صورة موضوعية
صورة موضوعية


حكاية المهندس.. وفتاتا الحب الحرام‎

علاء عبدالعظيم

الأحد، 11 أكتوبر 2020 - 05:59 م

 

فتاتان من ضعاف الأنفس، نسيا الله فأنساهما أنفسهما، فتحت لهما الدنيا ذراعيها ليدقا أبواب الرزق، فيجنيا حلالا طيبا، إلا أنهما سلكتا طريق الغواية، وعاثتا في الأرض فسادا، بحثا عن المال، ولو كان سبيله الخيانة والغدر، ومهندس بدلا من يغتنم ما تبقى له من عمر فضلا من ربه يستشعر مشاعر الخشية، والرهبة، إلا أنه لبس عباءة إبليس، وغاص في بحر الحب الحرام، ولقي مصرعه متأثرا بجراحه على يد فتاتي الليل.


احتدمت الخلافات بين المهندس، وزوجته، ترك على إثرها المنزل، بعد أن بلغ سن المعاش، واتفقا على الانفصال، وقام باستئجار شقة بمنطقة ٦ أكتوبر، أخذ يستقبل فيها فتيات الليل، وقضاء ليالي حمراء، وسط أدخنة السجائر المحشوة بالحشيش، والخمور.

 

وفي أحد الأيام تعرف المهندس على فتاتي ليل، ولم يكن يعلم بأن نهايته سوف تكون على يديهما، وبعد قضاء سهرات حمراء وتعددت لقاءاته بهما، وسال لعابهما عندما وقعت عيناهما على مبلغ كبير من النقود، فلبستا عباءة إبليس أيضا وقررتا سرقته، ورسمتا خطتهما بمداد قاتم، وعقل هائم، وقامتا بوضع حبوب مخدرة له في كأس الخمر، معتقدتا، بأنه سيغيب عن وعيه، ولكن دون جدوى، وما إن استرخى فوق سريره، شعر بحركة الفتاتان، وهما يحاولان سرقته، انتفض من فوق سريره تعلو وجهه علامات الغضب.

 

حاول الرجل إيقاف الفتاتين بينما حاولت إحداهن الهرب إلا أنها اكتشفت أن باب الشقة مغلق من الداخل، وأصبحتا بين قاب قوسين أو أدنى، ووسط صرخات مكتومة، يجول بخاطرهما إيجاد حلا للهرب من هذا المأزق، لكن علا صوت المهندس، وأصابته هستيريا عدوانية، وأخذ يسدد لهما الصفعات، والركلات.

 

سارعت إحداهما إلى المطبخ، تعلو وجهها علامات الذعر والهلع، ونجحت في العثور على سكين، وهرولت لتسدد له الطعنات بالبطن، والصدر والوجه، وفقد توازنه، بعدما انفجرت منه الدماء، وسقط يسارع الموت، وسابقت ساقيهما الرياح  وتمكنا من الهرب.


وبعد اكتشاف الجريمة، أصدر اللواء محمود السبيلي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وبالتعاون مع المباحث الجنائية، بقيادة اللواء عصام أبو الخير، وتمكن رجال المباحث من حل لغز مقتل المهندس في غضون ٧٢ ساعة، وبورود التحريات التي قادها العقيد، فوزي عامر، مفتش مباحث قطاع أكتوبر، تمكن المقدم، إسلام المهداوي رئيس مباحث قسم أول ٦ أكتوبر، من ضبط الفتاتين، وبمواجهتهما بالتحريات، وعلاقتهما المشبوهة بالمهندس، انهارتا في البكاء، واعترفتا بجريمتهما.


وأحيلتا إلى النيابة التي قررت حبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة المهندس بعد العرض على الطب الشرعي.
 

أقرأ أيضا|حكايات الحوادث| حكاية النقاش «أبو عين واسعة‎»

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة