 

«بوابة أخبار اليوم» رصدت على أرض الواقع أسرار المهنة وحياة العاملين بها.


فيقول الأسطى سعيد محمد، يعمل بأقدم ورشة فى شارع محمد علي، ومن أقدم العاملين فى صناعة الأختام بالشارع، التقيناه فاستقبلنا بابتسامة وراح يروى علاقته بالمهنة، وشيئا فشيئا يكشف عن أسرارها قائلا: "ورثت المهنة أبا عن جد وأعمل بها منذ 40 سنة حتى الأن وعلى الرغم من أنها مهنة غير مربحة، إلا أننى لم أفكر على الإطلاق فى تركها يوما ما لأننى ورثتها عن أبى، وهو ورثها عن جدي، وهكذا، كما أن هذه المهنة تعتبر شرفا ومجدا للعائلة، نظرا لكون عائلتى مشهورة بمهنة صناعة الأختام منذ زمن طويل".


ورغم أن تلك المهنة غير مجزية بالنسبة للأسطى سعيد، إلا أن عشقه لها جعله يتمسك بها قائلا: "صناعة الأختام أصبحت الآن مهنة من لا مهنة له وللأسف الزبون لا يفرق بين من يجيد هذه الحرفة وبين من يمارسها هاويا الأمر الذى أدى إلى تدهور تلك الصناعة وأدى أيضا إلى دخول الكثير من أصحاب القلوب المريضة عالم تزوير الأختام كل ذلك بلا شك أثر على تلك المهنة وأصبحت غير مربحة فأقل سعر للختم هو 50 جنيها والأعلى سعرا 150 جنيها، ومن الممكن أن أحصل كل يومين على 250 جنيها فقط ومن الممكن ألا أحصل عليها.


وأضاف بنبرة حزينة: "رغم أننى أعمل بتلك المهنة منذ زمن طويل إلا أننى لا أمتلك ورشة خاصة بى أمارس فيها مهنتى فطوال حياتى وأنا مجرد مندوب أسجل اسم صاحب الختم وشكله وأذهب به إلى الورشة".

ويقال حسام أحد العاملين بالمهنة، أن التزوير الآن أسهل بكثير عما قبل ذلك فمن الممكن الآن تزوير الأختام على الورق بالليزر دون عناء أما ختم النسر فيتم عمله فى مصلحة صك العملة بوزارة المالية والمختل هو من يقوم بتزوير ختم النسر، وأضاف أن هذه المهنة مهنة ضمير قبل أي شيء لكن ضعاف الضمير من السهل لهم التزوير، فمن عمل في هذه المهنة ولو ليوم واحد قادر على صناعة ختم في منزله، مطالبًا بزيادة الاتصال بين الأمن وهذه المهنة بشكل أكبر.

ويرى يوسف، أن تزوير ختم من أجل الحصول على 2000 جنيه هو مخاطرة بمستقبل الشخص وأسرته لأن الثمن الحقيقى هو السجن المؤبد، واوضح أن ختم النسر بشكل خاص يسبب رعبا شديدا لكل العاملين فى مهنة صناعة الأختام فتزوير ختم النسر ويعد أمرا مستحيلا فى شارع محمد على لأن مباحث الأموال العامة تشن حملات شبه يومية على المحلات والفاترينات بالشارع.

وأكد أن تزوير الأختام له مناطق معينة قائلا: إذا أردت عمل أى نوع من الأختام المزورة «فابرز 2000 جنيه ونذهب لورشة فى شق التعبان أو المناشى وهناك محدش شايف حاجة".


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة