جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

أطفال.. للحياة الأفضل

جلال عارف

الأحد، 11 أكتوبر 2020 - 06:52 م

 

الجهود المبذولة لمضاعفة معدلات التنمية، لابد ان ترافقها جهود لتنظيم الزيادة السكانية التى تتجاوز المعدلات العالمية. الخيار واضح: إما أن تذهب جهود التنمية فى محاولة اللحاق بالزيادة السكانية وتوفير أبسط مستلزمات الحياة، وإما أن نجعل التنمية وسيلة للنهوض بمستوى معيشة الناس وتحقيق تعليم أفضل وصحة  أحسن وعيش كريم يأخذ بيد الفقراء  ويوسع الطبقة الوسطي،  ويوفر ـ فى نفس الوقت ـ ما تتطلبه التنمية من استثمارات تضاعف الانتاج، الخيار واضح. ونحن لا نستطيع ان نلاحق معدلات الزيادة السكانية الحالية والتى تلتهم معظم ثمار التنمية بدون وعى كامل من المجتمع كله بضرورة ضبط السياسة السكانية بحيث يدرك الجميع أن طفلين سعيدين تتوفر لهما امكانيات التعليم والتقدم والعيش الكريم هما الاختيار الأفضل بما لا يقارن مع أسرة تنجب الاطفال بلا أى حسابات وتتركهم للمجهول، ولا توفر لهم أبسط ما يحتاجونه لكى يتحولوا الى عناصر منتجة وفاعلة ومؤثرة فى المجتمع بدلا من ان يكونوا عالة عليه!!.
تجربتنا فى هذا الشأن تقول إن أى نجاح فى التعامل مع المشكلة السكانية كان مرتبطا ـ فى الاساس ــ بانتشار التعليم من ناحية وبالنهضة الثقافية التى وصلت يوما ما الى عمق المجتمع الذى كان يتطور بسرعة. وعلى العكس من ذلك سارت الأوضاع مع تراجع التعليم ومع ثقافة التخلف التى تركت لها الساحة لتعبث بعقول الناس والتى كانت تخاصم العلم وتكره التقدم، وتجد فى أنصاف أو أرباع المتعلمين الغارقين فى الفقر جهودها الذى تستطيع السيطرة عليه وتوجهيه بعيدا عن صحيح الدين ومصلحة الوطن.
المطلوب الآن أن نتحرك على كل الجبهات برؤية شاملة تدرك ان حل المشكلة السكانية جزء أساسى من المساهمة فى جهد التنمية. المطلوب ان تتضافر جهود كل المؤسسات لكى تزيل ميراث ثقافة التخلف، ولكى تنشر.. بالتعليم والثقافة فكر بناء الوطن الذى لن يكتمل الا على أكتاف أسرة صغيرة منتجة ومتعلمة وساعية للتقدم الذى يضع مصر فى المكانة التى تستحقها والقادرة على تحقيقها بالعلم والمعرفة والاستغلال الأمثل لما لدينا من إمكانيات لم تكن معركة تنظيم الاسرة سهلة يوما،  لا عندنا ولا عند غيرنا، لكنها معركة ضرورية والنجاح فيها ان تصل الرسالة للجميع، وأن يدرك المواطن أن الاسرة الصغيرة ان نختصر سنوات البناء وان يتضاعف نصيب الأبناء  من الخدمات ومن فرص امتلاك المستقبل الأفضل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة