صورة موضوعية
صورة موضوعية


«كيف تصبح إرهابيا».. مكتبات سرية أمريكية لترويج أفكار «داعش» على الإنترنت

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020 - 11:12 م

محمد الشماع 

«خبيئة» إرهابية تضم 90 ألف مادة بـ9 لغات بها آلاف الكتب والوثائق والأفلام والصور تعلم الشباب التطرف وتبرر جرائم قتل الأبرياء
«أمازون» تبيع كتب سيد قطب بـ220 دولاراً.. والقرضاوى بخمسة دولارات.. و«جود ريدز» تصف بن لادن بالملهم

 

 مبكراً وضعت مصر”ألف حساب” للإرهاب الذى يصل إلى الشباب عبر الإنترنت، فوضعت تشريعات لمواجهة الظاهرة، ودفعت فى كل الاتجاهات التوعوية والأمنية، التي تسهم في حماية الشباب المصرى من فضاء إلكتروني اتسعت جنباته للخير والشر معاً، لكن تبقى مواجهة الأفكار المتطرفة على شبكة الإنترنت درباً من المستحيل، إذ حاول الأمن المصرى وفي مقدمته مباحث الإنترنت قدر المستطاع في ذلك، واستعان بالخبرات والأدوات المتطورة للغاية في مواجهة هذا الأمر، ولكن في النهاية يستطيع الشر أن يتسرب، وتعجز أجهزة الأمن والتكنولوجيا وأكثرها تقدماً عن المواجهة، لكن حماية شبابنا من التطرف والإرهاب ستظل أمناً قومىاً.

لقد أعلن مركز دراسات بريطاني منذ أيام عثوره على مكتبة سرية عملاقة يخفيها تنظيم داعش في قلب الإنترنت، بالرغم من تقلص حضوره على الأرض وانحسار نشاطاته الإرهابية، المكتبة تضم 90 ألف مادة صيغت بـ9 لغات مختلفة تشتمل آلاف الكتب والمنشورات والوثائق والمواد الفيلمية والصور، إذ يطلع عليها 10 آلاف زائر بشكل شهرى أغلبهم شباب عربى أعمارهم بين 18 و24 عاماً.

محتوى المكتبة يروج بشكل واضح لتنظيم داعش الإرهابي، ويعتبره الباحثون فرصة لتجديد المحتوى المتطرف على الإنترنت بشكل متواصل، بل إنه يعلم الشباب كيف يصبح إرهابياً ويبرر جرائم قتل الأبرياء، ورغم افتضاح أمر المكتبة إلا أنها لم تُحجب حتى الآن، فهناك صعوبة في حجب المكتبة لأن محتوياتها مخزنة في أكثر من مكان، حيث ما زالت، سلطات مكافحة الإرهاب في أكثر من دولة من بينها بريطانيا وأمريكا، تبحث عن وسيلة لمحو المكتبة من الإنترنت ونزع فتيل تلك القنبلة الموقوتة، وهو أمر نقدمه للمختصين بأمن الإنترنت في مصر، ليبحثوا عن حل.

مكتبة داعش السرية المكتشفة ليست الوحيدة التي تم العثور عليها بين خبايا فضاء الإنترنت، حيث توجد أرشيفات أصغر حجماً تعود لجماعات متطرفة أخرى يستخدم العديد منها منصات لا مركزية أيضاً، إذ استغلت الجماعات الإرهابية المزايا التكنولوجية كعنصر حيوى لدعم وتحقيق أهدافها ومنفذ لوجستى داعم وحاضن للنشاط الإعلامي والفكري لها في مناطق مختلفة من العالم، فمن خلال شبكات الإنترنت استطاعت الجماعات الإرهابية تصوير أنفسهم وأعمالهم في الضوء والسياق الذي يريدونه، دون أن يعرقل ذلك، تفحص وسائل الإعلام الرسمية لذلك التصوير أو غربلته أو تحويره، وقد بدأ الإرهابيون بالفعل في استخدام الفضاء الإلكتروني في التأثير على الرأي العام وتجنيد أعضاء جدد وجمع الأموال.

جماعة الإخوان الإرهابية أيضاً كانت تنفذ عبر فضاءات الإنترنت، لتدس سمها في المجتمعات العربية، والمصرية على وجه الخصوص، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة والمضنية التى يقوم بها الأمن السيبراني المصرى في مواجهة كل ما هو محرض على العنف وعلى الانضمام لهذه الجماعات المحظورة، فإن السيطرة على موقع “أمازون” للتجارة الإلكترونية كان صعباً للغاية.

وموقع “أمازون” هو أحد أهم المواقع العالمية للبيع والشراء، والمدهش هو اكتشاف البعض فيه أنه يبيع مواد لتجنيد الإرهابيين، وكتيبات لصناعة القنابل، ومؤلفات محظورة من بينها كتب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ومنظرى تنظيم “الإخوان” الإرهابي، ما دفع نواب بريطانيين إلى الدعوة للتحقيق في الأمر منذ شهور، حيث أكدوا أن المتجر الكبير يبيع كتباً لرجال دين مسجونين أو طردوا من بريطانيا، ما أدى إلى اتهامه بنشر رسالة الإرهابيين.

وأشاروا إلى أن العديد من الكتب التي أسهمت في تطرف الآلاف من الإرهابيين الدوليين، متاحة للتسليم في اليوم التالي، كما يمكن تحميل بعضها فوراً على تطبيقات مثل “كيندل” في أي مكان في العالم، وأوضح أن هذه الكتب التحريضية تباع من قبل أطراف ثالثة باستخدام منصة “أمازون”، ما يتيح لهم الوصول العالمي وإعطاؤهم شرعية مزعومة.

واكتشف الباحثون أن موقع “جودريدز” التابع لأمازون يروج مثلاً لرواية بن لادن السادية “الألفية الإسلامية”، التي تتصور حدوث إبادة في الغرب ورأس مقطوع لـ”كافر” على سن رمح في طهران، حيث وصف الموقع بن لادن مثلاً بأنه “مصدر إلهام للملايين” و”رجل العائلة، رجل السلام والثقافة”، كما قدم أمازون محاضرة صوتية لزعيم القاعدة السابق أنور العولقي.

ويعرض الموقع كتاب “معالم في الطريق” لمنظر “الإخوان” الإرهابية سيد قطب وكذلك “في ظلال القرآن” الذي يباع بـ220 دولاراً، وكذلك كتاب “الحلال والحرام في الإسلام” و”فقه الجهاد” من تأليف يوسف القرضاوي والذي يباع الجزء منه بـ5 دولارات فقط، وهي كتب بالتأكيد لأشخاص تدعو لنشر الأفكار المتطرفة، إلى جانب أفلام وكتب تروج للنازية والفكر الصهيونى.

هل يكفي قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 في التعامل مع هذا الأمر؟
لقد أوضحت المادة 7 من القانون خطوات وكيفية هذا الأمر، حيث نصت على، لجهة التحقيق المختصة، متى قامت أدلة على قيام موقع يبث داخل الدولة أو خارجها، بوضع أى عبارات أو أرقام أو صور أو أفلام أو أية مواد دعائية، أو ما فى حكمها مما يعد جريمة من الجرائم المنصوص عليها بالقانون، وتشكل تهديد للأمن القومي أو تعرض أمن البلاد أو اقتصادها القومى للخطر، أن تأمر بحجب الموقع أو المواقع محل البث، كلما أمن تحقيق ذلك فنياً.

وعلى جهة التحقيق عرض أمر الحجب على المحكمة المختصة منعقدة فى غرفة المشورة خلال 24 ساعة مشفوعاً بمذكرة برأيها، وتصدر المحكمة قرارها فى الأمر مسبباً، فى مدة لا تجاوز 72 ساعة من وقت عرضه عليها، بالقبول أو الرفض.

 ولكننا الآن نقدم هذا الأمر أمام مباحث الإنترنت، لإنقاذ شبابنا من براثن أفكار المتطرفين، ولوأد أزمة في مهدها قد تحدث في المستقبل.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة