الكاتب الصحفي محمد قناوي
الكاتب الصحفي محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: إبداعات سينمائية انسانية في مهرجان الجونة

محمد قناوي

الأحد، 11 أكتوبر 2020 - 08:32 م

العلاقات الانسانية وأزمة اللاجئين السوريين والاستغلال الجسدي للاطفال ومشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة؛والحب والحرب ابرز القضايا التي تتناولها مسابقة الافلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة الذي سينطلق 23 أكتوبر الجاري؛ حيث تتصدر أزمة اللاجئين السوريين المشهد في الفيلم التونسي"الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة كوثر بن هنية، وفاز الفيلم جائزتين في الدورة الـ 77 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي،وحصل بطل الفيلم يحيى مهايني، على جائزة أفضل ممثل، كما فاز الفيلم أيضًا بجائزة أديبو كينج للإدماج،ويشارك في بطولته، النجمة العالمية مونيكا بيلوتشى وسيتم عرضه في حفل الافتتاح ويتناول الفيلم حكاية "سام" شاب سوري حساس عفوي، فر إلى لبنان، هربا من الحرب في بلاده. دون إقامة رسمية، ويفشل في الحصول على تأشيرة سفر لأوروبا، حيث تعيش حبيبته عبير؛ يتطفل "سام" على حفلات افتتاح المعارض الفنية ببيروت، حيث يقابل الفنان الأمريكي المعاصر الشهير جيفري جودفروي، ويعقد معه اتفاقًا سيُغير حياته للأبد حيث يتوصلا إلى اتفاق غريب من نوعه، بحيث يقوم الفنان الامريكي برسم  لوحة على ظهر "سام" جاعلا منه عملا فنيا حيا، مقابل حصوله على فيزا للسفر للقاء حبيبته فى بلجيكا ؛ ويحصل العمل الفنى المرسوم على ظهره شهرة كبيرة، ويقدر بمبالغ خيالية فى مزادات سوق الفن، فيثير لعاب تجار التحف الفنية، وسخط ناشطى حقوق الإنسان، ليجد "سام" نفسه فى مأزق، يحاول الخروج منه واستعادة حبيبته
 ومن ازمة اللاجئين السوريين الي أزمة الفلسطينين الذين يعيشون قرب الجدار العازل الذي بناه المحتل الاسرائيلي للفصل بين الاراضي التي سرقها وبين باقي الارضي الفلسطينية حيث تدور أحداث فيلم"200 متر" لأمين نايفه ويحكي قصة مصطفى وزوجته، القادمين من قريتين فلسطينيتين يفصل بينهما جدار عازل، رغم أن المسافة بينهما 200 متر فقط؛ تفرض ظروف معيشتهما غير الاعتيادية تحديًا لزواجهما؛ وعندما يمرض ابنهما، يهرع مصطفى لعبور الحاجز الأمني لكنه يُمنع من الدخول، وهنا تتحول رحلة الـ200 متر إلى أوديسا مُفزعة 

ويتواصل طرح القضايا العربية في افلام المهرجان من خلال الفيلم المغربي "ميكا" لإسماعيل فروخي والذي يناقش الاستغلال الجسدي للاطفال في العمل حيث يحكي الفيلم عن الطفل ميكا-10سنوات- الذي يعيش مع والديه في ضاحية قرب مدينة مكناس، يبيع في أسواقها أشياء بسيطة تساعد على إعالتهم يقابل ميكا، الحاج قدور، العامل في نادٍ للتنس بكازابلانكا، ويقرر الأخير إيجاد عمل له في نفس المكان. بعد تجارب مذلة، واستغلال جسدي يدرك ميكا أن عليه العمل على وضع حد لذلك وتغيير وضعه للافضل..ويتناول الفيلم الايطالي "حكايات سيئة "حكايات سوداوية تحدث في مجتمع صغير بمكان ما من العالم. يعج المكان، الطبيعي ظاهريًا، بسادية الآباء وغضب الأطفال المُحبطين وفي ثنايا تلك الحكايات التي تغوص في عالم نساء ورجال يشاهدون أحلامهم تتساقط أمام أعينهم.  

ويناقش فيلم "الروابط "العلاقات الانسانية والتفكك الاسري في المجتمع الايطالي في أوائل ثمانينات القرن الماضي، يواجه زواج ألدو وفاندا تحديًا، عندما يكاشفها بعلاقته الغرامية مع الشابة ليديا؛ ينفصلان لبعض الوقت، ويتركان طفليهما في حالة مؤلمة. لكن الروابط التي تجمع البشر -حتى من دون حب- تلعب دورها القوي في استمرار زواجهما، بعد مرور أكثر من 3 عقود، رغم ما شاب حياتهما من خيانات وتفكك أسري.. ويناقش الفيلم البريطاني البرتغالي"استمع "ازمات المهاجرين من خلال حكاية "بيلا وجوتا"، زوجان برتغاليان مهاجران قدما إلى بريطانيا بصحبة أطفالهم الثلاثة بحثًا عن عمل وتأمين حياة أفضل لهم ؛ يعانو سوء فهم معلمة ابنتهما الصماء، وتتدخل دائرة الشؤون الاجتماعية البريطانية، وتقوم بانتزاع الأطفال من أهلهم عنوة يجسد الفيلم كفاح العائلة ضد القوانين الجامدة، واستماتتهم من أجل استعادة أولادهم . في حين يتناول الفيلم البوسني"إلى أين تذهبين يا عايدة؟" تأثير الحرب البوسنية الصربية علي اهل البوسنة حيث تعمل عايدة مترجمة للأمم المتحدة في مدينتها الصغيرة سربينيتسا؛ ويحتل الجيش الصربي المدينة، وتهرع عائلتها للاحتماء، مع آلاف المواطنين الآخرين، في معسكر للأمم المتحدة؛ وتحاول عايدة إنقاذ عائلتها، ويتصاعد التوتر كلما تفشل طريقة ما للنجاة من بطش الجنود الصرب.. اما الفيلم الفرنسي "تحت نجوم باريس" فيرصد صورة لحياة المهمشين في شوارع عاصمة النور حيث تعيش الفتاة "كريستين"حياة صعبة في شوارع باريس، وتقضي وقتها كله في التسكع ومحاولات الحصول على الطعام المجاني؛ وفي ليلة شتوية باردة، تعثر على صبي بوركيني صغير، تدرك أنه تاه من أمه؛  في هذه اللحظة يجمعهما إحساس مشترك بالتهميش والضياع، وللتخلص منه يخوضان سويا رحلة مفعمة بالرقة، لإيجاد والدة سولي في أعماق المدينة.

ويناقش الفيلم الصربي الهولندي"واحة"ومشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة حيث يتناول حكايات للأطفال المولودين بإعاقات ذهنية،والمُهملين من قبل عائلاتهم، والموضوعين في دور رعاية ويسرد الفيلم قصة ثلاثة مراهقين يشكلون نمطًا مختلفًا من العلاقات بينهم: روبرت المراهق الكئيب الذي يؤذي نفسه، ودراجانا صديقته المخلصة والمحبة له وشريكته، وماريا السلوك العدواني؛ عند التحاق ماريا بالمنزل، تقع في حب روبرت وتصادق دراجانا، خالقة مثلث حب مأساوي ..اما الفيلم الاذربيجاني المكسيكي"احتضار"فتدور احداثه حول"دافود"؛ شاب قلق يُساء فهمه ويحاول العثور على عائلته الحقيقية والأشخاص الذين يحبهم ويمنحون معنىً لحياته. على مدار يوم واحد،يعيش سلسلة من الحوادث الغريبة، يفضي بعضها إلى موت بشر أو تُعيد أخرى إلى الذهن ذكريات خفية وأحيانًا تكشف عن سرديات غامضة، الأمر الذي يزيد من قلقه إزاء كل ما يحدث 

ويناقش الفيلم الروسي"صبي الحوت"تأثير الانترنت علي المجتمعات المنعزلة؛ عندما يطرق ابوابهما حيث يعيش"ليشكا"في قرية معزولة تقع بين تشوكوتكا الروسية وألاسكا الامريكية والتي وصل الإنترنت مؤخرًا إليها ويجتمع رجالها كل مساء لمشاهدة فتيات دردشة الإنترنت المثيرات وهن يرقصن على الشاشة التي تبث محتوى مثير جنسيًا، يأخذ"ليشكا" الأمر على محمل الجد  يُغرم بفتاة جميلة رآها على تلك الشاشة، فيقرر العثور عليها في العالم الحقيقي، حيث تنتظره رحلة مجنونة.

وتشهد المسابقة الروائية الطويلة منافسة ايضا بين افلام: الاسترالي"حارس الذهب" والياباني "زوجة جاسوس"ومن اوروجواي"عام الغضب"والبولندي"لن تثلج مجددًا"والايطالي "مكان عادي"

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة