الشائعات سلاح «الإرهابية» لزعزعة الاستقرار
الشائعات سلاح «الإرهابية» لزعزعة الاستقرار


53 ألف شائعة في أربعة شهور.. «الإرهابية» تروج سمومها الإعلامية لزعزعة الاستقرار

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 12 أكتوبر 2020 - 07:43 م

كتب: أشرف نصر- خالد عثمان 

◄ 53 ألف شائعة خلال الأربعة أشهر الأخيرة
◄ بث 118 شائعة مجهولة المصدر فى يوم واحد 

 

مازالت جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم العديد من الأسلحة والمخططات لاستهداف الدولة المصرية، وزعزعة استقرارها، وبعد فشلها فى استخدام سلاح الإرهاب والعمليات الإرهابية وإحداث الفتنة الطائفية، بدأت في تغيير مسار المخطط هذه المرة فى اللعب على حالة الأمن والأمان الخاصة بالمواطن من خلال بث الشائعات، ولجأت إلى حرب الشائعات عن طريق لجانها الإلكترونية لضرب السياحة والاقتصاد والتى قامت مؤخراً فى جر رواد السوشيال ميديا وراء شائعة خطف الأطفال والفتيات للاتجار فى أعضائهن البشرية، بهدف زعزعة الاستقرار وإلقاء الرعب فى قلوب المواطنين، إلا أن مؤسسات الدولة كانت لهم بالمرصاد وقضت على تلك الشائعة مبكراً، بعد توضيح الحقائق أمام الرأى العام، والعثور على الفتاة التى تغيبت عن منزلها بمحض إرادتها بسبب خلافات عائلية مع أسرتها. 
 

«الأخبار المسائى» ترصد آراء خبراء الأمن والمختصين فى هذا التقرير..
فى البداية يقول اللواء مجدى كمال مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى، أن مخططات جماعة الإخوان الإرهابية التى تسعى بكل ما أوتيت من قوة للوصول إلى مآربها من خلال استخدام جميع الأدوات التى تمتلكها، تنكشف يوماً بعد يوم للإضرار بالدولة المصرية والإساءة إلى مؤسساتها من خلال منصات السوشيال ميديا، وتأتى هذه المحاولات عقب فشل مخططات الجماعة المستمرة فى نشر الفوضى فى الشارع المصرى من خلال بث الشائعات والأكاذيب بشكل دائم ومستمر لبث الهلع والرعب وتوصيل الصورة الى الخارج بعدم وجود الأمان بهدف التأثير على السياحة وضرب الاقتصاد.

وأضاف أن الجماعة الإرهابية باتت فى أضعف حالاتها حيث فشلت كل محاولاتها ومخططاتها فى ضرب الاستقرار والأمان التى تنعم به البلاد الآن حيث لجأت لسلاح الشائعات بعد الإرهاب والفتنة الطائفية، وذلك عن طريق  اللجان الإلكترونية لجماعتهم الإرهابية، وهنا يأتى دور الإعلام فى نشر الحقيقة وكشف الدور الخبيث للجماعة الإرهابية.

«مخطط خبيث»
اللواء أحمد العزازى الخبير الأمنى يلتقط خيوط الحديث، مؤكداً أن الجماعة الإرهابية ما زالت مستمرة فى بث الشائعات للشعب المصرى ضمن مخططهم الخبيث للتعرض لإنجازات الدولة وإضعافها إلا أن محاولاتها باءت بالفشل فى اختراق ترابط الشعب المصرى حيث أصبح الرأى العام، والشعب المصرى على يقين بأن كل قنوات الإخوان، ليس بها أى نوع من أنواع المصداقية، ويهدفون لبث الشائعات، وتستخدم قنواتها لبث الإحباط بين المصريين، ولكن الشعب أصبح أكثر وعياً، وملتفاً حول قيادته وإعلامه، وهذا هو حائط الصد ضد الإرهابيين، وجماعة الإخوانالإرهابية.


أما اللواء نبيل حسن، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى أكد أن المعطيات الجديدة فى العالم أعطت دوراً كبيراً للسوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى فى خلق نوع جديد من أنواع الجرائم من بينها بث الشائعات وجاءت اعترافات فتاة الإسكندرية «فرح»، والتى تركت منزلها بالإسكندرية واختفت ليومين، فضحت كذب جماعة الإخوان فيما يروجونه من شائعات، وتابع إن غرض جماعة الإخوان الإرهابية، من وراء ترويج شائعات تقول إن هناك ظاهرة لخطف الفتيات بمصر، هو محاولة  نسف أهم مكاسب ثورة 30 يونيو  وهى حالة الأمن والاستقرار في البلاد، موضحاً أن منابر الإخوان التي تبث من تركيا تكثف بث الشائعات من هذا النوع. وأكد أن جماعة الإخوان تريد تصوير مصر على أساس أنها أصبحت مرتعاً للعصابات التي تخطف الفتيات، على خلاف الحقيقة، وأشار إلى أن فتاة الإسكندرية، «فرح»، خرجت في فيديو شرحت خلاله أسباب تركها منزلها بالإسكندرية بسبب سوء معاملة الأسرة لها، وذهابها إلى القاهرة، مؤكداً أن ذلك يفضح كذب الإخوان فيما يروجونه.


وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق أن عقوبة جريمة الترويج لأخبار وإشاعات كاذبة وفقاً لباب الجرائم المضرة بأمن الدولة من الداخل بقانون العقوبات وطبقا للمواد– 80 د، 102 مكرر- والتي تعاقب مُخالِفَها بالحبس وبالغرامة، حيث يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد على 5 سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تتجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل مصري أذاع عمدًا في الخارج أخبارًا أو بيانات أو إشاعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد، وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بالدولة أو هيبتها واعتبارها أو باشر بأية طريقة كانت نشاطًا من شأنه الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، وتكون العقوبة السجن إذا وقعت الجريمة في زمن حرب، وطبقاً لنص المادة رقم 188 عقوبات: «يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من نشر بسوء قصد بإحدى الطرق أخبارًا أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو أوراقًا مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبًا إلى الغير، إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة».


«تحريض ضد الدولة»
اللواء صلاح سليم مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير فى الشئون الأمنية يؤكد أن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية مازالو يطلقون عدداً من أخطر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعى وقنوات التحريض من الخارج رغبة فى إشاعة الفوضى والعنف والتحريض ضد الدولة، ومن أخطرها الشائعات عن السجون والإخفاء القسرى والخطف فى مصر وعدد من الشائعات التى تصدت لها الدولة المصرية.


وأضاف اللواء صلاح سليم أن هناك خلايا نائمة فى الحكم المحلى والصناعة والزراعة والتعليم لكن الأمن لهم بالمرصاد حيث قام برصدهم والتصدى للمحاولات الخبيثة التى تستهدف بث الفتنة عن طريق نشر الشائعات، وكشفت وزارة الداخلية حقيقة الواقعتين عبر بيانات رسمية وفحص جنائى أمنى على أعلى مستوى خلال 48 ساعة واتضح أنها أسباب عائلية استغلها أعضاء تنظيم الإخوان لإطلاق الشائعات المغرضة بهدف أرباك الوضع الأمنى. 


ومن جانبه أكد اللواء د.سمير المصرى المدير الإقليمى للاتحاد العربى للتضامن الاجتماعى   والخبير الأمنى، أن مصر تعيش خلال الفترة الأخيرة حرب شائعات لا مثيل لها، ما جعل هذه الظاهرة محل دراسات عدّة، ولن ينتهى تناول هذه الظاهرة بالبحث والتحليل والتدقيق وكشف الأسباب وطرح الحلول، فى ظل تنامى الشائعات واستمرارها فى مصر.


وخلال الأشهر الأربعة الأخيرة، ووفقاً لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصرى، شهد المجتمع المصرى نحو 53 ألف شائعة، وفى يوم واحد تم بث 118 شائعة مجهولة المصدر، بينما تم خلال هذه الفترة بث أكثر من 700 شائعة تتعلق بالجانب الحكومى، ومن أبرز الأمثلة على هذه الشائعات العثور على جثث 35 طفلاً فى منطقة الشروق، إضافة مادة للخبز تسبب العقم للحد من الكثافة السكانية بمصر، دخول الطلاب للمدارس بتذكرة يومية ثمنها جنيه مصرى، وفرض 150 جنيهاً رسوم على دفن الموتى، وحذف عشوائي للمواطنين من بطاقات التموين، وآخر هذه الشائعات التى يتم تداولها ظاهرة خطف الإناث وغيرها من الشائعات التي لا أساس لها من الصحة، وتهدف لأغراض خبيثة يقف وراءها جماعة الشر والإرهاب لضرب استقرار البلاد، وأضاف أن «الشائعة هى الترويج لخبر لا أساس له من الواقع، أو المبالغة في سرد خبر يحتوى على جزء ضئيل من الحقيقة، وقد انتشرت فى الآونة الأخيرة بشكل كبير فى كل جوانب الحياة، فهي مثل كرة الثلج التى تتدحرج وفى أثناء تدحرجها يكبر حجمها، وتنتشر فى الظروف الغامضة التى تتضارب فيها المعلومات، وتقل الثقة فى مصادرها الرسمية، كما تنتشر فى المجتمعات المتشابهة في الثقافة والعقيدة والعادات والتقاليد وطرق التفكير فنجدها منتشرة جداً في الريف، وقد ساعد على انتشارها وسائل الاتصال الحديثة التى تجعلها تنتشر على نطاق أوسع بين المجتمعات المختلفة، فيما يقل انتشارها في المجتمعات التي تفرض عقوبات على تداولها، وتنتشر بشكل كبير عندما تواكب ظروفاً ممهدة لأزمة اقتصادية أو أحداثاً سياسية أو حرباً عسكرية، وأيضاً ساعد على انتشارها عدم اهتمام الأشخاص بالتأكد من صحة الأخبار وزيادة كمية المعلومات على السوشيال ميديا.


«شائعات لغزو المجتمع»
أوضح اللواء المصرى أن  الشائعة خطر شديد علي المجتمع، وتواجد الشائعة بسبب الصراع بين البشر، كما تنقل بطريقة تكون مدمرة لأنها تحمل في جوانبها الكراهية وتستخدم أساليب بها ذكاء للوصول للناس بسرعة وتمس أحداثاً موجودة، فالكل يريد أن يسمع أخباراً لكنها فى الواقع تستهدف معنوياتنا، بما يسمى الحرب النفسية بأنواعها المختلفة، ومن الممكن أن يتناقلها الأصدقاء أو وسائل الإعلام، فتؤثر على معنوياتنا، واستخدامها يكون للتمويه والتعتيم عن أشياء حقيقية فننشغل بأشياء ليست من الواقع، ما يؤدى إلى ضعف الإيمان ونشر الشر والخراب، كما تؤدى إلى أضرار صحية وصدمات نفسية وضياع المصالح، وبالتالي يجب علينا أن نحذر ولا نخوض في الشائعات ولا نتبنى نشرها ولا الإسهام في صناعتها لأنها ضارة على أمن المجتمع وتضعف الروح المعنوية مثل شائعة خطف الإناث فهي بعيدة تماماً عن الحقيقة، ويتم استخدامها بمعرفة فصيل أو أشخاص من أجل تحقيق أهداف خاصة بهم مثل الإيحاء بضعف الدولة المصرية وعدم قدرة الأمن علي السيطرة.. وكذا نشر الخوف والرعب فى محيط الدولة المصرية مما يؤدى إلى خروج الناس عن ضبط النفس ويمكن استغلالهم فى تنفيذ مخططه فى هدم المجتمع ونجد أن الشائعات تغزو المجتمع كله لأنها معدومة المصدر، وهى فى الحقيقة وسيلة بدائية كانت تستخدم في القصص والأساطير والحكايات، وموجودة من القدم لكنها زادت في مصر فى الآونة الأخيرة بسبب وسائل الاتصال الحديثة والسوشيال ميديا والأشياء التي ليس عليها رقابة».


«سلوك عدوانى»
وتابع الخبير الأمنى  أن الشائعة لها أثر كبير على الأمن المجتمعى والنفسى، ويعتبرها العلماء سلوكاً عدوانياً ضد المجتمع، فيها نوع من الخوف والفوضى، والشائعة هى عصب الحروب النفسية وكان يستخدمها هتلر في حروبه وتستهدف الفكر والعقيدة والروح لتضرب بمعنوياتنا وممتلكاتنا، فهى الجانب السلبى الكبير من العولمة، ويجب أن يتريث الإعلام وعليه أن يكشفها بطريقة علمية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة