أيهما أخطر القول أم الفعل؟ زلة اللسان أم زلة القدم؟ الخطأ أم الخطيئة؟
مع اقالة الزند، ويقينا لم تكن سقطته الأخيرة إلا القشة التي قصمت ظهر البعير، فماذا عن فعلة وزير الأوقاف «السودة» بالاجتراء علي نحو ثلاثة أرباع المليون من المال العام لتشطيب شقة معاليه ٥ نجوم؟
أليس في ذلك ازدراء لكل تعاليم الدين وقيمه، بالفعل لا القول؟
ألم تزل قدمه في وحل يتجاوز كل زلات اللسان التي سقط فيه زملاؤه الوزراء؟
ما سر صمته؟ بل ما سر صمت الإعلام عنه؟ هل وصلت بركاته ديليفري لكل من يمكنه فضح ما اقترفه؟
ثم ما سر السكتة التي أصابت من لوحوا بإثارة القضية تحت قبة البرلمان؟
ولماذا لم ينتفض الأزهر ضد رجل يرتدي زيه، ولا يكف عن كلام مرسل حول تجديد الخطاب الديني، بينما انكب علي تجديد شقته وديكوراتها؟!
استغفر الزند واعتذر، والله أعلم بالغفران، لكن اعتذاره لم يُقبل، ولم نسمع ان جمعة استغفر ربه سرا أو جهرا، ولم نره يعتذر أو يبرر، لم يقل مثلا إنه قام بتسوية الفواتير من ماله الخاص، وإن كان ذلك قد حدث، وهو محل شك، فإن ازدراء الدين فعلا يكون قد وقع، لأنه وهو من هو يخاوي الشياطين بتبذيره، إذ يذهب أغلب المفسرين إلي أنه يقع تحت طائلة التبذير كل ما ينفق في غير ضرورة، فأي ضرورة في الشقة السوبر سوبر لوكس يا مولانا؟!
لا يجب أن يرحل جمعة قبل أن يُحاسب، بل أن يُحاكم شأنه شأن زميله وزير الزراعة صلاح هلال، إما ان يبرئ ساحته أو يلقي جزاءه