هشام مبارك
هشام مبارك


احم احم !

«شيفت كارير»

هشام مبارك

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020 - 06:56 م

 

معذرة عزيزى القارئ لو كنت كتبت عنوان هذا المقال باللغة الإنجليزية، فقد بحثت عن بديل مناسب له باللغة العربية فلم أجد أبلغ منه، شيفت كارير يعنى باختصار تغيير مجال العمل الذى تعمل فيه. فكرت أن يكون العنوان مثلا تغيير مسار لكنى وجدته ربما يحمل معانى أخرى مثل تغيير شكل الحياة الاجتماعية التى يعيشها الإنسان بأن يتحول مثلا من متزوج إلى مطلق أو من أعزب لمتزوج وهكذا.

الموضوع ببساطة وبعيدا عن سبب كتابتى للعنوان بلغته الأصلية أننى قررت عمل شيفت كارير أى تغيير مهنتى من الصحافة والكتابة إلى أى مهنة أخرى أو على الأقل البحث عن عمل إضافى ليس له علاقة بالصحافة تطبيقا بنصيحة صديقى الراحل الكاتب الكبير فؤاد فواز الذى كان يقول لى:يا إتش لابد للفأر من منفذ آخر للجحر. وكعادتى فى مثل هذه القرارات المصيرية فكرت فى اللجوء لك عزيزى القارئ باعتبارك الوحيد الذى سوف يخلصنى النصيحة دون مصلحة مباشرة. ربما كان لطول فترة العمل من المنزل خلال فترة كورونا صلة مباشرة بهذا التفكير خاصة أننى مارست خلال فترة التواجد المنزلى هواية دخول المطبخ وأعددت بعض الأطعمة والحلوى شهد بجودتها كل أصدقائى على مواقع التواصل الاجتماعى الذين تفاعلوا مع شكلها الخارجى فقط، لكن الموضوع صعب يتحول لاحتراف، فإذا كان أهل بيتى مجبرين على تناول ما أصنعه لهم حيث لا يملكون منه فكاكا، فما هو ذنب بقية الناس فى تناول أطعمة ليس لها من الطعام الحقيقى سوى التشابه فى الأسماء وربما فى الأشكال أما عن الطعم فالطعم الأصلى فى حتة وطعم صنع ايديا وحياة عنيا فى حتة تانية خالص.

فكرت أن أقود ∩توكتوكا∪ وبدأت بالفعل مراقبة حركة التوك توك فى الشارع المصرى وبعد دراسة ميدانية متأنية وجدت أن سائق التوك توك يقوم بتحصيل حوالى خمسمائة جنيه يوميا لو خصمنا منها مثلا مائتى جنيه لزوم الوقود والصيانة والذى منه فتكون الحصيلة حوالى ثلاثمائة جنيه يوميا علما بأن يوميتى بعد ما يقرب من خمس وثلاثين سنة صحافة تقريبا مائة وستون جنيها أى نصف يومية التوك توك. لكن القدرات الرهيبة التى يتمتع بها سائقو هذا النوع من المركبات جعلتنى أصرف نظر عن الموضوع. فسائق التوك توك يتلوى به وسط السيارات والناس مثلما يتلوى الثعبان بين الشقوق وعلى فروع الشجر، وهو ما لا طاقة لى به. أنا أفضل مركبة ذات أربع عجلات، تاكسى مثلا أو سيارة تصلح أن أشترك بها فى مشروع أوبر أو كريم. بدأت مراقبتى لهذا النوع من النشاط وبعد إجراء عدة حوارات مع بعض السائقين وجدت متوسط دخل الواحد منهم حوالى سبعمائة جنيه يوميا بعد محاسبة الشركة ينفق نصفها تقريبا على الوقود والصيانة ليظل متوسط دخله الشهرى حوالى عشرة آلاف جنيه ومع ذلك قررت أن أصرف نظر بعد أن لاحظت أن غالبية من يعملون فى أوبر وكريم من الشباب الذين يتحملون الجلوس على عجلة القيادة ساعات طوالا.

∩عليك وعلى التومناية∪ هكذا قال لى أحد أصحاب الخبرة وأنا أستشيره فى مسألة الشيفت كارير.سألته: وما هى التومناية فقال: هى سيارة لا هى كبيرة فى حجم الميكروباص ولا صغيرة مثل التوكوك أى أن حجمها بين بين. ولماذا سميت تومناية؟هذا يا سيدى لأنها لا تتحمل أكثر من ثمانية ركاب محشورين فى قلبها. قلت فلماذا لا يتم تحميلها بعدد أقل مع تغيير الاسم لسوبعاية مثلا أو سدساية؟ قال وهو يوشك أن يتركنى: لا حضرتك جاى تهزر بقى مش تعمل شيفت كارير، هى طالعة من مصنعها تومناية وحاتفضل طول عمرها تومناية. فقلت له: خلاص خلاص لا تعصب نفسك. لكن ما هو المطلوب منى لأبدأ فى مشروع التومناية هذا فقال: أبدا تشتريها بالتقسيط من البنك وترخصها وتجينى بعد كده أعرفك على أى حد من ملوك الموقف علشان تدخل تحمًل تحت رعايته وإشرافه مع طبعا سداد الأتاوات المقررة فى المواقف مثلك مثل غيرك من السائقين وأهم حاجة بقى يا نجم تشوفلك سلوجن لطيف كده أقصد يعنى شعار تحطه على التومناية لأن الحاجات دى مهمة جدا فى كار نقل الركاب.

منتظر مقترحاتكم لاختيار الشعار المناسب قبل الشروع فى إجراءات مشروع التومناية وقد اخترت شعارا مؤقتا يقول: ∩مش شغلتنا بس أحسن من قعدتنا∪.. وذلك لحين إشعار آخر!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة