والله العظيم محدش فاهم حاجة في اي حاجة ويبدو بالفعل اننا وقعنا في فخ ومستنقع اللامبالاة والتواكل والضرب بقيمنا الاخلاقية عرض الحائط.
يخطئ من يعتقد ان محاولة اسقاط مصر قد انتهت لان الصحيح هو انها دخلت فصلا جديدا من فصولها بعد ان توهمنا جميعا انه قد اسدل الستار عليها يوم ٣٠ يونيه.
يخطئ كثيرا كل من يعتقد ان اسقاط الدولة لا يمكن ان يتم الا بموجب محركات وتأثيرات خارجية لان الحقيقة تقول ان اسقاط الدولة يمكن ان يتم من داخلها لان تأثيره اسرع واطول زمنا.
اسقاط الدولة يبدأ بإسقاط هيبتها وسطوتها ونفوذها.
اسقاط الدولة يبدأ بالتغيير الحاد في نمط سلوك الافراد في تعاملاتهم مع مؤسسات وهيئات الدولة بل ورموزها.
اسقاط الدولة يبدأ باشاعة مناخ من البغض والكراهية وفقدان الثقة واليأس وتشويه أي انجاز يتحقق واعاقة اي خطوة قد نتخذها من أجل التقدم للامام.
يؤسفني القول بان الاسقاط قد يبدأ من الدولة في حد ذاتها ومع خلال كبار مسئوليها عندما يبدأ التهاون في تنفيذ واعمال سلطة القانون تجاه المخالفين.
يؤسفني القول ان هناك مخاوف تنتاب المسئولين في مواجهة اي مشكلة خوفا من ان يتظاهر البعض او ان يرفع البعض الاخر صوته او يهدد البعض باللجوء للاعلام والفضائيات والتي قد تعرض الشكاوي دون التحقق منها بل ان بعض العاملين فيها يتعاملون مع المسئولين بلغة من التعالي والكبرياء ويتهددون ويتوعدون.
كل ذلك ساهم في ايجاد حالة من الميوعة والسيولة في معالجة المواقف من قبل الحكومة والدولة كلها وهو امر سوف يجرنا لمنعطف خطير لا تتحمله بلادنا التي تعاني الامرين من اجل ان تظل سفينة مصر مبحرة رغم الانواء والامواج العاتية.
ارجوكم الحفاظ علي هيبة الدولة والضرب بيد من حديد علي كل نشطاء وتجار الثورات وادعياء الوطنية واقصد بالطبع بقايا الاخوان ومطبلطية ٢٥ يناير.