بكاء شديد لعرابي.. حين بصق أحد المصريين في وجه الزعيم
بكاء شديد لعرابي.. حين بصق أحد المصريين في وجه الزعيم


حكايات| بكاء شديد لعرابي.. حين بصق أحد المصريين في وجه الزعيم

محمد رمضان

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020 - 03:46 م

لا يغفل التاريخ أبدًا للخديوي عباس أنه واحد من أشهر مزيفي التاريخ والمستندات واختلاق الأخبار، ومع براعته في ذلك بدأ يرسم شباكه للانتقام من الزعيم أحمد عرابي.


حين عاد عرابي من منفاه في جزيرة سيلان (سريلانكا) محطمًا، اتصل الخديو بجريدة اللواء وطلب من القائمين عليها نشر خبر بأن اللورد كرومر المعتمد البريطاني وممثل الاحتلال كان في استقبال عرابي لأنه هو الرجل الذي مهد للإنجليز احتلال مصر.


وبالفعل نشرت جريدة اللواء الخبر، وكان كاذبًا 100%، ولم يتصور أحد أن الخديو يلفق الأمر هكذا، لكن ما بدا واضحًا أن عباس كان يرغب في الانتقام من أحمد عرابي.



كان أحمد شوقي أمير الشعراء هو شاعر الخديو فنظم قصيدة هاجم فيها أحمد عرابي بعنف واتمه بالخيانة وبيع البلاد للإنجليز، وكان مأساويًا نشر تلك القصيدة في الصفحات الأولى للصحف الوطنية.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| بطل «ابيانة» بالدلتا.. «علقة ساخنة» من والد سعد زغلول للمتصرف التركي

 

حينها كان سعد زغلول يتعذب وهو يقرأ هذه الاتهامات ضد الرجل الذي كان زعيمه في وقت من الأوقات، وليس أشق على نفس الوطني من أن يتهم في وطنيه، وأن يلوث بالطين بأيدي الذين حارب من أجلهم، ومن أجل أن يحولهم من عبيد إلى أحرار.


ويروي الراحل مصطفى أمين في كتابه «من واحد لعشرة» أن أنصار الحزب الوطني آنذاك كانوا يصدقون هذه الاتهامات حتى أن أحد أعضائه رأى عرابي جالسًا في قهوة بالمنصورة بعد عودته من منفاه، وبصق في وجهه وصاح: يا خائن !

 


لم يتحرك أحمد عرابي من مكانه، بل مسح البصقة عن وجهه، وانهمرت من عينيه الدموع، حينها كان سعد زغلول يشعر كأن هذه البصقة وجهت إلى وجهه هو!.. كان سعد يقول دائمًا لأفراد أسرته أن المصريين لا يستطيعون أن ينسوا المظالم التي تعرضوا لها في عهد الأتراك.. ملايين الفلاحين وهو منهم يذكرون السخرة والكرباج، يذكرون المصرف التركي فوق حصانه الأبيض.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| سلطان مصر «المجنون».. ضرب وزيرًا بـ«الشلوت» لارتكابه جريمة الزنا

 

وقد كتب الخديو عباس في مذكراته يدافع عن نفسه وأجداده ويقول بالحرف الواحد: «لن أتعب نفسي في نفي الفساد، فإن تلك الوصمة التي لحقت بفترة معينة تسري في كل البلاد الديمقراطية والحرة والاشتراكية»، ثم انتهى ما كتبه في مذكراته عن الفساد والسخرة والكرباج، وكان هو سر كراهيته لثورة عرابي وتلاميذه فهو خلاف طبيعي بين الرجل الذي يحمل في يده الكرباج والذي يذوق طعمه.

 

وهكذا أعلنت أسرة محمد علي حربا شعواء على عرابي، حاربوه وهو يقود الثورة، وحاربوه وهو في منفاه، وحاربوه وهو جثة، ولا يذكر التاريخ رجلا من الرجال جندت القوى والكفايات والأحزاب والكتاب الأجانب والمؤرخون لكي يهدموه ويشوهوا سمعته وينالوا منه، وهو رفات في قبره، كما حدث مع أحمد عرابي.

 

ومن أجل هذا زورت كتب التاريخ، بل زورت الكتب المدرسية التي كانت توزع على التلاميذ، ونسبت إليه أحاديث لم يدل بها وأخطاء هو بريء منها وكان ذكر اسمه أشبه بلدغة عقرب تلدغ الملوك والحكام.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة