محمد وحيد- نشوة حميدة

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020 - 05:01 م

- «يسري محمد»: تدربت على الجرار الجديد في أمريكا.. و«زر» يوقفه أوتوماتيكيًا في حالة السرعة القصوى 

- 20 دقيقة مدة أقصى عطل بالجرار الجديد.. والسبب يرجع إلى«سقوط السيستم»

- جميع الأعطال تظهر على شاشة الكمبيوتر.. و«زر» يطفىء الحرائق فورًا 

- «سارينة الأمريكي» عالية منعًا للحوادث.. وسكك حديد متطورة خلال السنوات القادمة

 

كشف يسري محمد علي، قائد قطارات، ومدرب في المعهد الفني للسكك الحديدية بوردان، أن الجرارات الأمريكية الجديدة من طراز «جنرال إلكتريك GE» تعتبر من أفضل القاطرات التي استقبلتها الهيئة خلال السنوات الأخيرة، لأنها أدخلت عامل التكنولوجيا إلى السكة الحديد. 

وقال «علي» في حواره لـ«بوابة أخبار اليوم»: إن مزايا الجرارات الأمريكية الجديدة كثيرة، حيث خففت مهمة القيادة بعد أن كنا نقود بيدينا، فأصبح العمل على الجرارات GE الأمريكية الجديدة بـ«الكمبيوتر».

وتحدث قائد القطار، عن عوامل الأمان في الجرارات الجديدة، وكذلك أبرز العوارض أو المواقف الطارئة التي يتعرض لها وكيفية التعامل معها، إضافة إلى التطوير الملموس خلال الفترة الأخيرة، وإلى تفاصيل الحوار... 

-بداية.. حدثنا عن بداية يومك منذ الاستعداد للرحلة بالقطار؟
أخرج صباح كل يوم من بيتي قبل موعد رحلة القطار بساعتين، بحيث أتواجد قبل قيام الرحلة واستعد بقيام الجرار من الورشة ثم أضمه على عربات القطار، وأمر على الجرار للاطمئنان على أنه في أهبة الاستعداد للرحلة من حيث قياس الزيت وعوام الأمان واختبار الفرامل وعدم وجود أي أعطال أو مشاكل فنية نهائيًا. 

بعد ذلك، أصعد إلى كابينة القيادة مع زملائي، ونناور ثم ننطلق بالرحلة. 

- كم سنة قضيتها في السكة الحديد؟
أعمل منذ أكثر من 30 عاما بالسكة الحديد، وعلاقتي بجرار القطار أصبحت «علاقة صداقة» تجمعنا سوياُ بعد أن اعتدت العمل عليه وعرفت كل صغيرة وكبيرة تخصه، وفي الفترة الأخيرة استقدمت هيئة السكة الحديد جرارات ساعدت قائد القطار كثيرًا، وخففت مهمة القيادة بعد أن كان يقود بيديه، فأصبح العمل على الجرارات GE الأمريكية الجديدة بـ«الكمبيوتر».

-ما الذي يميز الجرار الأمريكي عن غيره.. وما الفرق بينه وبين «الألماني»؟

يتميز الجرار الأمريكي GE بكونه معدة حديثة جدًا، تدار بالتكنولوجيا العالية، حيث أقود الجرار وأنا جالس بمكاني بدون أي مجهود، ويتميز أيضا بوجود شاشة «إظهار الأعطال» للاستعلام عن الأعطال والعمل على تذليلها، وهي تسهل مهمة قائد القطار في دوران الماكينة. 

أيضًا هو جرار مريح لدرجة كبيرة جدا، و«احنا تعبنا كتير» طوال فترة عملنا بالسكة الحديد بسبب عدم التحديث والتطوير، لكن الصفقات الجديدة أنعشت الأسطول وسهلت المهمة على مشغلي المنظومة. 

كما ينفرد الجرار GE بوجود دائرة أو إنذار الحريق الذي يتنبأ بوجود أي حريق في الجرار، وكذلك جهاز الإطفاء الذاتي الذي يخمد الحريق فورا، بجانب كونه جرارا مكيفا مما يسهل على قائد القطار مشاق الرحلة. 

أما الجرار «الهنشل» الألماني، فهو «شال الهيئة» بعد 40 عاما من الخدمة، لكن الزمن يتغير و"مفيش أحسن من الشغل بالكمبيوتر.

-هل تلقيت تدريبًا على قيادة الجرار الأمريكي باعتباره يعمل بأنظمة حديثة؟

بالتأكيد، فكنت ضمن الوفد المصري الذي سافر إلى شركة «جنرال إلكتريك» بالولايات المتحدة الأمريكية، لمدة 10 أيام، للتدريب على الجرارات الجديدة، وتعرفنا على تصنيعها ومشاكلها وعيوبها، وكذلك مميزاتها وكل ما يخص طرق تشغيلها. 

وعندما عدنا إلى مصر، بدأنا في العمل عليها وتدريب زملائنا قائدي القطارات على التعامل مع الجرارات الجديدة، وتم بالفعل التدريب والتنفيذ على أرض الواقع، وتبين أن «مفيش أسهل» من قيادة هذه الجرارات.

- حدثنا عن عوامل الأمان في الجرار الأمريكي؟
يتميز هذا الجرار بالعمل بالكمبيوتر، فكل الأعطال تظهر لي على شاشة الكمبيوتر المثبت بلوحة الجرار، وهنا أبدأ في التعامل مع العطل وإصلاحه من أجل القيام بالرحلة، كما أنه في بعض الأوقات ونظرًا لسرعة الجرار، قد نصل بالرحلة في زمن قصير.

 

- هل تواجهكم أعطالًا في الجرارات الجديدة؟
أي معدة تعمل لابد أن يحدث بها عارض، وبمجرد حدوثه يتم العمل على إزالته فورا، ولعل أبرز الأعطال هي «سقوط الهواء»، حيث يحدث بسبب عبث الركاب ببلف الطواريء داخل العربات من أجل توقيف القطار في محطة غير مقرر له الوقوف فيه، وهذا خطأ كبير يندرج ضمن المخالفات بلوائح السكة الحديد، لأنه يؤثر على الجرار، وبالتالي يؤخر الرحلة ويعطل الركاب. 

- هل يتم غلق أجهزة التحكم الآلي بالجرارات أو الـ ATC لتسهيل الحركة؟

لا، تعمل أجهزة التحكم بكامل كفاءتها في جميع الجرارات الجديدة، فهي تتحكم في ضبط السرعة 120 كم/ساعة، وهذا الجهاز يوقف عمل القطار في حالات معينة، مثل لا قدر الله إغماء قائد القطار أثناء العمل أو إصابته بأي مكروه ضمانا لسلامة الرحلة. 

 

- وما وظيفة جهاز «رجل الميت»؟
يعمل كل دقيقتين، ويتم استخدامه كدليل على أن قائد القطار «يعمل ويُركز» في الرحلة، يعني أنه موجود، وليس في حالات تغفيل أو وفاة. 

وفي حالة عدم الضغط عليها، يتم إيقاف القطار أوتوماتيكيا. 

- كم يستغرق إزالة العطل؟
أي كمبيوتر يشهد حالات توقف، ويتم خلال «ربع ساعة» بالظبط إزالة العطل، وفي حالة عدم الاستجابة يتم طلب وضم جرار جديد لاستكمال الرحلة. 

وأحيانا «الكمبيوتر بيهنج» كأي جهاز إلكتروني، وفي هذه الحالة يتم عمل «ريستارت» لمدة من 15 إلى 20 دقيقة لحين عودة تشغيل الجرار من جديد وعودة عمل الشاشة بكامل كفاءتها. 

- وما أبرز المواقف الطارئة أو العوارض؟
ضرب بعض الشباب والصبية قائدي القطارات بالطوب والزجاج، ما يتسبب في كسر زجاج الجرار وساهمت هذه الظاهرة في وفاة زملاءنا، وللأسف لا نعرف مدى الاستفادة من هذه العادة السيئة.

أيضا بعض الركاب يقومون بشد بلف الطواريء أو «جزرة القطار» ما يؤدي إلى إسقاط هواء الجرار وتوقفه عن العمل، وهنا يعمل قائد القطار على تشغيل الجرار في مدى لا تقل عن «ربع ساعة» نظرا لتأثيرها على عمل الكمبيوتر ما يؤخر الرحلة ويزعج الركاب، وقد نلجأ في هذه الحالة إلى طلب جرار جديد، ولا نعرف مدى الاستفادة من هذا العمل. 

 

- كم السرعة القصوى للجرار؟
السرعة القصوى لهذا الجرار 120كم/ ساعة، وفي حالة تخطي قائد القطار السرعة المعتادة، يوقف الجرار عمل القطار أوتوماتيكيا. 

- لكن يشكو بعض الركاب من التأخيرات اليومية؟
تحدث تأخيرات على جميع الخطوط يوميًا بسبب التجديدات وتحديث الإشارات التي تشهدها السكك الحديدية، لكن خلال شهور قلائل سيتم إنهاء هذه التأخيرات وتذليلها نهائيا.

- أيضًا.. هناك شكاوى من صوت «سارينة_ الجرار الجديد؟
من الممكن أن أعمل بدون السارينة، فهي لا تعيق قائدي القطار، لكنها إنذار للمواطنين الذين يعبرون المزلقانات والأماكن غير المخصصة للعبور، بأن القطار قادم ويجب إفساح السكة له، حفاظا على حياتهم. 

وأريد أن أوضح أن قائدي القطارات «مش مدمنين» ضرب السارينة، بل تستخدم للحفاظ على حياة المواطنين.

 

- هل يلمس قائدي القطارات تطويرًا حقيقيًا في السكة الحديد؟ 
نعم، نحن في عهد جديد للسكة الحديد، وظهر هذا جليًا في الجرارت والعربات الجديدة وكذلك الإشارات الجديدة المُطوّرة والتي أصبحت تعمل هي الأخرى بالكمبيوتر، فبالمعنى الأصح هناك سكك حديد جديدة، سيلاحظها الراكب خلال الفترة القادمة، بما يعود بالنفع على الخدمة المقدمة للجمهور. 

 

- أخيرًا.. هل لديك رسالة لرواد السكة الحديد؟
أقول أن السكة الحديد ملكًا للشعب المصري، ولابد أن يحافظ عليها للوصول إلى بر الأمان من سكك حديد مطورة تضاهي العالم، وهذا ما نتمناه مستقبلا.