الإثنين، 12 أكتوبر 2020 - 07:48 م

أيام قليلة وتبدأ معمعة العام الدراسى الجديد وتبدأ رحلة الكفاح لأولياء الأمور قبل الطلاب خاصة فى ظل المخاوف من موجه ثانية لفيروس كورونا اللعين.
حسنا فعلت الدولة بوضع إجراءات حاسمة تضمن التباعد الاجتماعى بين الطلاب وتجنب الزحام بقدر الإمكان بتنظيم الكثافة الطلابية داخل المدارس وجعل الدراسة يومين فقط أسبوعيا وهكذا إجراء يلامس الواقع ويواكب الظروف التى تفرضها إجراءات الوقاية من الفيروس.
فى اعتقادى أن الأمر يتطلب تحركا عاجلا من وزارة التربية والتعليم لتوضيح كيفية سير الدراسة فى ظل هذه الظروف خاصة وأن النظام التعليمى الجديد يحيد دور المدرسة ويجعلها مكملا فقط للتعليم أون لاين فى وقت لا يعرف فيه جانب كبير من الطلاب وأولياء الأمور كيفية التعامل مع النت.
على الدولة أن تتأكد تماما من توافر البنية الأساسية للدراسة أون لاين وأن تضع بدائل عاجلة لمواجهة أى ظروف تتعلق بمصاعب فى التعامل مع النت بما يسهل على الطلاب وأولياء الأمور المتابعة والتحصيل.
الواقع العملى من خلال حديثى مع أولياء أمور وطلاب ومعلمين أنه لا أحد يدرك دوره فى النظام الجديد الذى يلغى دور المعلم تماما فى الشرح داخل المدرسة ويقصره على حل التمارين ومناقشة الطلاب فيما درسوه عبر وسائل التعليم عن بعد فماذا يفعل المعلم مع طالب لم يتابع النت لظرف ما أو لم تسعفه ظروفه للجلوس أمام القنوات التعليمية لمواصلة التحصيل.
كان على الوزارة أن تعتمد فصلا دراسيا تجريبيا قبل التطبيق الكامل للتعليم أون لاين ليدرك كل طرف ويستوعب تماما ما هو المطلوب منه فنحن فى واقع تشوبه ضبابية يعيشها المعلم والطالب وولى الأمر بما يصعب العملية وكان الأجدى التركيز على دورات توعية حتى يدرك الكل ما هو المطلوب منه فالكل يجتهد ويفسر الأمر وفق مرئياته وفهمه للنظام الجديد.
معلوماتى أن الوصول للمنصة الإليكترونية التابعة لوزارة التعليم صعب ولم تبدأ بعد دروس العام الدراسى الجديد وأن هناك منصة إلكترونية خاصة يدفع الطالب مقابل استخدامها مقدما والساعة بـ 40 جنيها وإذا افترضنا أن الطالب ليستوعب دروسه يحتاج 4 ساعات يوميا مقابل 160 جنيها فكيف سيدبر ولى الأمر هذا المبلغ الكبير يوميا وماذا سيكون حاله إذا كان لديه 3 أبناء فى مرحلة التعليم.
على الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم وهو العالم الخبير أن يوضح للرأى العام حقيقة هذه المنصة الإليكترونية الخاصة وهل فعلا أن الدخول إليها لمدة ساعة سيكلف ولى الأمر 40 جنيها أم لا.. لقد سمعت هذه المعلومات من كثير من أولياء الأمور وفى الحقيقة لم أصدق لكن الإجماع عليها وضعنى فى حيرة من أمرى ما يجعلنى ألجأ للدكتور طارق شوقى لاستجلاء الحقيقة.
أناشد وزير التربية والتعليم أن يصدر قرارا أو تعليمات لمديريات التربية والتعليم وإدارتها أن يجعل الأسبوع الأول من الدراسة مخصصا لشرح كيفية التعامل مع النظام الجديد ويحبذ أن تساهم قنوات التليفزيون الرسمى فى شرح كيفية التعامل مع النظام والرد عن استفسارات لا حصر لها للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور فالحديث عن كيفية تطبيق النظام التعليمى الجديد فى العام الدراسى الجديد يكاد يكون مثل حوار الطرشان أى «محدش فاهم حاجة».
النظام التعليمى الجديد وضعته الدولة لتواكب التطور الذى يشهده العالم من حولنا وليتحول نظامنا التعليمى من الحفظ والتلقين إلى الفهم والبحث وهذا أمر مطلوب بشدة لنواكب العصر الرقمى ولكن لابد أن نستعد تماما لتطبيق النظام بشرح أهدافه والتعريف بآلياته والأهم من كل ذلك توفير البنية الأساسية اللازمة لإنجاح النظام خاصة مع وجود الكثيرين الذين لايزالون لا يعرفون كيفية التعامل مع الإنترنت.
كل الاحترام والتقدير للنظام التعليمى الجديد فنحن نريد خريجين مؤهلين لسوق العمل لا خريجين غير مؤهلين سوى للجلوس فى المقاهى والكافيهات.