محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة 

محمد البهنساوي يكتب: إيميلات «كلينتون».. «والي عكا» يعود من جديد !!   

محمد البهنساوي

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020 - 08:04 م

 

- المفاجأة المصطنعة بين إخوان الدوحة وخونة القاهرة 

- ذهب ليبيا وربيع سوريا.. والوجه العصري لقبح الاستعمار التقليدي 

- شاشة الجزيرة وقصور حمد وثري بنغازي .. تعددت الأوجه والخيانة واحدة  
 

لا أدري سر الضجة بالشارع العربي بعد سماح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكشف فضيحة إيميلات هيلاري كلينتون، منافسته السابقة بالانتخابات الرئاسية ووزيرة خارجية باراك أوباما ومهندسة الربيع العربي.. هل هذا الضجيج يعكس صدمتنا كعرب من فحوى ما تم كشفه من رسائل؟.. وهل كان مضمونها مفاجئا لأحد خاصة في مصر؟.. وهل كنا نظن لا قدر الله في الأخلاق أو «عدم الأخلاق» الأمريكية غير ذلك؟.. أم أننا سنفقد الوعي لصدمتنا في تحالف الشيطان الأكبر أمريكا وأولياءه من إخوان الدوحة وخونة القاهرة؟  

لن أتحدث عما كشفته – أو بالأحرى أكدته - تلك الوثائق من مخطط دولي ليس لإطلاق الربيع العربي بدول المنطقة إنما التخطيط لإعادة بناء منطقة مشرذمة على بقايا الجسد المصري الذي خططوا لتمزيقه.. لكن الله سلم وجاءت 30 يونيو لتنقذ الشرق الأوسط بأثره من هذا المخطط الجهنمي.. وهذا سر عداء أوباما وكلينتون وأشياعهم لثورة 30 يونيو.. هذا الكلام كتبته وغيري مرات عديدة.. لم يكن إنفرادا لنا وغيرنا.. إنما إقرار لحقيقة لا يجهلها أو يتجاهلها إلا غافل أو مضل ومضلل.

اليوم أسترجع مشهدا من فيلم الناصر صلاح الدين تراءى لي وأنا أتابع تلك الوثائق.. «والي عكا» وهو يسلم مفاتيح المدينة للقوات الصليبية في مشهد خيانة يجسد ما نحن فيه اليوم.. أتحدث عن المشهد بالفيلم بعيدا عن حقيقة الأمير بهاء الدين قراقوش حاكم عكا وأحد أخلص رجال صلاح الدين ومقاومته سقوطها.. بينما يذكر التاريخ كذلك الملك الكامل الذي سلم بيت المقدس فعليا للصليبيين.. المهم نعود لمشهد فيلم الناصر وواقع سقوط بيت المقدس وكلاهما بالخيانة.. مشهد ليس الأول من نوعه.. ولن يكون الأخير.. ووثائق كلينتون تثبت يقينا أن التاريخ يعيد نفسه.. مع اختلاف موقع وتركيبة والي عكا.. وأيضا شكل القوات الغازية وأسلحتها للغزو.   
 
«الوالي يتلون» 
 
وفي مشهد الخيانة الحالي بمنطقتنا المثبت بالوثائق.. والي عكا يتلون خلف شاشات «جزيرة» الدوحة ويسكن في ردهات قصورها ويعتلي بعض منابر مساجدنا بمصر وخلف حبات مسابحنا.. جميعهم تملكتهم شهوة السلطة سواء على عرش المنطقة الذي لن يتمكن منها أحد في ظل صمود مصر.. وقوة علاقتها ببعض أشقاءنا خاصة بالسعودية الغالية.. أو يسعون لعرش مصر نفسه تحت عباءة الدين الذي يحلل لهم ما حرمه إسلامنا من مساندة أعداءنا لتدمير شعوبنا وتحويل دولنا ركاما يثبتوا في حطامه عرشهم الواهي.. هذا الخائن أيضا تجسد في رجل أعمال ليبي من أرباب القذافي ليسلم الأمريكان خرائط بالمناطق الإستراتيجية التي يبدأو بها الضرب ..يخدع نفسه بإسقاط العقيد وهو يعلم يقينا أن ليبيا التي ستسقط ويذهب ريحها وكنوزها لأعدائها وليتشتت شعبها .. مشهدا أخر للخاينة كشفته الوثائق ..وهناك محاربي «الكي بورد» بشاشات الجزيرة وبين ردهات العالم الافتراضي للتواصل الاجتماعي ..أيضا خيانة وعهر أخلاقي.. ومن حاول تفتيت الشرطة المصرية.. وإضعاف جيشنا أو إلقاءه بأتون حرب الناقة والجمل بها لمخططيها.. كل هذه الوقائع أثبتتها وثائق كلينتون وهى قمة الخيانة ولم تمنع أبطالها أوهام وكوابيس حاكم عكا من تكرار الخيانة.
  
«كنوز وتقسيم»   
  
وإذا قلنا إن التاريخ يعيد نفسه.. فليس في مشهد الخيانة فقط ..لكن كما فعلها الاستعمار مرات ومرات من تفتيت أمتنا العربية وخلق كيانات ودويلات معظمها متناحرة والاستيلاء على كنوزنا.. كشفت الوثائق نفس المخطط الذي ألجمته ثورة 30 يونيو.. وما حدث بليبيا «طبقا للوثائق» تجسيد لهذا.. فرنسا وأمريكا تتفاوضان من يرث 150 طنا من الذهب الليبي بعد إزاحة القذافي ودخول البلاد في دوامة الصراع والتفتت.. ومن يستولي على آباره البترولية.. سيناريو العراق وغيره يتكرر بدهاء وخبث غربي.. وبجهل وغباء عربي منقطع النظير.. فهؤلاء المستجيرين بأمريكا.. ألم يراجعوا التاريخ ليدركوا مصير خيانة الأوطان التي لم تفلح يوما ولم ينجو صاحبها.. لكنه الطمع والجشع والغباء.
  
نعود للسيناريو التاريخي المكرر ..فهل نجت سوريا أو ليبيا واليمن التعيس والعراق الحزين من مخطط التقسيم.. وهل كانت مصر لتنجو منه إلا بما حدث في 30 يونيو ولازلنا ندفع ثمن نجاحها من محاولات تشويه وتشكيك وتفريق؟ 
   
«الجزيرة – واشنطن».. والأسئلة الحائرة   
  
الآن وبعد ما تأكد من يتشكك ويشكك في كلامنا حول المؤامرة الأمريكية والمخطط العالمي للمنطقة.. تتبقى أسئلة حائرة.. أولها: هل لازال بيننا من يملك جرأة مشاهدة جزيرة الدوحة أو تصديق أكاذيبها؟ .. وثانيها: لمن يراهن على نجاح ترامب.. أو صمود وصعود بايدن.. هل تعتقد أن هناك فرقا في هذا المخطط التاريخي الذي لن يتوقف ؟ .. الفارق أن ترامب أوضح رغم غروره من الديمقراطيين وخبثهم وخبائثهم وخبثائهم.. وهل اليوم نسمع من يتجرأ علي وصف أمركا بواحة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.. قد تكون كذلك بالفعل لكن للإنسان الأمريكي.. أما غيره فليذهب لجحيم الغباء والوهم الكبير. 

وأخيرا إذا كان ما تم الكشف عنه جزء من وثائق تصل إلى خمسين ألف وثيقة.. وإذا أخذنا في الاعتبار مراعاتهم لأمنهم القومي ومصالحهم القومية وعدم فضح أخلص عملاءهم.. فبالتأكيد ما خفي كان أعظم!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة