د.محمد حسن البنا
د.محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

ذكريـات النصــر المجيـد

محمد حسن البنا

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020 - 06:16 م

 

الحديث عن بطولات مصر فى أكتوبر يجب أن تدرس بالمناهج الدراسية. ولدينا مادة خصبة يرويها القادة والجنود الأبطال.

فى 6 أكتوبر، وفى 10 رمضان من كل عام نفتش فى ذاتنا لنكتشف أننا أبناء شعب عظيم ، وأبناء قوات مسلحة قاهرة باسلة رادعة. بالنصر حصلنا على الأرض، وحافظنا على العرض، وعادت لنا الكرامة والعزة. تحية لكل يد ساهمت فى انتصارنا على العدو الصهيونى ومن خلفه فى أوروبا وأمريكا. هذا النصر الذى أتاح لنا السلام، وفتح الباب أمام دول المواجهة لاسترداد أرضها المحتلة فى يونية 1967. لكنها تمنعت واليوم تسعى للحصول على أقل من 10 بالمائة مما عرضه الرئيس الراحل الشهيد محمد أنور السادات رحمة الله عليه وعلى شهدائنا جميعا.

وإذا كان النتن ياهور رئيس وزراء إسرائيل يحاول اليوم قلب حقائق النصر المصرى، وتصويرها بأنها هزيمة، فإن هذا يدل على جهل بحقائق التاريخ، وسعى لتشويه نصر قواتنا المسلحة فى أكتوبر. وبخبث يستهدف زعزعة الثقة والروح المعنوية المصرية. وأنصحه بقراءة تقارير وأبحاث الأكاديميات والمعاهد الإستراتيجية والعسكرية الدولية، ليفهم كيف أصبحت حرب أكتوبر المجيدة مثالا رائدا فى النظريات التى تدرس بها. كما أنصحه بأن يعود إلى ما كتبه موشى ديان ومناحم بيجن وغيرهما من قادة إسرائيل المهزومين حول حرب السادس من أكتوبر!.

من هنا أرى أن الحديث عن بطولات مصر فى أكتوبر يجب أن تدرس بالمناهج الدراسية. ولدينا مادة خصبة يرويها القادة والجنود الأبطال فى معركة أكتوبر. ويجب أن نسرع بإنتاج فيلم عالمى، توفر له كل الإمكانات المطلوبة عن بطولات قواتنا المسلحة. وأكاد أجزم أن لكل فرد من قواتنا المسلحة الباسلة قصة تستحق أن تقرأ. وقد أتعجب من تقاعس وزيرة الثقافة وقيادات الوزارة عن أداء دورها فى توعية المواطن بالدروس المستفادة من أكتوبر. وهى أيضا دروس نذكر بها العدو الصهيونى الذى يقوده النتن ياهو.

وداعًا يا بطل

منذ أيام فقدنا بطلا من أبطال أكتوبر المجيد. ابن الصعيد وابن مصر البار اللواء على عثمان بلتك عن عمر يناهز 82 عاما، بعد مروره بأزمة قلبية حادة، قائد عملية ضرب ميناء إيلات الإسرائيلى. ولد فى محافظة سوهاج 16/5/1940، تخرج فى مدرسة سوهاج الثانوية العسكرية عام 1957، وتخرج من الكلية الحربية عام 1962، التحق بسلاح الصاعقة، شارك فى حرب اليمن وحرب 1967، ثم عمل مدرسا لمدرسة الصاعقة ونفذ عمليات فدائية فى حرب الاستنزاف، كان قائد عمليتى تدمير المدمرتين ∩بيت شاف وبيت يم∪ الإسرائيليتين، كما قاد عملية تفجير محطات الكهرباء ومصنع نحاس شمال إيلات وعنابر الإنتاج وثلاث عربات لورى وثلاث عربات ركوب، هو قائد عملية ضرب وتدمير ميناء إيلات الإسرائيلى التى وصفها موشى ديان وزير دفاع إسرائيل آنذاك عقب احتلال سيناء عام 1967 بأنها روح فدائية انتحارية من المصريين. وبهدوء وفى صمت توفى اللواء ∩على عثمان بلتك∪.

لن أنتظر!

ابن آخر من أبناء مصر الأبطال الشهيد نشأت نجيب شرقاوى. قصته كما ترويها شقيقته نبيلة نجيب شرقاوى والدة الفنان أمير وهيب والمعمارى سامح وهيب. الشهيد من مواليد القاهرة ١٩٤٥ وكان قد أنهى خدمته العسكرية. لكن عندما أعلنت مصر الحرب وعلم من أصدقائه أنهم تسلموا خطابات استدعائهم، رجع البيت وهو غاضب وقال ∀أنا رايح أحارب قالت له جالك الجواب قال لها لأ أنا مش هستنى الجواب قالت له ليه قال لها علشان دول وبيشاور على أمير وسامح عايزهم لما يكبروا يقولوا علينا إيه∀ ولم ينتظر الخطاب وحصل على إجازة من عمله وذهب إلى وحدته وتسلم خطاب استدعائه. كان الشهيد البطل جندى نشأت نجيب شرقاوى، مقاتل سلاح الإشارة الذى جاد بحياته فى معركة القطاع الأوسط بسيناء يوم ١٥ أكتوبر ١٩٧٣ فى أعنف المعارك ضد قوات العدو المدرعة والميكانيكية ومظلاته الجوية من طائرات الفانتوم وسكاى هوك وسوبر ميستير. من أقواله ∀سلاح الإشارة هو سلاح الرئيس السادات، الإشارة عين القائد وأذناه وصوته وحواسه كلها، مثل الدم فى جسم الإنسان، أنا متأكد من النصر. استشهد البطل وهو يرافق أحد قادة وحدات المشاة فى معركة اقتحام وتقدم إلى عمق القطاع الأوسط شمال سيناء، كان حاملا جهازه مبلغا أوامر قائده إلى بقية المقاتلين، ألقت طائرات العدو قنابلها الألف رطل، يطلب منه القائد ∀عد إلى المؤخرة، هنا خطر عليك∀ ، رفض وبقى فى موقعه شامخا صامدا فاتحا جهازه مبلغا إشاراته لبقية زملائه ، حتى استشهد. قال عنه اللواء فؤاد عزيز غالى إنه لم ير مثل المقاتل نشأت فى قوة صموده وصلابته وحماسه وعنفوانه، حتى بعد إصابته، واستمراره فى مهامه القتالية والاقتحام بقوة حتى استشهاده، وفى مارس ١٩٧٤ تم منح والدته السيدة بهية جرجس يوسف لقب ∀الأم المثالية∀.

تكريم الأبطال

هذه نماذج من مئات الآلاف من الشهداء وأبطال النصر العظيم ألا يستحق هؤلاء التكريم بإطلاق أسمائهم على الشوارع والمدارس والمصالح المهمة. طبعا لابد من التكريم بشكل يذكر الناس بعظمة هؤلاء الأبطال. وهو ما يذكرنى به القارئ العزيز شريف عبد القادر الذى يقول: منذ أوائل الثمانينيات وأنا أطالب بتكريم جار استشهد فى حرب أكتوبر المجيدة، يوم 14 أكتوبر. كان بسلاح المدرعات. هو الشهيد عبد الحى السيد عبد الحى وشهرته شحتة، كان من خيرة الشباب خلقا ووطنية. كل ما أطلبه إطلاق اسمه على شارع مشهد الرأس بالسيدة زينب المجاور لسكنه. فى عام 2009 فوجئت بطلب معجز من المحافظة، وهو إفادة باﻻستشهاد فلجأت للأستاذ محمد عبد المنعم الذى نشر رسالتى، بعدها سعدت باهتمام الشئون المعنوية، واستلمت اإفادة. لكن المحافظة لم تهتم، وﻻ أعرف ما هى المعضلة فى ذلك. خاصة أن لدينا شوارع كثيرة ليس لأسمائها معنى. إن إطلاق أسماء الشهداء على الشوارع مهمة ليعلم الشباب أن حالة اﻻستقرار واإطمئنان التى نعيشها كانت بفضل الشهداء بعد الله حيث استعادوا لنا كرامتنا وأرضنا بالحرب والسلام. تخيل حضرتك منذ الثمانينيات وحتى الآن ﻻ أجد اهتماما بتكريم شهيد بإطلاق اسمه على شارع. أرجو كما عودتنا شمول طلبى برعايتك فربما يخجلون من حضرتك. ربما يا شريف!.

عشنا الحرب

الحديث عن أكتوبر ينشط ذاكرتنا، وهو ما يذكرنى به القارئ العزيز نصر فتحى اللوزى أحد أبطال الحرب، يقول: سبق نصر أكتوبر حرب عشناها ونحن نتطلع إلى يوم نسترد فيه الكرامة والعزة باسترداد أرض سيناء، وكانت حرب الاستنزاف. لقد كان نصرا عزيزا سطرته دماء أبناء مصر على أرض سيناء التى احتضنت الشهداء. واسمح لى أن أقول إن هذا اليوم الذى ترك بصماته على جسدى وأجساد زملائى الذين يعيشون الآن ـ وهم قلة قليلة ـ بقدر ما يحمل فى قلوبنا فرحة النصر الذى مازالت تعيش بداخلنا. أيضا يحمل حزنا وأسفا شديدا على ما نراه ونلمسه ونعيشه فى البعض منا من افتقاد روح الانتماء الوطنى الصادق إلى تراب الوطن. مع الفهم الحقيقى لمعنى الوطن والمواطنة. وانهيار سلوكيات (البعض) وأصبحت الشائعة أخطر وسائل زعزعة الثقة فى الأفراد فيما بينهم حقدا وحسدا من قلوب يعمها السواد يكرهون كل شريف نقى تقى. وأيضا فى قادة مصر الشرفاء. ونالت الكثير من رجال الدعوة الإسلامية والأزهر الشريف. وبات وأصبح الانهيار الأخلاقى هو القاسم المشترك لانعدام روح العمل والإنتاج وإنكار الذات.

نماذج مشرفة

مصر ولادة، تزخر بأبنائها البررة. هم قدوة ومثل فى جميع أنحاء العالم. اليوم أقدم لكم رائدا من رواد زراعة الكبد، العالم الأستاذ الدكتور محمد عبد الوهاب. ابن جامعة المنصورة وأحد مؤسسى مركز الجهاز الهضمى ذى السمعة العالمية. تلقى شهادة تقدير وتهنئة من سكرتير عام جمعية الجهاز الهضمى العالمية، يقول فيها ∀هذا التكريم هو شرف للجمعية، ومصر وجامعة المنصورة، وأن الدكتور محمد عبد الوهاب من أحسن جراحى الكبد فى الشرق الأوسط وكذلك مركز الجهاز الهضمى∀. الجراح العالمى عبد الوهاب أجرى مؤخرا جراحة نادرة على مستوى العالم أنقذ بها شابا يمنيا، بعد أن تمكن وفريقه الطبى من استخراج شاظية اخترقت كبده، وتم عرضه على أطباء بالهند ودول العالم الذين رفضوا إجراء العملية لوجود نزيف شديد، ونجح عبد الوهاب وفريقه الطبى من علاج الشاب اليمنى، الذى تعافى وعاد إلى بلده. كما نجح الفريق الطبى من استئصال ورم ٥ كج من الفص الأول للكبد وتم نشر العملية بالمجلات العالمية.

الأجمل أن الدكتور عبد الوهاب وفريقه الطبى ينفذون حاليا برنامج تعاون بين جامعتى المنصورة والزقازيق لإجراء عمليات زراعة الكبد لمرضى الشرقية، وفى نفس الوقت تدريب ونقل خبرات المنصورة لأطباء الزقازيق، وأعلنت جامعة المنصورة أنه تفعيلا لبروتوكول التعاون بين كلية الطب بجامعة المنصورة وكلية الطب بجامعة الزقازيق لنقل الخبرات المميزة لبرنامج زراعة الكبد بمركز الجهاز الهضمى بجامعة المنصورة. والذى تم توقيعه تحت رعاية الدكتور أشرف عبد الباسط رئيس جامعة المنصورة، والدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق، فقد تم إجراء الحالة الثانية لزراعة كبد جديدة بنجاح لسيدة من محافظة الشرقية، بالمشاركة بين فريق زراعة الكبد بكلية الطب بجامعة المنصورة وفريق زراعة الكبد الواعد بكلية الطب جامعة الزقازيق برئاسة الدكتور يحيى زكريا حيث قام بإجراء العملية فريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة برئاسة الدكتور محمد عبد الوهاب المشرف على مشروع زراعة الكبد، الدكتور عمرو ياسين رئيس فريق التخدير والعناية المركزة، الدكتور عمر فتحى، الدكتور أحمد محمد سلطان.

وأكد الدكتور أشرف عبد الباسط أن هذا الإنجاز والنجاح الطبى هو نتاج التعاون المثمر والبناء ونقل الخبرات والمهارات الطبية بين فريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة وفريق الزراعة بجامعة الزقازيق والعمل بروح الفريق، وهو ما يعمل على تطوير المنظومة الطبية فى مصر ويعود بالنفع على المريض المصرى. وأشار الدكتور محمد عبد الوهاب إلى أن فريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة المتميز بعلمائه الأجلاء استطاع تحقيق إنجاز كبير فى نقل الخبرات المتميزة لأعضاء الفريق الواعد بجامعة الزقازيق واستطاع الفريقان معا العمل على تحقيق حلم زرع الأمل لمريض الكبد. منوها إلى أن إدارة جامعة المنصورة قامت بتقديم كافة أنواع الدعم لمرضى زراعة الكبد فى كافة ربوع مصر بل وأيضا قدمت الدعم لأشقائنا العرب من العراق، سوريا، اليمن، فلسطين، ليبيا، السودان ومعاملتهم معاملة المرضى المصريين وحققت لهم الأمل فى الحياة بعد المعاناة مع المرض.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة