عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

مصر بعد مصالحة الإخوان!

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 12 أكتوبر 2020 - 07:50 م

تعالوا نتخيل أن المصالحة قد تمت مع الإخوان فماذا نتوقع وننتظر بعدها منهم.. أو كيف سيكون حالنا بعد إتمام هذه المصالحة فعلًا؟!
المؤكد أن الإخوان سوف يستعيدون أموالهم واستثماراتهم التى تمت مصادرتها بعد اعتبار جماعتهم إرهابية، وهو ما سيمنحهم قدرات مالية ضخمة تساعدهم على تمويل محاولاتهم الجديدة التى سيبدأون فورا القيام بها لاختراق مؤسسات الدولة المختلفة من نقابات وأحزاب ومنظمات مجتمع مدنى مع الجهاز الإدارى للدولة، بل وأيضاً جهاز الشرطة والقوات المسلحة فى إطار خطة للتمكين تستهدف فى نهاية المطاف استعادة الحكم الذى فقدوه.
وسوف يستعيد الإخوان أيضا قدرتهم على إغواء مزيد من الشباب وتجنيدهم لعضوية جماعتهم لإعادةَ بناء الجماعة التى تعرضت للتصفية بعد إلقاء القبض على كل قيادتها تقريبا ومعظم كوادرها وهروب عدد من هذه الكوادر.. وفى غضون سنوات قليلة سوف تستعيد تلك الجماعة قوتها ونفوذها داخل المجتمع وتأثيرها على مجريات الأحداث كما كان الحال قبل انتفاضة يناير ٢٠١١، وهو الحال الذى شجعها على أن تستثمر ظروف البلاد وقتها للقفز على السلطة بعد أن خدعت قطاعات جماهيرية بأن الإخوان سوف يراعون الله فيهم وأقنعت قطاعات من المثقفين والسياسيين بأن الإخوان فصيل وطنى يجب أن يشارك فى الحكم!
كما سوف يتاح لمن هربوا فى الخارج العودة إلى البلاد ليساهموا بشكل مؤثر فى عملية إعادة بناء الجماعة وتنفيذ خطتها لاختراق مؤسسات الدولة وتجنيد مزيد من الأعضاء، خاصة من صغار السن، بعد أن تتوقف جهود كشف الطبيعة الإرهابية لهذه الجماعة التى يقوم بها الإعلام حاليا، وتتوقف أيضا ملاحقة الأمن لأعضائها ومن ينتمون لها أو يدعمونها كما هو الحال الآن، بل وتتوقف مواجهة التطرّف الدينى الذى يخلق لنا وحوشا آدمية، تقتل وتخرب..
كذلك سوف يستعيد الإخوان تشكيل تنظيمهم الخاص السرى الذى كان أسسه البنّا للقيام بعمليات العنف والإرهاب والقتل، كما فعلوا دوما عقب تجاوز الأزمات التى تعرضوا لها، وكشفت ممارستهم العنف على نطاق واسع منذ أحداث الاتحادية فى نوفمبر ٢٠١٢ إنهم كانوا على غير ما يدعون جاهزين بتنظيمهم السرى الخاص لممارسة العنف، وهو ما تأكد بجلاء عقب فض اعتصام رابعة والنهضة، حينما مارسوا العنف بسفور وفجور وعلى نطاق واسع، وإن كانوا أطلقوا على هذا التنظيم المسلح العديد من المسميات لتضليل رجال الأمن وللإيهام بأن هناك تنظيمات متطرفة أخرى تناصرهم وتشاركهم ممارسة هذا العنف وتدعمهم فى معركتهم لاستعادة الحكم!
كل ذلك سوف يحدث بعد أية مصالحة مع الإخوان حتى ولو أقسموا لنا بأغلظ الإيمان أنهم سوف يصيرون ملائكة وسوف يحترمون القوانين سواء التى تنظم عمل الجمعيات الأهلية أو التى تنظم عمل الأحزاب.. وهذا ليس من قبيل الاجتهاد الشخصى أو الرجم بالغيب، ولكنه استنتاج علمى قياسا على ما فعله الإخوان من قبل على مدار تاريخهم الممتد لأكثر من تسعة عقود مضت.. سواء بعد الحل الأول لجماعتهم فى أواخر الأربعينات من القرن الماضى أو بعد الحل الثانى فى بداية الخمسينات، أو بعد أن أخرجهم السادات من السجون فى بداية السبعينات، أو ما فعلوه خلال عهد مبارك الذى اخترقوا فيه معظم النقابات المهنية وعددا من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى، فضلا عن جهاز الشرطة، وحصلوا على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية فى حياة جماعتهم، رغم أن هذه الجماعة كانت محظورة قانونا!.. ولذلك ليس الرئيس السيسى وحده هو الذى يرفض المصالحة معهم وإنما الشعب كله باستثناءات محدودة جدا من الذين على عيونهم غشاوة فلا يدركون خطورة الإخوان أو الذين ربطوا خطاهم بأجندات أجنبية!

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة