زيدان
زيدان


«زيدان».. الديك الفرنسي الذي صاح لاعبا وغرد مدربا

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020 - 03:20 م

ما زال الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لفريق ريال مدريد يمتلك الكثير ليقدمه إلى عالم كرة القدم بعدما حقق سجل طويل من الانجازات سواء خلال فترة تواجده كلاعب أو كمدير فني للفريق الملكي. 


استطاع زيدان صاحب الأصول الجزائرية تحقيق كافة الإنجازات الكروية أبرزها الفوز بكأس العالم 1998 ويورو 2000 مع منتخب بلاده فرنسا، وبعد عمله كمدير فني مع ريال مدريد حصد العديد من البطولات ما بين دوري أبطال أوروبا والليجا الإسبانية والتي كان أخرها في الموسم الماضي 2019/2020.


قصة مثيرة


هاجر والدا زيدان، إسماعيل ومليكة، اللذان ينتميان إلى منطقة القبائل في شمال الجزائر في عام 1953 قبل بدء ثورة التحرير الجزائرية. وبعدها استقرا في المناطق الشمالية لمدينة بابري وسانت دينيس، وفي منتصف 1960 انتقلا إلى الضاحية الشمالية من مارسيليا في 23 يونيو عام 1972، ولد زين الدين زيدان والذي كان أصغر أشقائه الأربعة، ولم يكن الرياضي الوحيد في عائلته بيد أن أخوه فريد زيدان كان أيضا لاعب جودو.


بداية التألق 


بداية زيدان مع كرة القدم كانت مبكرة جداً وتحديداً في سن الخامسة حيث كان يلعب مع أطفال الحي على ملعب من العشب الصناعي مساحته 80×12 ياردة التي كانت بمثابة الساحة الرئيسية للمجمع السكني. وبعدها انضم إلى ناشئي نادي كان والذي بدأ معه مسيرته الكروية الاحترافية.

البدايات 


بدأ زيدان مسيرته الكروية مع كان الفرنسي في عام 1988، ولعب معهم حتى عام 1992، وانتقل بعدها إلى نادي بوردو الفرنسي، وفاز معهم بكأس إنترتوتو في عام 1995، وحصلوا على المركز الثاني في كأس الاتحاد الأوروبي في موسم 1996، انتقل إلى نادي يوفنتوس.


انطلاقته مع السيدة العجوز


في يوفنتوس كان زيدان أحد أفضل اللاعبين لدى كارلو أنشيلوتي هو وزملاءه ديدييه ديشامب وألساندرو دل بييرو وإدغار ديفيدز، وقد فاز مع الفريق في الدوري الإيطالي مرتين وصلوا إلى نهائيين متتاليين في بطولة دوري أبطال أوروبا، وخسروا في المرتين، وفي عام 2001 انتقل إلى نادي ريال مدريد الإسباني بصفقة هي الأكبر في تاريخ كرة القدم وقتها على مدى ثمانية سنوات متتالية ولكن صفقة نيمار 222 مليون يورو هي الأعلى الآن، حيث دفع نادي ريال مدريد 75.6 مليون يورو لكي ينتقل زيدان إلى صفوفهم، وبذلك انضم إلى فريق متخم بالنجوم مثل روبيرتو كارلوس ورونالدو.


نقطة تحول 

وفي الموسم الأول لـزيدان مع ريال مدريد قادهم إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا بعد أن تغلب الفريق على نادي باير ليفركوزن الألماني بهدف خيالي من زيدان في ملعب هامبدن بارك في غلاسكو، اسكتلندا، وفي الموسم الثاني حقق بطولة الدوري الأسباني.

وفي 7 مايو 2006 لعب زيدان آخر مباراة له على ملعب نادي ريال مدريد سانتياغو برنابيو، وكانت المباراة أمام نادي فياريال الإسباني، وقد انتهت المباراة بالتعادل 3–3، وقد سجل زيدان الهدف الثاني لريال مدريد وفي نهاية المباراة تبادل زيدان القميص مع خوان رومان ريكيلمي. ويعتبر زيدان من أهم وأكبر اللاعبين الذين ساهموا في إنجازات ريال مدريد. وقد حمل قميص زيدان الرقم 5 أثناء لعبه مع ريال مدريد.

مسيرته الدولية


كان زيدان عضوا في منتخب فرنسا الفائز في كأس العالم 1998، وفي المباراة الثانية لمنتخب فرنسا، تلقى زيدان كرت أحمر وتعرض للإيقاف لمدة مباراتين بعد ضرب لاعب منتخب السعودية فؤاد أنور.


وزيدان يعد أحد أفضل المواهب في تاريخ كرة القدم، ومن بين العظماء الذين ظهروا في نهاية التسعينيات وأوائل القرن الحالي ولا شك في قيمته كلاعب كرة قدم.


ولكن زين الدين زيدان يتم وضعه في مكانة أفضل مما كان عليه، فحينما يتم ذكر مسيرة زيدان يتجاهل الجميع عن عمد لحظات إخفاقه والتي كانت أكثر بكثير من لحظات تألقه.


زيدان كان مثل إيسكو حاليا في ريال مدريد، لاعب يقدم سحرا في الملعب حينما يكون في أفضل أحواله، ولكن في فترات عديدة يكون وجوده مضرّا لخطط المدرب وأحيانا يقل الإيقاع ويتسبب في الخسارة.

في كأس العالم 1998، قدم بطولة قوية أبدع وحقق اللقب وظهر في الوقت الذي يحتاجه فريقه ليجعل الجمهور يهتف باسمه.

السقطة الشهيرة


مشهد درامي لم يعتاده الجميع من زيدان ففي الدقيقة 110 في الشوط الثاني الإضافي من زمن المباراة النهائية في كأس العالم 2006 بين منتخب فرنسا ومنتخب إيطاليا، حصل زيدان على بطاقة حمراء بعد أن قام بنطح المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي، وقد تبادل اللاعبين قبل حصول الحادثة ببضعة ثواني بعض الكلمات الجارحة، وبدأ المشادة عندما سحب ماتيراتزي قميص زيدان، فحاول زيدان أن يستفز ماتيراتزي فقال له: لا تقلق سأعطيك القميص بعد نهاية المباراة، فقام ماتيراتزي بالرد عليه وقال: لا أريد القميص بل أريد أختك...، فتراجع زيدان، وسدد ضربة برأسه على صدر ماتيراتزي أوقعته أرضًا، ولكن الحكم هوراسيو أليزوندو لم ير الواقعة، فأخبره الحكم الرابع لويس ميدينا كونتاليخو بالحادثة، فأشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه زيدان.


واعترف ماتيراتزي بأنه أهان زيدان، وقال إنه قام بشد زيدان من قميصه فقال له الأخير: "إذا كنت تريد قميصي فسأعطيك إياه بعد المباراة"، فرد عليه قائلاً: "أفضّل العاهرة أختك"، فالتفت إليه النجم الفرنسي وضربه برأسه في صدره، وقال زيدان أن ماتيراتزي تكلم عن أمه وعن أخته، وقد اعتذر زيدان للأطفال الذين شاهدوه ولكنه رفض أن يعتذر لماتيراتزي. وبعد المباراة، قام الرئيس الفرنسي جاك شيراك بتكريم زيدان كبطل قومي، وقال شيراك بأن الهجوم على زيدان غير منطقي، وأن فعلته مبررة، وقام رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة بإرسال رسالة إلى زيدان يسانده فيها.

مشواره التدريبي


بدأ تدريبه في ريال مدريد في 2013 كمساعد مدرب للإيطالي كارلو أنشيلوتي، وساهم في إحراز الفريق في لقب دوري أبطال أوروبا عام 2014، وفي 2015 قام بتدريب ريال مدريد كاستيا.


وفي الرابع من يناير عام 2016 أعلن فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، عن تعيين الفرنسي زين الدين زيدان مديراً فنياً لفريق كرة القدم وإقالة الأسباني رافائيل بينيتيز المدير الفني السابق. 


وبعد توليه المسئولية الفنية تعثر الفريق المدريدي بالتعادل في زيارته لملعب ميستايا، التعثر الذي وضع الكثير من الشكوك حول نهاية مسيرة بينيتيز في القلعة البيضاء وفي نفس الموسم فاز مع ريال مدريد بدوري الابطال بعد تغلبه على أتلتيكو مدريد بضربات الترجيح (5–3) بعدما انتهت المباراة ب 1–1 ليصبح أول لاعب يحصل على دوري ابطال أوروبا كلاعب ومساعد مدرب ومدرب. 


ثم اتبع هذا الفوز بلقبين دوليين هما؛ كأس السوبر الأوروبي 2016 وكأس العالم للأندية 2016. وفي الموسم 2016–17 والثاني له مع ريال مدريد، فاز زيدان بالثنائية، حيث استطاع الفوز بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم 2016–17، ولقب دوري أبطال أوروبا بعدما فاز على نادي يوفنتوس في المباراة النهائية. لم يقف زيدان عند هذا الحد، بل استطاع الفوز بلقب كأس السوبر الإسباني 2017 ونهائي كأس العالم للأندية 2017 وكذلك كأس السوبر الأوروبي 2017. وفي الموسم الثالث له مع ريال مدريد، تعرض زيدان للعديد من الانتقادات تعلقت بمستوى فريقه في بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم 2017–18، لكن زيدان أنقد الموسم بفوزه بلقب غالي جداً وهو دوري أبطال أوروبا 2017–18 للمرة الثالثة على التوالي كمدرب. ليصبح بذلك أول مدرب يحصل على اللقب مع فريق واحد ثلاث مرات متتالية، وأكثر مدرب يحقق لقب دوري أبطال أوروبا بجانب كل من كارلو أنشيلوتي وبوب بيزلي.


عودته لريال مدريد


بعد بعض النتائج السيئة لريال مدريد في الأشهر التي تلت رحيل زيدان، وبلغت ذروتها بالإقصاء من الدور نصف النهائي لكأس ملك إسبانيا على أرضه أمام برشلونة، وخسارة في الدوري أمام نفس الخصم في نفس المكان مما وسع الفجوة إلى 12 نقطة بين الناديين، وهزيمة غير متوقعة 4–1 أمام أياكس في دوري أبطال أوروبا، مما أدى إلى نهاية سلسلة طويلة من النجاح المتتالي في تلك البطولة، كل ذلك في غضون أسبوع – زميله السابق سانتياغو سولاري (الذي كان في هذا المنصب لمدة خمسة أشهر فقط، بعد إقالة جولين لوبيتيغي لفترة وجيزة بنفس القدر من المسؤولية) وعاد زيدان كمدرب لريال مدريد في 11 مارس 2019، بعقد حتى صيف 2022.


في 16 يوليو 2020، فاز زيدان بالدوري للمرة الثانية في مسيرته الإدارية. وقد رحبت وسائل الإعلام الدولية والإسبانية بعقليته الجماعية، حيث حطم ريال مدريد العديد من الأرقام القياسية، بما في ذلك عدد الهدافين من الفريق الواحد خلال الموسم والحفاظ على أقل عدد أهداف تلقوها في الدوري منذ 30 عامًا، حيث تمكن 21 من لاعبيه من التسجيل خلال الدوري الإسباني لموسم 2019–2020.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة