رودي وحيد في إحدى رحلاتها
رودي وحيد في إحدى رحلاتها


حكايات| مبادرة سياحية للسيدات.. التاريخ «حدوتة ممتعة» ترويها رودي وحيد

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 12 أكتوبر 2020 - 11:24 م

كتبت: دينا درويش

تؤمن بأن التاريخ «حدوتة» إذا تم سردها بطريقة ممتعة ستعشقها وتستمتع بكل ما بها من معلومات، وترى أن حكي التاريخ أو القصص الخاصة بالآثار فن لأن الحكي لابد ان يكون بطريقة مبتكرة تواكب العصر الحديث.. إنها رضوى وحيد أو «رودي» وحيد صاحبة أول مبادرة أثرية لتنشيط السياحة الداخلية للسيدات وإلقاء الضوء على المناطق الأثرية الموجودة بمصر.

 

شاركت رودي وحيد ابنة كلية الآداب قسم آثار بجامعة حلوان في مشاريع خاصة بالسياحة والآثار فمنذ عامها الأول بالجامعة وهي تعمل مع والدها في شركته السياحية الخاصة، وتشارك في كل ما يخص الآثار المصرية، كما عملت في ترميم المتحف المصري وتدربت في عدة شركات سياحية وعملت بترميم الآثار بهيئة الآثار والقصور بالمقاولين العرب، وهي من أصدقاء المتحف المصري وعضو اتحاد الأثريين وعضو باتحاد المرأة الأفرو آسيوي.

 

تقول إن العمل بترميم الآثار يحتاج معرفة جيدة عن الأثر وتاريخه وقصته ونظرا لأنها تعشق كتابة القصة بطريقة معاصرة استغلت فترة الثورات وعدم الاستقرار الذي مرت به مصر وحصلت على عدة كورسات في كيفية كتابة القصة بطريقة تشويقية ومختلفة، كما حصلت على عدة كورسات في كيفية تطوير مناهج مادة الدراسات الاجتماعية بالمدارس.

 

 

وتكمل إنه بعد الثورة وأحداثها التي مرت بها البلاد برزت أهمية السوشيال ميديا، وفكرت هي وصديقاتها في تغيير الفكرة التقليدية للنزهات والتي تتركز إما في المولات أو الأماكن التقليدية مثل الهرم والقلعة وشارع المعز، ومع تكرار النزهات غير التقليدية لها مع صديقاتها بدأت أعداد السيدات الراغبات في مشاركتهن تتزايد، ومنذ ثلاثة أعوام أطلقت جروب «رحلات رودي» على الفيس بوك وفكرته عبارة عن رحلات اثرية غير تقليدية للسيدات بهدف الترفيه واكتشاف أماكن جديدة وتكوين صداقات وانعكس ذلك على الصحة النفسية للعديد من السيدات اللاتي شاركن في هذه الرحلات.

 

وتوضح أنها أطلقت مبادرة اثرية لتنشيط السياحة الداخلية للسيدات، ومن خلال الجروب الخاص بها على الفيس بوك تنظم رحلات اثرية غير تقليدية وحرصت على عدم تكرار نفس الرحلات، ونظمت رحلات لمسجد الرفاعي وجامع السلطان حسن ومتحف كوم أوشيم بالفيوم ومعبد قارون بالفيوم والذى تحدث به ظاهرة فلكية فريدة إذ تتعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون يوم ٢١ ديسمبر وتتكرر كل عام بالتزامن مع تعامد الشمس على معبد الكرنك بمحافظة الأقصر، كما نظمت رحلة لمتحف قصر المجوهرات الملكية بالإسكندرية.

 

وتشير رودي وحيد إلى أنها أول سيدة تقوم بتنظيم رحلات اثرية لتنشيط السياحة الداخلية وتثقيف السيدات والأمهات قائلة «كل ست هتلف معايا مصر اللي محدش يعرف عنها حاجة ولا شافها وهتعرف معلومات هتساعدها تذاكر لأولادها وتغير جو وكل ده في الوقت إلى اولادها هيكونوا في المدرسة بدل ما تقعد على الكافيهات وتعمل شوبنج».

 

 

وتضيف أنها نظمت العديد من الرحلات الأثرية الجديدة للسيدات مثل رحلة شارع الأولياء والذى سترممه الحكومة قريبا وبه مقامات لآل البيت ويزوره العديد من أهل العراق وإيران، كما نظمت رحلات لمولد الحسين وبعض الاثار حوله وقصر عابدين،لافتة إلى ان هناك جانبا مهما فى كل رحلة وهو توقيت الرحلة فمثلا شارع الاولياء تنظم له رحلة فى اول خميس من شهر رجب لان ذلك له مغزى شيعى وقصر عابدين تزوره فى نفس يوم افتتاحه وتنظم رحلات لمسجد المؤيد شيخ أو كما يُطلق علية المؤرخون «مسجد السلطان السجين» ويعد أحد المساجد الأثرية الشهيرة بالقاهرة ويوصف بأنه فخر مساجد عصر المماليك ويقع داخل أسوار القاهرة الفاطمية ملاصقا لباب زويلة فى نفس اليوم الذى تم تحويل المكان فيه من سجن لمسجد.

 

وتكمل: ان طرق حكي وسرد التاريخ وقصص المناطق الأثرية مع التواجد فى مكان الاثر ولمس الجدار له تأثير بالغ على ذهن ونفس المستمع ويجعله يشعر كما لو كان يعيش الماضى بكل ما فيه فمثلا بدل من ان تقول قاهرة المعز أو القاهرة الفاطمية تطلق على المدينة التى أسسها القائد جوهر الصقلي لتكون عاصمة الخليفة المعز لدين الله الفاطمى يمكن ان نحكى القصة بشكل اكثر جاذبية وهو ان جوهر الصقلى قبل ان يحتل مصر كان مريضا وملازما للفراش ولكن زاره صديقه المعز لدين الله الفاطمى وطلب منه فتح مصر ورغم مرضه تحمس وبالفعل فتح مصر وهذا هو التأثير الإيجابى للأصدقاء،لافتة إلى ان التاريخ مليء بالقصص الجذابة والمواعظ وحكايات الأصدقاء والطلاب والأساتذة.

وتشير إلى انها نظمت حوالى ٦٧ رحلة اثرية منذ إنشاء الجروب الخاص بها على الفيس بوك شارك فيه حوالى ٣ آلاف سيدة من مختلف الأعمار وكانت ردود الأفعال الخاصة بهن إيجابية واستفادن من المعلومات التاريخية وساعدهن ذلك على مساعدة أطفالهن فى المذاكرة وأصبح لدى العديد منهن صديقات جدد،مضيفة إلى ان اللافت للنظر هو إقبال السيدات فوق ال٦٠ عاما على المشاركة فى الرحلات الأثرية وقالت إحداهن «أنتى احيتينا بعد المعاش وانشغال اولادنا «،مؤكدة انها تحلم بتنظيم رحلات لآثار الوطن العربى فى بابل وباقى الدول العربية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة