د. طارق شوقي وزير التعليم
د. طارق شوقي وزير التعليم


خاص | وزير التعليم: لدينا 400 ألف معلم لا يمارسون المهنة.. وهذا مصير المتقدمين لمسابقة الـ120 ألف معلم

فاتن زكريا

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2020 - 11:29 م

- مصر نجحت في تطوير التعليم بشهادة المؤسسات الدولية

- ميزانية منظومة تطوير التعليم الجديدة أقل من 10 مليارات جنيه في 3 سنوات

- بدأنا في وضع أسئلة الامتحانات الإلكترونية للثانوية العامة


قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن التعليم تم إهماله لسنين طويلة وفخور بالمناهج الجديدة التي تم إنجازها، وتابع قائلاً: «أحاول أن أبين للمواطنين الصورة الكبيرة لتطوير منظومة التعليم، ثم أوضح كل صورة تستهدف كل فئة لوحدها، فالتعليم الذي حصلنا عليه في الستينيات والسبعينيات كان مستفيدا من التعليم الجيد الذي كان موجوداً قبل ذلك، ولم يعطه أحد الاهتمام الكافي منذ فترة الثمانينيات، وبالتالي لدينا حجم كبير من التحديات ولا يمكن أن نقوم بحله في وقت واحد».

وأشار  وزير التعليم، في تصريح خاص لـ«الأخبار المسائي»، إلى أننا نحاول أن نرتفع بمستوى مدارس الحكومة، فمن أجل بناء مناهج دراسية لـ14 سنة فهو مشروع ضخم للغاية ونحن مدركون تماما أن هناك مشكلات في البنية التحتية وكثافات الفصول وعجز المعلمين، ونحن نحاول أن نخترق كل هذه المشكلات بشكل متسلسل ومدروس منذ عام 2014، ولكن الاستثمار كله في بناء النظام الجديد، ووزارة التعليم قامت بمجهود جبار في هذا الأمر أنا فخور به.

أكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة شكلت لجنة لوضع مقترح لزيادة أجور المعلمين تنفيذاً لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ولكن الحديث عن أرقام للزيادة حاليا مستحيل في ظل عمل اللجنة حاليا، ولكن ببساطه شديدة لابد أن نوضح أمرين، الأول أن متوسط تكلفة بناء فصل واحد تصل إلى نصف مليون جنيه، وهناك فصل يتكلف مليون جنيه بجميع مشتملاته ونصيبه في الأرض.. إلخ، لما نبني  مدرسة 40 فصلا فالمفروض أن يتكلف بناؤها 20 مليون جنيه، أو أكثر، يعنى بناء الفصل بالمدرسة الياباني  بمليون جنيه، والأمر الآخر لو زودنا مرتب المعلم 100 جنيه فقط «مشفية»، فالمائة جنيه فى مرتب المعلم يساوي مليار جنيه فى الموازنة، لو زودنا 500 جنيه فيساوى التكلفة فى الموازنة 5 مليارات جنيه، لما يكون عندي في التطوير كله وحلول مشاكل مصر كلها بالأرقام اللي ذكرتها، «يبقى أجيب المليارات دي كلها منين».

«10 مليارات لزيادة الرواتب»

وقال الوزير، نحن نتحدث عن  10 مليارات جنيه لزيادة الرواتب مثلاً وكمان «مش هيعجبوا»، وحتى يكون المعلمون معنا فى الصورة نذكر هذه الحسبة بدون ضرائب أو خصومات، ونضربها فى 800 ألف معلم فقط.. ولكن بكل تأكيد أن العام الدراسي الجديد سيكون عاما لتقدير المعلم، وقبل نهاية العام الحالي سنكون انتهينا من زيادات الأجور .

وعن عدد المعلمين المستفيدين من زيادات أجور المعلمين.. كشف وزير التعليم، أنه مثبت على الورق أن لدينا مليوناً و300 ألف معلم، لكن لدينا  من 800 إلى 900 ألف معلم يمارسون مهنة التدريس على أرض الواقع وحالتهم صعبة وهم من يحتاجون لزيادة رواتبهم وتحسين أحوالهم الاجتماعية، أما باقي المعلمين وعددهم 400 ألف، والذين لم يمارسوا مهنة التدريس، هيقولوا «اشمعنا» فهذه معركة أخرى ستواجهها الوزارة.

وبالنسبة لمطالب للمعلمين بتعديل أساسي رواتبهم من أساسي 2014 إلى 2020 .. قال وزير التربية والتعليم: نحن فى صف المعلمين، ونحاول تلبية مطالبهم بقدر المستطاع، لأن المعلم هو العمود الفقري للعملية التعليمية، ولكن حينما سألت وزير المالية عن إمكانية تحويل أساسي المعلمين من 2014 إلى 2020، أبلغني أن قانون الخدمة المدنية يعارض ذلك وقد يسبب لهم مشكلة مع قطاعات أخرى، وبالتالي يكفي المعلمين أن الوزارة تبذل مجهوداً، والدولة متعاطفة، فلما صدقنا أن الدولة رأت إنجازاً يحدث على أرض الواقع، وبالتالي أصبح هناك ثقة أن فيه «قماش» طالع وتطوير على أرض الواقع، وقمت فى العديد من اللقاءات بشكر المعلمين أمام رئيس الجمهورية، وأكدت أنه مثلما هناك جيش من الأطباء، هناك جيش من المعلمين، لحد هنا خلاص مش هقدر أضغط أو أحرج الدولة أكثر من ذلك .

وعن إحداث تمييز في زيادات الأجور بين معلمي النظام الجديد للتعليم والمعلمين الآخرين أم أن الزيادات ستكون موحدة للجميع.. أكد شوقي، أن هذه قرارات صعبة جداً جداً جداً، لأن كل هذا له جوانب قانونية، فلو نجحنا في الزيادة فلا يوجد هذا التمييز حاليا، بل ستكون الزيادات موحدة لجموع المعلمين، ولكن من المؤكد أنه لو هناك دعم من الدولة سيوجه للوزارة فلن يتحول لمجرد رقم لزيادة المعلمين فقط، وإنما أيا كان الرقم سنأخذه، وسيكون هناك زيادة ثابتة لجموع المعلمين لتحسين وضعهم المادي، وبجانبه حصالة للزيادة أيضاً ولكن لمن يجتهد من المعلمين لكي يحدث الاثنين «زيادة وحوافز للمعلمين المجتهدين وذو الكفاءة»، بحيث يتم تحديد معايير للزيادة الأخرى التي ستمنح في شكل مكافآت وحوافز بحيث يحدث نوع من التنافسية وقدر من العدالة بين جموع المعلمين، «ليكون اللي بيشتغل أحسن من اللي مبيشتغلش»، وهذا ما نفكر فيه فهناك تفاصيل كثيرة في هذا الموضوع .

«مسابقة الـ120 ألف معلم»

وكشف الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن مصير مسابقة الـ120 ألف معلم التي سبق أن أعلنت عنها الوزارة في أكتوبر الماضي.

وأكد الوزير، في تصريح خاص لـ«الأخبار المسائي»، أن المسابقة لا تعني التعيين بالضرورة، فلم يسبق للوزارة أن قالت للمتقدمين «هعينكم»، ضاربا المثال على ذلك بالشركة التي تعلن عن فتح باب التقديم لمسابقة ويتقدم لها 100 شخص، متسائلا، هل الشركة ملزمة بتعيين جميع المتقدمين لها أم تجري لهم مقابلة «إنترفيو»، وبالتالي الوزارة لم تقل لهؤلاء المتقدمين، أنها ستقوم بتعيينهم، مؤكداً أن جميع التعيينات بالدولة موقوفة، كما أن الوزارة لم تقل يوما إن بها تعيينات جديدة، وبالتالي لكي أقوم بتعيين معلمين جدد من أول 1200 جنيه فأكثر توضع في موازنة الدولة، فهذا أمر مستحيل، إذن نحن نتحدث عن عقود مؤقتة في كل المسابقات والعقود المؤقتة اسمها مؤقتة ولا تسمى تعيين.

وأضاف وزير التعليم: «ليس من المفترض تعيين كل من يتقدم للمسابقة لمجرد أنه عمل الورق وقدمه، لافتا إلى أن مسابقة الـ120 ألف معلم تقدم فيها 700 ألف، وكل واحد في الـ700 ألف يرى نفسه الأنسب والأجدر للتعاقد، فلو الوزارة لديها أساساً أموال وموازنة، سنأخذ 7/1 العدد أصلاً، ولكن في الأصل لا يوجد تعيينات، وبالتالي المسابقة هي عبارة عن قاعدة بيانات لناس قُبلت، وقدمت الورق واتعمل عليها "صح" فى كل حاجة، ولما يبقى فيه عندنا موازنة واحتياج هناخد من هذه القاعدة، إنما مفيش التزام من الدولة بتعيين كل هذه الأعداد.

وعن أزمة عجز المعلمين في المدارس.. أكد الوزير طارق شوقي، أنه لا يوجد لدينا أزمة عجز فى المعلمين نهائياً، مشيراً إلى أن هذا العجز كان في منظومة التعليم التقليدية أيام ما كان هناك حصص وفصول، لكننا حالياً في ظل المنظومة التعليمية الحالية التى فرضتها علينا كورونا أصبح الأمر مختلفاً تماماً، والأرقام القديمة الخاصة بالعجز لا تنطبق على النظام التعليمي الجديد الذي سيحدث في أكتوبر الحالي.. قائلاً: «نحن نُعد مدرسة كاملة على التليفزيون»، وبالتالي نصاب المعلم في المدرسة من الحصص اختلف تماما عن المنظومة التعليمية القديمة، وبالتالي أيضاً فكرة العجز هذه بتحسب بمسطرة تانية خالص وهنا فيه فرق كبير جدا..

«ميزانية التعليم»

وكشف الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في تصريح خاص لـ«الأخبار المسائي»، النقاب عن ميزانية الدولة الموجهة لتطوير التعليم وفقا للنظام الجديد، حيث أكد الوزير، أن كل ما حدث في مصر من تطوير في التعليم الأساسي وحتى المرحلة الثانوية من المنصات والتابلت وكل ما يُرى على أرض الواقع، تكلف أقل من 10 مليارات جنيه والوزارة فعلت كل ما تقدر عليه لتعظيم الاستفادة من ترشيد الإنفاق.

ولفت وزير التربية والتعليم، إلي أن هناك 3 دفعات حصلت على أجهزة التابلت بتكلفة مالية نحو 9 مليارات جنيه دفعتها وزارة التعليم من الموازنة، بما فيها السيرفر والفايبر والشاشات والبنية التكنولوجية التحتية بالمدارس الثانوية، مؤكداً أن الوزارة تدفع لوزارة الاتصالات مقابل الحصول على تلك الخدمات مثلها مثل  أي مواطن، وبالتالي التطوير من 2017 حتى 2020 وفقا لموازنة الدولة للوزارة بدون مبانٍ، قرابة 10 مليارات جنيه منها 9 مليارات جنيه ذهبت لشراء أجهزة التابلت وتجهيز المدارس بالبنية التحتية والتكنولوجيا، أي أن المتاح لنا مليار جنيه، ورأى الجميع في المقابل تطوير «مناهج وشاشات ومحتوى رقمي ومنصات» تكلفتها الحقيقية تساوي أكثر من هذا المبلغ بمراحل وهو ما يدل على شطارة الوزارة ونجاحها، وقال: «المفروض أن الوزارة تحصل على جائزة بسبب أننا أكثر وزارة قامت بمشاريع عديدة وتطوير نظير أموال قليلة من الموازنة».

ومثَّل وزير التعليم، نجاح الوزارة في التطوير مقابل الموارد المادية القليلة المتاحة من الموازنة بـ«الشاطرة تغزل برجل حمار».. حيث قال الدكتور شوقي، إن الأدوات المتاحة لنا هو ترشيد الإنفاق في أي شيء لا نراه مهماً أو يمنح نفس القيمة والاستفادة القصوى من الشركات التي فيها "On Way"، حيث لدينا القدرة على إقناع الأجانب لعقد شركات والعمل معنا  بأقل تكلفة، يعنى مثلاً «يشتغلوا معانا ومن خلال عملهم يحدث تسويق لهم بفتح شركات فى دول أخرى، أو تعالى ولما نعمل حاجة مع بعض نبيعها بره ونقسم ، لكن بالإضافة لذلك ننمي الموارد، فتغير شكل الأداء تماماً».

« تأليف المناهج الجديدة»

وأكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة  تستعين بالأجانب في عملية ترجمة المناهج المؤلفة حديثاً، على أن يقوم مركز تطوير المناهج بمراجعتها.. حيث قال: «نستعين بالأجانب لعملية الترجمة وبندفع لهم طبعا، نحن  نتعامل مع مؤسسات علمية مثل «ديسكفري، ناشيونال جيوجرافيك»، شركات تقيلة تعمل مع مركز تطوير المناهج  فى إطار بناء المناهج  وفقاً للأطر العالمية، ومركز تطوير المناهج يقوم بمراجعة المناهج  100 مرة قبل تدريسها تجنباً لحدوث أخطاء في الجوانب العلمية. 

وتابع: «إذن نحن ندفع ثمن الحاجة اللى هتعيش معانا»، بنصرف فقط على مناهج التعليم الجديدة التي تُبنى على ورقة بيضاء، لأنها ستستمر معنا 30 أو 40 سنة قادمة، فمهما دفعنا فيها فهي رخيصة، لأن نسبة الصرف على الاستفادة هائلة، نحن نسابق الزمن لاستكمال تطوير التعليم  حتى لا يقع».

وأوضح وزير التعليم، أن الوزارة تعكف حاليا على بناء مناهج الصف الرابع والسادس الابتدائي وفقا للنظام الجديد للتعليم، وهذا مجهود رهيب لا يتخيله أحد.. لافتا إلى أنه فى 17 أكتوبر الحالي سيطبق النظام الجديد على طلاب الصف الثالث الابتدائي.

 «امتحانات الثانوية العامة»

وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن مركز الامتحانات بدأ في إعداد بنوك أسئلة الصف الثالث الثانوي العام لإجراء الامتحان إلكترونياً، منذ بداية فصل الصيف، لافتاً إلى أن عملية بناء الأسئلة مستمرة، فلكي نقوم بإعداد بنك أسئلة لمادة دراسية لابد أن يكون في الحصالة بحد أدنى 500 سؤال، وبالتالي نحن طوال الوقت مستمرون في إنتاج أسئلة جديدة، واستطرد قائلاً: «ومن مصلحتنا أن هذا الرقم يزيد حتى نستطيع عمل نماذج مختلفة، ومتعددة من أسئلة الامتحان.

وأضاف: نحن نعمل بطريقة مرنة وسلسة، ونعمل حسب المطلوب وليس وفق خطة لإنتاج الأسئلة خلال الخمس سنوات القادمة سننتج «كام سؤال»، فهذا لم يحدث، ولكن نحن نتعلم ونصلح وإحنا ماشيين، إحنا عايزين كام امتحان هنعمل كذا فرصة يبقى محتاجين كام نموذج، طب لو واحد عنده مشكلة يبقى لازم على الأقل عندي كام سؤال»، فهي ليست أرقاماً محددة، فهناك تفاصيل لا أحد يعلمها، لأن الغالبية العظمي من الطلاب مدارس حكومية، ولكن نحن من الممكن أن نعد امتحان لطالبين فمثلاً يوجد فى مصر مدرستين إيطالي ولا أحد يعلم عنهم شيئا، وبالتالى نحن مطالبون بعمل امتحانات باللغة الإيطالية في كل المواد الدراسية لهؤلاء الطلاب وهذه تكلفة باهظة يستفيد منها قرابة 50 طالبا امتحاناتهم تساوي نفس تكلفة الامتحانات التي يتم إعدادها باللغة العربية.

وتابع: نحن نقوم بإعداد امتحانات باللغات المختلفة وكل هذه تكلفة كبيرة وفي ذات الوقت نحارب الغش والتسريب في الامتحانات لكن بالطبع لا أحد يركز جيداً في التكلفة.

وأضاف وزير التعليم أن المواد التي يطلبها الجمهور من الطلاب وأولياء الأمور «أون لاين» أغلى 100 مرة من الكتب الورقية التي تتم طباعتها، المواد الرقمية غالية جداً لكن الوزارة نجحت في الحصول عليها مجانا «مراجع وقواميس ومكتبات»، وكل هذا مترجم للغة الانجليزية، وهناك من يطلب ترجمته للغة الفرنسية لعدم استطاعتهم فهم المحتوى التعليمي باللغة العربية، وبالتالي يضعوننا أمام مشكلة التكلفة لترجمتهم للغات أخرى غير الانجليزية .


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة