بيزنس «الملاعب الخاصة» يستحوذ على الأراضي الزراعية في المنيا
بيزنس «الملاعب الخاصة» يستحوذ على الأراضي الزراعية في المنيا


صور | بيزنس «الملاعب الخاصة» يستحوذ على الأراضي الزراعية في المنيا

وفاء صلاح

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020 - 05:40 م

ظهر مشروع جديد بشكل واسع فى قرى محافظة المنيا، وهو تأجير الأراضى الزراعية كملاعب لكرة القدم بالساعة لشباب القرية.


وانتشرت بشكل كبير ملاعب الكرة الخماسية التى أنشأها أصحابها بصورة عشوائية، وسط الشوارع وعلى الطريق الدائرى، وأصبحت المسافة بين الملعب والآخر لا تتعدى الـ100 متر فى بعض الأحيان، نظراً للربح الكبير الذى يجنيه أصحابها من وراء تأجير الملعب بالساعة، تلك الملاعب حلت محل الخرابات ومقالب القمامة، ولكن لا يوجد عليها رقابة أو تأمين من أى جهة .

وعاددة ما تكون تلك الملاعب في الأصل قطعة أرض فضاء، مقلب قمامة، رشاح تم ردمه، خرابة تم تنظيفها، هذه الأراضى التى تملكها الدولة أو بعض الأفراد وجدت سوقاً رائجة خلال العامين الماضيين، ووجد بعض التجار فيها تجارة رابحة تتمثل فى استغلال هذه الأراضى لإقامة ملاعب كرة قدم خماسية تؤجر بالساعة لعشرة من اللاعبين، وبدأت القيمة الإيجارية لهذه الملاعب من 40 جنيهاً فى الساعة قبل سنة ونصف، ووصلت الآن إلى 120 جنيهاً فى الساعة، هذه الزيادة جاءت نتيجة لإقبال المواطنين عليها، خاصة الذين لا يحبذون اللعب فى الشارع أو الذين لا يملكون اشتراك عضوية فى أحد النوادى.
 
"بوابة أخبار اليوم "رصدت توغل تلك الملاعب فى الشوارع المصرية، ومدى إقبال التجار على تأجير الأراضى الفضاء بإيجار شهرى يصل إلى 45 ألف جنيه فى بعض المناطق.

 

 اقرأ ايضا|ورشة عمل حول معايير جودة البرامج المدمجة بـ «علوم المنوفية»
 

وقال محمد فاروق، أحد مالكى ملاعب النجيلة الصناعية فى قرية النوارات بمركز أبو قرقاص، إن المشروع أكثر ربحاً لملاك الأراضى غير الراغبين فى البناء حالياً، والذين لا يفضلون تأجير أراضيهم لتكون جراجات للسيارات أو مخازن للبضاعة، لأن مشاكلها أكثر، حيث أن هذا الشروع يضمن عائداً قدره حوالى 3 آلاف جنيه يومياً.
 
وقال فاروق: "الملعب ده كله اتعمل بأقل التكلفة ،غير إن المشروع كان حلمى أيام طفولتى لما كنت باشوف الملاعب فى النوادى الخاصة، والمنطقة اللى باعيش فيها بقرية النوارات كانت ولا تزال خالية لا يوجد بها نادى للشباب.. ومشروع الملاعب عبارة عن قطعة أرض يتم تقسميها لملعب لكرة القدم وتزويد الأراضى بنجيلة صناعية، وهى أرضية بلاستيك خضراء، ومرميين وسور لقطعة الأرض وشبكة لمنع خروج الكرة عن الملعب وأحد العمال لتحصيل قيمة إيجار الملعب بالساعة، التى تتراوح ما بين 100 و150 جنيهاً للملعب الواحد بحسب كل منطقة".
 
 
هنا فى قرية «لاتلات» بمركز مطاى، قام أحد التجار باقتطاع قطعة من وسط الشارع، وقام بتنظيفه وحولها لملعب لكرة القدم لشباب القرية، للأهالى الذين فوجئوا ذات يوم بجرافات ومعدات تجهيز ليصبح المكان ملعب مفروش بالرمال ومضئ بكشافات كبيرة جعلت الإنارة فى المنطقة «مثل ضوء الشمس» على حد وصف الأهالى.
 
بعض الأهالى يقولون إن هذه الأرض يقوم صاحبها بإنشاء ملعب، وتكمن المشكلة فى أن هذا الملعب تحيط به أحيانا القمامة، وتنبعث الروائح الكريهة التى يتنفسها اللاعبون والهواء الملوث الذى يستنشقه الأطفال، وبالتالى تصبح البيئة المحيطة بالملعب بقرية لاتلات بمطاى مشكلة فى منطقة كان أقصى طموح سكانها الذين طالما حلموا بمركز شباب وناد اجتماعى، هو مكان للعب الكرة.

وأضاف حسن سيد، أحد قاطنى القرية، أن صاحب الملعب يقوم بسرقة التيار الكهربائى من أعمده الإنارة، ويجب على المسؤلين محاسبة المخالفين الذين يقوموا بسرقة التيار الكهربائى .
 
وأكد سيد جمعه، 14 سنة، أحد اللاعبين الذين يؤجرون المكان بالساعة للعب الكرة قائلا: «الملعب هنا غنتنا عن اللعب فى التراب بالشارع وسط المنازل وأراحتنا من سباب أهالى الحارات»، واصفاً بيئة هذه الملعب: «على الرغم من أن المكان وسط مقالب القمامة ونشم روائح كريهة، لكننا لا نملك بدائل»، مؤمنا على عبارته بـ«أحسن من ما فيش».
 
وتابع موضحاً الأسباب التى تدفعهم لتأجير هذه الملاعب قائلاً: «فى البداية كنا نلعب فى الشارع، ونعود إلى لهذا نؤجر تلك الملاعب للعب الكرة لمدة ساعة أو اثنتين».
 
وأضاف: «بنأجر الساعة هنا بـ 50 جنيه من 6 صباحاً إلى 6 مساء، وترتفع القيمة الإيجارية إلى 70 جنيه فى الفترة بين 6 مساء إلى الساعة 6 صباحا، وبنجمَّع أنا وأصحابى فى المدرسة وجيرانى فى الشارع المبلغ ده من بعضنا ممكن كل واحد يدفع من 3 إلى 5 جنيه على حسب عددنا».
 
هذه الملاعب تجد إقبالاً كبيراً، ويتضح ذلك من كثرة الفرق التى تنتظر من سبقتها فى اللعب حتى تنهى «ساعة لعبها»، قبل أن تدفع إيجار الساعة، وتدخل هى أيضاً أرض الملعب، وهكذا.
 
لا يوجد شروط خاصة لدخول هذه الملعب سوى عدم التدخين أو السب داخل الملعب، هذا ما أوضحه حمادة عبداللطيف أحد اللاعبين المترددين على نفس الملعب، وقال: «لا يشترط الملعب زيا معينا أو حذاء معينا، وفيه مننا اللى ممكن يلعب حافى بدون حذاء بالرغم من خشونة النجيلة الصناعية، أما الكرة اللى بنلعب بيها فبناخدها ضمن إيجار الملعب».
 
ولا يختلف الوضع كثيراً فى الملاعب المنتشرة على الطريق الدائرى ربما تتقارب الأسعار، لكن تختلف الأماكن، وطريقة الحصول على المساحة لإنشاء الملعب، فالبعض منهم أخذ الأرض بوضع اليد والبعض استأجر من المالك والبعض الآخر قرر استثمار أرضه فى مشروع مربح لإنشاء ملعب كرة، بحسب سالم عيسى، أحد سكان منطقة المرج: «انتشرت ملاعب الكرة المؤجرة بشكل كبير على الطريق الدائرى وبين كل 100 متر بطول الطريق الدائرى تجد ملعباً، كيف أُنشئ أو متى أو بأى صفة قانونية أعطيت له الكهرباء والتراخيص فهذا ما لا نعرفه، لكن ما نعرفه جميعاً أنه مشروع مربح، أنشئ مكان الخرابات ومقالب القمامة والرشاحات القديمة».
 
نفس الشيء أكده هانى على، مدير كرة قدم فى أحد الملاعب بالمنيا بقوله: «لا شك أن إنشاء الملاعب على الأراضى الزراعية وتأجيرها للشباب بيزنس مربح، مثلاً فى كل قرية تجد أكثر من ملعب وملعبين ليستفيد من الإيجار العالى الذى يصل إلى 10 أو 15 ألف جنيه شهرياً، وجميع هذه الملاعب تعمل بكفاءة جيدة خاصة فى شهور الصيف، وتقل إلى النصف تقريباً خلال موسم الشتاء».
 
وأضاف: «هناك تسعيرة موحدة للملاعب وهى التأجير بالساعة والتى تصل إلى 100 جنيه أثناء النهار و120 جنيهاً، وفقاً لما قاله أحمد صالح، أحد اللاعبين، ومعظمنا يلجأ للعب الكرة داخل الملاعب التى يتم تأجيرها بالساعة المنتشرة فى قرى المحافظة .
 
 
مروة جادالله، والدة الطفل أحمد فرج ، 15 سنة، وأحد اللعبين قالت: «الفكرة بالنسبة لى أكتر من هايلة، لأنها قللت من لعب العيال فى الشارع، والمرمطة اللى بيشوفوها من جروح وكسور بيتعرضوا لها ولادنا فى الشوارع».
 
وأضافت: «أنا قدمت لابنى فى إحدى النوادى بـ300 جنيه فى الشهر واشتريت ملابس الفريق بـ 70 جنيه".

حلم "مروة" الوحيد أن يصبح ابنها مثل اللاعبين الدوليين الذين تشاهدهم حيث قالت: «نفسى ابنى يبقى حريف كرة زى أبوتريكة أو عماد متعب ويتباع بالملايين للنوادى الكبيرة».
 
ومن ناحيتها، شنت مباحث شرطة الكهرباء بمدينة المنيا حملة على القرى لضبط كافة المخالفات فى قضايا سرقة التيار الكهربائى بالمحافظة عبر توصيلات غير قانونية، حيث أسفرت الحملة عن ضبط 13 قضية لسرقة التيار الكهربائى. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة